ضبابية المشهد…

قبل أسابيع معدودة من انطلاق نسخة جديدة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، ما تزال الضبابية تخيم على المشهد، إلى درجة تثير الكثير من علامات استفهام.

فالأندية المفروض أن تكون قد شرعت منذ مدة، في استعدادات مكثفة للموسم الجديد، إلا أن الأغلبية الساحقة لازالت تعاني من ارتباك، إن لم نقل فراغا مهولا، يجعلها غير قادرة على الدخول في تحضير سلس، استعدادا لمرحلة أساسية، من الضروري ضمان سبل نجاحها.

فمولودية وجدة، لازالت تنتظر عائدات بيع لاعبها البحيري، قصد حل -ولو نسبيا- للازمة المالية التي تعصف بها، وأمام تعثر الصفقة، لا زالت كل مكونات “سندباد الشرق” تنتظر الذي يأتي أو لا يأتي.

هذا الواقع المؤسف الذي يعشيه الفريق الوجدى، مثال يقاس عليه، بالنسبة لباقي الأندية، فالعديد منها، لم تحسم بعد في المدرب الذي سيشرف على الأمور التقنية،  كالوداد البيضاوي والجيش الملكي والمغرب التطواني وأولمبيك خريبكة، كلها أندية لم تقرر بعد في مسألة الاختيار، لأسباب مختلفة.

وفي غياب لائحة رسمية للأندية غير المسموح لها دخول سوق الانتدابات من طرف جامعة كرة القدم، فإن هناك صفقات كثيرة أبرمت، دون أن يعرف المتتبعون المرخص لها بعقد صفقات، أو من يتواجد ضمن لائحة الممنوعين.

كما أن هناك قاسما مشتركا يهم كل الأندية، ويتعلق الأمر بأزمة مالية طاحنة، باستثناء قلة قليلة ممن يعيشون نوعا من الرخاء المالي، وهذه حقيقة لم يعد بالإمكان إخفاءها، مادامت الملفات الخاصة بالنزاعات، مطروحة بأعداد جد مقلقة، وطنيا وخارجيا، إلى درجة تم وضع كرة القدم المغربية ضمن الخانة السوداء من طرف الأجهزة الدولية.

كما أن عدم عقد الجموع العامة في مواعيدها المحددة، عامل آخر سلبي ينضاف لمجموعة الاختلالات التي تعاني منها أصلا أغلب الأندية.

كل هذه الأمثلة الحية، تتناقض مع التطور اللافت التي تعرفه كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى المنتخبات، أو الأندية التي حققت نتائج لافتة، ولعل أبرزها الفوز بلقبين قاريين، عصبة أبطال إفريقيا بالنسبة للوداد البيضاوي، وكأس الاتحاد الإفريقي لنهضة بركان.

فكيف تعاني الأندية من أزمة طاحنة، ورغم ذلك تحقق نتائج متميزة، والتفوق على كبار القارة السمراء، أي أنه ليس هناك منطق، أو معادلة صحيحة في هذا الاتجاه؟

سؤال من الصعب الإجابة عنه بطريقة مقنعة، مادامت كل المفاهيم اختلت، أمام ضبابية المشهد…

محمد الروحلي

Top