المغرب يفقد أحد الممثلين المتألقين اللامعين والمجدين

الفنان محمد بسطاوي في ذمة الله
كان لخبر وفاة الفنان الكبير محمد بسطاوي، على محبي هذا الفنان المبدع، وعلينا في هيأة التحرير  صباح أمس الأربعاء، وقع الفاجعة…
بعد معاناة مع المرض، يفارق محمد بسطاوي الحياة بالمستشفى العسكري بالرباط حيث كان يخضع للعلاج تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس قبل أن يتدهور وضعه الصحي ويسلم روحه لبارئها.
هكذا يفقد المغرب أحد الممثلين المتألقين اللامعين والمجدين، الذي حاز حب واحترام الجميع.
يقول بسطاوي عن نفسه “أنا ممثل محترف وإنسان قبل كل شيء، لا أدعي الكمال..”  
استطاع الفنان الراحل محمد بسطاوي الذي تألق في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، وفي زمن قياسي أن يلفت أنظار النقاد والمشاهدين بطلته المميزة وأدواره المتنوعة، الفلاح البدوي، الضابط، والنجار، واللص، والعجوز، والموظف وغيرها ما استحق معه أن يكون نجم الشاشة المغربية في العشر سنوات الأخيرة.
ولد بمدينة خريبكة عام 1954، غادرها إلى إيطاليا لكنه لم يجد بها ما كان يبحث عنه فما لبث أن عاد إلى الوطن لينخرط في العمل المسرحي، ويتألق بالخصوص مع فرقة مسرح اليوم رفقة ثريا جبران، عبد اللطيف الخامولي، عبد الواحد عوزري وعبد المجيد الهواس..، ومن مسرح اليوم إلى مسرح الشمس، تألق في العديد من الأعمال كانت البداية مع فيلم ‘ كنوز بلادي’ عام 1997، وبعدها في العديد من الأفلام لمخرجين كبار أمثال محمد إسماعيل وسعد الشرايبي وفوزي بنسعيدي، ومحمد العسلي  وداوود أولاد السيد كما شارك في العديد من الأعمال الدولية والأجنبية التي صورت في المغرب، وأكد على حضوره اللافت وموهبة قوية في التمثيل وهو ما جعله محط تقدير واحترام الجمهور، وكل من يتعامل معه.
كان محمد بسطاوي ممثلا بارعا يتقن الأدوار وعازفا ماهرا على أوتار النجومية وعفويا مع كل من عرفه.
لن تسعفنا الكلمات في هذا الموقف الحزين لنعبر عن هذا الهرم بما يستحقه من تكريم، لكننا سنقول فقط، إن الموت اختطفك مبكرا، كما أننا نذكر جيدا أدوارك التي أديتها بعمق وعشق، كما سيظل يذكرها جمهورك ومحبوك وزملاؤك في الساحة الفنية المغربية. ستظل في الذاكرة مع كل من ودعناهم إلى دار البقاء. رحمك الله يا بسطاوي، وغفر لك وأسكنك فسيح الجنان، وألهم الله زوجتك الفنانة سعاد النجار وأبناءك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Top