‎الكاتب المغربي عبد الرحيم حبيبي يوقع بأسفي الطبعة الثانية لروايته «تغريبة العبدي»

احتضن مقر الرابطة الفرنسية بآسفي مؤخرا حفل  توقيع الطبعة الثانية لرواية “تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية” لكاتبها  الروائي المغربي عبد الرحيم لحبيبي والتي اختيرت خلال السنة الجارية ضمن القائمة  القصيرة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية. ‎ وتتناول هذه الرواية الصادرة في 255 صفحة عن “دار إفريقيا الشرق”، والتي كانت  موضوع نقاش موسع بين الحاضرين والكاتب لحبيبي، تفاصيل رحلة الشخصية الرئيسية في  الرواية “العبدي ولد الحمرية”.
‎ والعبدي ولد الحمرية شخصية مبتدعة من كاتب الرواية الذي يحكي في البداية كيف عثر،  في وقت ما، على مخطوط قديم (متخيل أيضا) عند أحد باعة الكتب المستعملة بسوق  العفاريت بمدينة آسفي. ومع اقتناعه بأن المخطوط المكتشف هو نسخة أصلية لصاحبها، الذي ظل مجهولا، حمل  الوثيقة إلى الجامعة لإخضاعها للتحقيق الأكاديمي من قبل أساتذة مختصين، استعدادا  لتحضير رسالته الجامعية، لكنه يصطدم بالآذان الصماء في التعامل مع مغامرة التحقيق  في أصل المخطوطة ليعود خائبا إلى مدينته في آسفي، حيث ستنطلق فصول كتابة الرواية.
وتتوزع هذه الرواية التي تتميز بأسلوب سردي رفيع على ثلاثة فصول (التقديم  والمتن والتحقيق) استطاع من خلالها الكاتب أن يسلط بمتخيله الإبداعي الضوء على فترة ضبابية من تاريخ المغرب في القرن التاسع عشر.
وتظهر الرواية تمرد “العبدي ولد الحمرية” على حالة الوهن والضعف التي أصيبت بها  البلاد في هذه المرحلة مع انطلاق أطماع الحركات الاستعمارية الأوروبية في إفريقيا  والتي توجت بإخضاع جل البلدان الإفريقية بما فيها بلدان الشمال الإفريقي للاحتلال  الأجنبي، الذي خلق تناقضات رئيسية مع الثقافات المحلية.
وقد ترافقت حالة الضعف والهوان- حسب الرواية- مع تردي الفكر والثقافة وسيادة  الخرافة مما دفع بالشخصية الرئيسية ، “العبدي ولد الحمرية”، إلى السعي من أجل  تغيير هذا الواقع البئيس عبر طلب العلم والمعرفة والسعي للعودة إلى الأصول  الثقافية للمجتمع المغربي.
وتتطرق الرواية ، التي تم نسجها في تناسق مع المعطيات التاريخية لتلك المرحلة،  لمغامرات رحلة “العبدي ولد الحمرية” إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والبلدان  العربية ومناقشاته وأحاديثه مع كبار علماء وسياسيي تلك الفترة من القرن التاسع  عشر.
لم يتمكن العبدي من العودة إلى المغرب بعد أن ألم به مرض الطاعون ليضفي كاتب  الرواية على موته بعدا رمزيا يؤشر على بقاء أسئلته الساعية إلى التخلص من التخلف  والجهل معلقة بين ماضي الشرق وحاضر الغرب.  وقال الكاتب عبد الرحيم لحبيبي، الذي اشتغل بقطاع التربية والتعليم، أنه واجه  صعوبة في اختيار عنوان لروايته قبل أن يهتدي لاسم متخيل كما هو الشأن بالنسبة  للمخطوطة فأطلق عليه اسم “العبدي ولد الحمرية” إقرارا بانتمائه إلى منطقة عبدة حيث تتواجد ساكنة قبائل “احمر” ونسبه إلى أمه “الحمرية” تفاديا لأي تأويل ذي نزعة  قبلية.

Top