فرق الإغاثة تسابق الزمن للوصول للقرى المتضررة بالأطلس الكبير

مع مرور خمسة أيام عن زلزال الحوز الذي حرك جبال الأطلس الكبير، تواصل فرق الإغاثة جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من ضحايا هذه الكارثة، وتكثف من تدخلاتها لفتح الطرق التي تضررت بشكل كبير، فيما لا يزال الوصول إلى القرى النائية صعبا بسبب الانهيارات الأرضية وتقطع السبل الناجم عن تساقط الأحجار بهذه المناطق المتضررة.

ويحذو فرق التدخل المكونة من عناصر القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والهلال الأحمر والسلطات المحلية إلى جانب فرق الإنقاذ الأجنبية، (يحذوهم) الأمل وهم يكافحون وعورة التضاريس، تحت ضغط الاستغاثات المتواصلة لساكنة المداشر المتناثرة والمعزولة في أعالي الجبال، من أجل الوصول والعثور على مفقودين أحياء تحت ركام الأنقاض بهذه المناطق التي تعتبر الأكثر تضررا بأقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة.

ويتمنى هؤلاء المسعفون، أن يشكل ذلك استثناء كبيرا لهذه الكارثة، على اعتبار أن فرصة البقاء حيا لمدة خمسة أيام، تحت خراب البيوت -أكثرها طينية- تبقى ضئيلة جدا، لكن الاستثناءات واردة لحالات زلازل سابقة تم خلالها العثور على أشخاص أحياء بعد 7 أيام.

وفي غضون ذلك، مكنت جهود الإنقاذ المتواصلة من انتشال عدد من الجثث من تحت أنقاض المباني بقريتي أنغوال وأسيف لمال بإقليم شيشاوة، لكن دون العثور على ناجين من هذه الكارثة. كما تمكنت فرق الإنقاذ بجماعة إغيل باقليم الحوز من إخراج جثث أخرى كانت عالقة وسط ركام البيوت المهدمة.

وبالموازاة مع ذلك، واصل الجيش الملكي استخدام المروحيات العسكرية من أجل إيصال المساعدات إلى القرى والبلدات المفصولة، جراء انقطاع أو انعدام الطرق، عن المراكز التابعة لها ترابيا، إذ يتواصل منذ يوم السبت الماضي، تنفيذ ما بين 35 و40 مهمة يوميا، حسب الظروف الجوية وطبيعة التضاريس، حيث تقوم مروحيات من نوع شينوك CH47 وبوما SA330 و AB 205 بطلعات الجوية منذ الساعات الأولى للصباح بين مدينة مراكش ومختلف المناطق المتضررة من الزلزال، لاسيما تلك التي يصعب الوصول إليها عبر المسالك البرية.

وإلى جانب المروحيات، يتم توظيف الطائرات المسيرة التي تتيح لمركز قيادة عمليات الإغاثة المتقدم بمراكش المتابعة الحية وعن بعد للوضع بالمناطق المتضررة من الزلزال واتخاذ القرارات المناسبة بشأن طبيعة المساعدات التي يتعين إرسالها، وذلك بتنسيق مع وحدات التدخل التابعة للقوات المسلحة الملكية المنتشرة ميدانيا، وكذا مع السلطات المحلية.

وفيما تتواصل مجهودات فرق الإغاثة وفق مقاربة تعتمد القرب بهاجس إنقاذ وتقديم المساعدة بشكل فعال دون تأخير لأولئك الذين هم في أمس الحاجة لها، تعمل طائرات بدون طيار التابعة للقوات المسلحة الملكية على استطلاع المناطق المتضررة من أجل إيصال المساعدات والأغطية والمواد الغذائية لتلبية احتياجات سكانتها المنكوبة.

<سعيد ايت اومزيد

Top