“زيد الخل على الخمير…”

رضخت جامعة كرة القدم، للضغط الذي مارسته الأندية الوطنية بقيادة فريق الرجاء البيضاوي، بخصوص القرار القاضي بمنع الفرق من عقد الانتدابات في غياب التوازن المالي، باستثناء فريقي الجيش الملكي والفتح الرباطي، واللذين يستوفيان، حسب رأي اللجنة المختصة، لشروط التوازن المالي، وقلة النزاعات.
بلاغ الجامعة الصادر صباح أول أمس الأربعاء، يقضي بالترخيص لجميع الأندية بالانتدابات الشتوية الماضية، الخاصة لموسم 2021-2022.
جاء تراجع الجامعة عن قرار المنع، بناء على ملتمس رفعه رؤساء الأندية، يقضي بالمصادقة بصفة استثنائية، على الانتدابات التي وقعت عليها، مع مراعاة الظرفية المالية الصعبة التي تمر منها، والناتجة عن مخلفات الإجراءات المصاحبة لجائحة كورونا، وفي مقدمتها انخفاض مداخيل الشركات الداعمة، وغياب مداخيل الجمهور.
إلا أن بلاغ الجامعة كان واضحا، بعد أن ذيلت قرارها بالموافقة على مجموعة من الشروط القانونية، وعدم فتح الباب على مصراعيه لعقد صفقات بطريقة جزافية، وتسجيل الالتزام الذي عبرت عنه جميع الأندية، بعدم تجاوز سقف كتلة الأجور المحددة، من طرف لجنة تدبير مالية الأندية، مع بداية كل موسم رياضي، لكن مع التسطير على ضرورة توفر الشروط القانونية والإجرائية.
والملاحظ أن أي خطوة تقدم عليها الجامعة، تهدف إلى تطبيق القانون، والحرص على تخليق المجال، وإشعار كل المتدخلين بضرورة احترام القوانين المنظمة، تواجه برفض مطلق من طرف الأغلبية الساحقة من الأندية، مع ركوب التحدي والتهديد والوعيد، وهو أسلوب تعودنا عليه، تقريبا كل موسم.
المؤكد أن كل الأندية مع استثناءات قليلة وقليلة جدا، تعاني إفلاسا حقيقيا، ولم تعد قادرة ماليا على الوفاء بالتزاماتها، تجاه أصحاب العقود من لاعبين ومؤطرين، ومستخدمين، وفي الوقت كان من المفروض اتخاذ خطوات ملموسة، تهدف إلى عدم التمادي في تحمل تكاليف تتجاوز المداخيل، نجدها تطالب بالموافقة على عقد صفقات جديدة.
سيبقى الحال على ما هو عليه ككل موسم، ما لم تتخذ إجراءات حازمة، والتعامل بكثير من الصرامة، تفاديا لوقوع الكارثة الحقيقية، فالمطلوب إعادة النظر في طريقة تسيير وتدبير الأندية، وتطبيق الحكامة في كل ما يتعلق بحياة الأندية إداريا وماليا وتقنيا.
فالفوضى والتسيب وغياب الوضوح، وعدم الشفافية في الصفقات وطغيان السوق السوداء، هو ملخص واقع الحال، وبدون معالجة كل هذه الاختلالات، لا يمكن انتظار أي إصلاح أو تطور أو منافسة على الألقاب، لا عربيا ولا قاريا، فبالأحرى دوليا…

محمد الروحلي

Related posts

Top