ارتفاع سمك السردين إلى 20 درهما للكيلوغرام الواحد يغضب الأسر المغربية

شهدت أسعار سمك السردين ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة في معظم مناطق المملكة، وهو ما أثار تساؤلات العديد من المواطنين حول أسباب هذا الوضع.
وتجاوزت الأسعار في بعض المناطق حاجز الـ 20 درهما للكيلوغرام الواحد من السردين، وهو ما خلف استياء العديد من الأسر البسيطة التي تقبل على شراء هذا المنتوج البحري، في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء التي حلقت عاليا جدا بعد عيد الأضحى..
وفي هذا السياق، قال أحد الباعة المتجولين في تصريح لبيان اليوم: ” راه البارح كان خمسة و عشرين درهم، و هادشي راه من عندهم كلشي زادو فيه ”
و أضاف بائع آخر قائلا: “السردين راه كان بربعمية ريال يالاه نقسنا مية، وهادشي حيت كيصدرو الحوت لبرا و كيخليونا حاصلين مع الشناقة ” .
تصريحات الباعة تطرح تساؤلات عديدة حول كيف تحول هذا النوع من الأسماك البسيطة من مادة يستهلكها الجميع إلى طبق يستوجب الرخاء المادي.
في هذا السياق، كشف بعض الفاعلين في مجال الصيد البحري أن قلة المعروض من السردين بالأسواق الوطنية هو السبب وراء ارتفاع الأسعار، مشيرين إلى أن العرض الذي تقدمه موانئ سيدي إيفني، وطانطان، والصويرة والجديدة، لا يصل إلى المستوى الذي يوازي الطلب، علما ان هذه الموانئ هي أبرز المراكز المزودة للأسواق بمنتوج السردين.
بيد أن محدثنا وقف عند عوامل أخرى تقف وراء ارتفاع أسعار السردين، حيث أوضح أن “أثمنة هذا المنتوج بالموانئ تتراوح في الوقت الحالي ما بين 170 درهما و300 درهم للصندوق الواحد، قبل أن تنضاف إليها بعد ذلك المصاريف المتعلقة بالنقل والتبريد، وهوامش ربح تتسع حسب جشع الشناقة،، مسجلا أن المنتوج يمر من بين أيدي حوالي وسطاء عديدين قبل وصوله إلى المستهلك النهائي”.
تساؤلات دفعت الجريدة إلى فتح نقاش معمق مع خبير في قطاع الصيد البحري و الذي حث على ضرورة توفر ظروف جيدة للصيد، الأمر الذي أكدته دراسة جديدة تنص على تراجع صيد سمك السردين الذي يرجع إلى ارتفاع درجة حرارة مياه البحر على مدى السنوات الأربع و ثلاثين الماضية، المصحوب بتغيرات الرياح و شدة ارتفاع مياه القاع إلى السطح اللذان يؤثران سلبا على دورة حياة السردين و على الطعام المتاح له.
ووفق الدراسة ذاتها، يؤثر تراجع أسماك السردين أيضا على سلسلة الغذاء البحري و التوازن البيئي. و يعد السردين أكثر الأنواع المستوردة من المغرب، حيث يشكل 64 في المائة من إجمالي الصيد. و لا تقتصر الأهمية الاقتصادية لهذا النشاط في المغرب على الصيد فقط بل تمتد إلى التصنيع في قطاعات التعليب و التجميد والطري.

< زينب قراط
(صحفية متدربة)

Top