جيل جديد من المبدعين -الحلقة 13-

كانت الأسماء الإبداعية في مختلف المجالات: القصة، الشعر، المسرح، التشكيل.. إلى غير ذلك، حتى وقت قريب، معدودة جدا، إلى حد أنه يمكن تذكر أسمائها دون عناء، بالنظر إلى أن الساحة الثقافية كانت لا تزال بكرا، إذا صح التعبير، غير أنه في العقدين الأخيرين على الأقل، تضاعف حضور المبدعين على اختلاف اتجاهاتهم.
في هذه السلسلة، تفتح جريدة بيان اليوم، على امتداد الشهر الأبرك، نافذة للإطلالة على عوالم الأسماء البارزة الممثلة للجيل الجديد، وللإصغاء إلى انشغالاتها وطموحاتها.

 الفنان التشكيلي عبد الواحد غانمي :أحاول إبراز اختلال علاقة الإنسان بفضائه الزمكاني

 أكد الفنان عبد الواحد غانمي من خلال هذا الحوار، على أن أعماله التي تتميز بفرادتها وأسلوبها الخاص، هي تلك التي أنجزها في الخمس سنوات الأخيرة ونشرها في وسائط التواصل الاجتماعي.

شارك في بعض المعارض الجماعية بمدينة فاس وخارجها واحتك ببعض الفنانين التشكيليين، مما شجعنه

على تطوير تجربته والمضي بها إلى الأمام.

   * كيف انخرطت في مجال الإبداع التشكيلي؟

– منذ طفولتي الأولى، كان لدي ميل شديد للتعبير عما يجيش في نفسي من مشاعر وأحاسيس، وكنت أحاول إخراج تلك المشاعر المكبوتة بطريقتي الخاصة عبر الرسم على كل سند أجده أمامي: (لوحة…دفتر…تراب..)، وربما كان هذا بسبب أنواع من الحرمان وعلى الخصوص الحرمان من عطف الأم التي غابت عنا بشكل مفاجئ والى الأبد. وهنا أستحضر مقولة مايكل أنجلو: “مصدر الفن أحاسيس داخلية متأثرة”.

 في فترة الشباب ازدادت ميولاتي للتعبير عبر التشكيل، إلا أن ظروفا عديدة لم تكن تسمح لي بنشر أعمالي، فعكفت على التكوين النظري بالموازاة مع إنجاز بعض الأعمال الفنية التي لا زلت أحتفظ بها إلى الآن.

مشاركتي في بعض المعارض الجماعية بمدينة فاس وخارجها واحتكاكي ببعض الفنانين التشكيليين شجعني

على تطوير التجربة والمضي بها إلى الأمام.

* ما هي أهم أعمالك الإبداعية؟

– من الصعوبة بمكان الإجابة عن هذا السؤال، لأنني أجد نفسي كمن يريد أن يفاضل بين أبنائه، ما أستطيع أن أقوله هو أن أعمالي الأخيرة -وحسب آراء بعض الزملاء من الفنانين التشكيليين – تتميز بفرادتها وأسلوبها الخاص، وهي الأعمال التي أنجزت في الخمس سنوات الأخيرة ونشرتها في وسائط التواصل الاجتماعي.

*  ما هي الرسالة التي تحملها هذه الأعمال؟

– هناك عدة رسائل أود أن أرسلها من خلال هذه الأعمال، لكنها وعلى العموم تتمحور حول علاقة الإنسان بفضائه الزمكاني، وأحاول جاهدا أن أبرز اختلال هذه العلاقة وما يترتب عن ذلك من عدم وعي الإنسان بأهمية الزمن، فغياب الوعي التاريخي يعقد مشاكل الإنسان في هذا الوجود ويجعله أمام تحديات خطيرة تهدد وجوده على هذه الأرض.

* ما هي الأعمال الفنية التي كان لها أثر على تجربتك الإبداعية؟

 – الأعمال الفنية التي كان لها أثر على تجربتي هي أعمال سلفادور دالي وأعمال بابلو بيكاسو وبعض الأعمال الفنية لفنانين تشكيليين عرب.

* هل يمكن الحديث عن منحى تجريبي في إنتاجك الإبداعي؟

–  بالفعل، وهذا ما أسعى إليه بخصوص المنحى التجريبي لدي والذي يرتكز على الاستفادة من كل المدارس التشكيلية ومن أهم عطاءاتها.

* كيف هي علاقتك بالتواصل الرقمي؟   

– علاقتي بالتواصل الرقمي هي علاقة فعالة، فمن خلال هذا التواصل تمكنت من الانفتاح على العديد من التجارب والاحتكاك بالعديد من الفنانين.

*  هل يمكن الحديث عن منعطف جديد في التجربة الإبداعية للجيل الحالي؟

 أعتقد أن التجربة الإبداعية للجيل الحالي بدأت ترسم منعطفا جديدا، بالنظر إلى استثمارها لتقنيات جديدة وانفتاحها على فضاءات أرحب وتجارب كونية متنوعة المرجعيات الثقافية والفنية.

* ما هي مشاريعك الإبداعية القادمة؟

–  مشروعي الإبداعي القادم يرتكز على التعريف أكثر بتجربتي والسعي الحثيث لتجسيد فرادتها.

> إعداد: عبد العالي بركات

Related posts

Top