بمبادرة من وسيط المملكة.. اتفاق بين طلبة الصيدلة ووزارة التعليم العالي

على مقربة من دخول أزمة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان الشهر العاشر على التوالي، بدأت تلوح في الأفق بوادر الانفراج لإنهاء الأزمة التي عمرت طويلا، بعد مبادرات من مؤسسة الوسيط لتقريب الرؤى بين الطرفين.
وعلمت “بيان اليوم” أن وسيط المملكة أشرف على توقيع اتفاق بين طلبة شعبة الصيدلة ووزارة التعليم العالي تم بموجبها إنهاء الأزمة على أن يوقف طلبة الصيدلة الإضراب ويلتحقوا بالكليات.
ونص الاتفاق بين طلبة الصيدلة ووزارة التعليم العالي على الاستجابة لعدد من المطالب، مع الالتزام بتنظيم الامتحانات في تواريخ قريبة نهاية شتنبر الجاري أو بداية أكتوبر المقبل، مع مراعاة ترك فترة لطلبة الشعبة من أجل التحضير، ونفس الأمر بالنسبة لامتحانات الدورة الربيعية.
بالمقابل رفض طلبة شعبة الطب وطب الأسنان الاقتراح الذي تقدمت به وزارة التعليم العالي عبر مؤسسة الوسيط، والتي اعتبروها إعادة إنتاج لمقترحات سابقة مرفوضة بدون أي تعدل عليها.
ووفق ما استقته بيان اليوم من مصادر داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب فإن أسباب عدم قبول المقترح الجديد يعود بالأساس إلى كونه لا يتضمن حلولا واقعية ويعيد بنود سبق وأن رفضها الطلبة، مشيرا إلى أن المقترح الموضوع على الطاولة لم يأت بأي جديد يذكر من شأنه إنهاء الأزمة.
وعن قبول طلبة الصيدلة للمقترح وتوقيعهم على محضر اتفاق مع الوزارة الوصية، أوضح المصدر أن الطلبة ومنذ بداية الاحتجاجات والمقاطعة قبل تسعة أشهر كان يجمعهم النضال عن المطالب والتي تختلف في بعضها بين شعبة الطب وشعبة الصيدلة، فيما قرار الاستمرار في الإضراب كان يتم بشكل ديمقراطي من خلال تصويت طلبة كل شعبة انفراديا على مقترح الحل على اعتبار أن ما يضمه ملف الطب يختلف عن ما يضمه ملف شعبة الصيدلة.
وزاد المصدر موضحا “بالنسبة للمقترح الذي تقدمت به الوزارة لطلبة الصيدلة عرض للتصويت وطنيا من قبل الطلبة الشعبة المذكورة، ليحظى بموافقة الأغلبية وبما يزيد عن 50 بالمئة من طلبة الصيدلة، فيما المقترح الخاص بشعبة الطب عرف رفض أغلبية الطلبة بنسبة تزيد عن 70 بالمئة”.
وأكد المصدر على أن الاتفاق كان منذ بدأ المسار النضالي على احترام اختيارات الطلبة فيما يرونه مناسبا، مضيفا أن طلبة الصيدلة عرضوا المقترح الخاص بهم للتصويت وحظي بثقة الأغلبية وبالتالي تم توقيع محضر الاتفاق مع الوزارة وانتهت الأزمة، فيما أغلبية طلبة الطب ما زالوا يشعرون بأن المقترح المقدم لهم لا يتناسب ولا يستجيب للمطالب “العادلة والمشروعة” التي يدافعون عنها لما يزيد عن 9 أشهر”.
ورفض المصدر من داخل لجنة الطب التعليق على الأمر من قبل جهات متعددة بكونه انقسام داخلي أو تشتت، مجددا التأكيد على أن الأمر ديمقراطي، وتم وفق ما تم التوافق عنه منذ اليوم الأول لبداية الاحتجاجات، وهو أن كل مقترح خاص بشعبة من الشعب يعرض على التصويت على طلبتها واعتماد النتيجة الوطنية وتنفيذها والالتزام بها.
وعن أسباب رفض طلبة الطب، جدد المصادر ذاتها التأكيد على أن طلبة الطب لم يتوصلوا بأي جديد في المقترح الحالي، مع استمرار المصير الغامض للطلبة الموقوفين ومكاتب الطلبة التي تم حلها، وكذا عدد من العقوبات التأديبية في حق عشرات الطلبة، مشيرا إلى الطلبة يحملون المسؤولية للحكومة من أجل التدخل وإنصافهم والاستجابة لمطالبهم لإنهاء الأزمة.
إلى ذلك، علمت بيان اليوم أن الوزارة الوصية قدمت ضمن مقترحاتها اقتراحا يهم الحفاظ على 6 سنوات فقط للدراسة، مع جعل السنة السابعة خاصة بالتداريب الميدانية، وهي من ضمن المقترحات التي كان طلبة الطب قد رفضوها إلى جانب مقترحات أخرى اعتبروها تمس بجودة التكوين الطبي وبحقوق الطلبة ووضعيتهم الأكاديمية.
يشار إلى أن وسيط المملكة ما يزال يواصل مبادرات بين طلبة الطب ووزارة التعليم العالي قصد تذويب الخلافات وتقريب الرؤى من جديد، وإنهاء الأزمة من أجل العودة للفصول واجتياز الامتحانات الاستثنائية في تواريخ جديدة تحدد ابتداء من الأسبوع المقبل وذلك لإنهاء الأزمة إسوة بشعبة الصيدلة.

 محمد توفيق أمزيان

Top