مصرع 11 شخصا على الأقل والبحث جار عن مفقودين آخرين في حصيلة غير نهائية لفيضانات الجنوب الشرقي للمملكة

لقي 11 شخصا على الأقل مصرعهم في حصيلة غير نهائية لفيضانات سببتها أمطار تهاطلت بغزارة ولثلاث ليال (أولها الجمعة)، على عدة مناطق بالجنوب الشرقي للمملكة، حيث ما زال البحث متواصلا للعثور على مفقودين آخرين جرفتهم السيول العارمة. وفضلا عن الضحايا، تسببت هذه السيول الجارفة في انهيار 40 مسكنا وأربع منشآت فنية متوسطة وتضرر 93 طريقا، وإلحاق أضرار بشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب والشبكات الهاتفية.
وفي تفاصيل هذه الفاجعة الإنسانية، أوضح الناطق باسم وزارة الداخلية المغربية رشيد الخلفي، أن الأمر يتعلق بسبعة عشر عمالة وإقليم بالمملكة تأثرت كثيرا جراء هذه الفيضانات، حيث قضى سبعة ضحايا بطاطا وهو الإقليم الأكثر تضررا من هذه الكارثة، واثنان في الرشيدية، بينما توفي آخران في تيزنيت ولا يزال تسعة أشخاص في عداد المفقودين.
وأضاف الخلفي في تصريح إعلامي أول أمس الأحد، أن الأمطار ” المسجلة في اليومين الفارطين تمثل ما يناهز نصف مقدار التساقطات التي تعرفها المنطقة على مدار السنة. بل وتتجاوز أحيانا، ببعض المناطق، المقدار السنوي المعتاد، حيث سجلت 250 ملم بطاطا”.
وأكد الخلفي أن السلطات المحلية وكافة المتدخلين، من قوات مسلحة ملكية ودرك ملكي وأمن وطني وقوات مساعدة ووقاية مدنية وكذا الإدارات التقنية المعنية، عملت على الرفع من منسوب التعبئة منذ اللحظات الأولى وتجنيد كافة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية من أجل التدخل الفوري لمواجهة هاته الوضعية الاستثنائية، وتقديم الدعم اللازم للساكنة.


من جهته أفاد مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية، الحسين يوعابد بخصوص هذه الفيضانات المفجعة، بأن ” كتل هوائية استوائية غير مستقرة، بسبب صعود استثنائي للجبهة المدارية جنوب البلاد، تلاقت مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال مما أدى إلى تشكل سحب عنيفة وغير مستقرة، تسببت في عواصف رعدية قوية وهطول أمطار غزيرة أدت إلى تشكل السيول بعدة مناطق من الجنوب الشرقي للبلاد وشرق الأطلس”.
وأضاف المسؤول في تصريح إعلامي، أنه تم ” يوم الجمعة الماضي تسجيل أكثر من 47 ملم من الأمطار في ورزازات خلال أقل من ثلاث ساعات، كما سجلت تساقطات مهمة خلال 24 ساعة، من السادسة صباحا من يوم السبت إلى السادسة صباحا من يوم الأحد، بلغت أقصاها في تاغونيت بإقليم زاكورة حيث سجلت 170 ملم. كما سجل في إقليم الرشيدية: إيت تاوس (76.4 ملم)، إر كيساني (65.8 ملم)، وفي إقليم طاطا: أقا (50 ملم). وفي زاكورة: 65 ملم، وفي فجيج: تالسينت (83 ملم)، أبو لحال (84 ملم). أما في إقليم تيزنيت، فقد سجلت أفلا إغير (80 ملم)، وفي إقليم ورزازات: أمزري-إيمي نولاون (30 ملم)، تيدلي (30 ملم)”.


هذا، وتتواصل الجهود من أجل فك العزلة عن المناطق المتضررة، إذ أكدت وزارة التجهيز والماء أنها تعمل على تسخير إمكانيات ووسائل هامة لإعادة فتح حركة المرور بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة التي شهدتها بعض جهات المملكة.
وأوضحت في بلاغ لها، أن مصالحها قامت بشكل عاجل، بتعبئة حوالي 200 مورد بشري و96 آلية لجرف التربة في أقاليم ومناطق زاكورة، وورزازات، وتنغير، وطاطا، وميدلت، وتارودانت، وكلميم وآسا زاك، وفجيج، وشيشاوة.
وأضاف المصدر نفسه، أنه تم إلى غاية أول أمس الأحد، على الساعة الثالثة بعد الزوال، إعادة فتح 22 مقطعا طرقيا، منها 4 طرق وطنية، و7 طرق جهوية و11 طريقا إقليميا، مشيرة إلى أن الأشغال تتواصل من أجل فتح 16 مقطعا طرقيا مغلقا بسبب الفيضانات.
وتابع المصدر نفسه، أن منطقة طاطا، التي تضررت بشكل خاص، تحظى باهتمام كبير، حيث تم تعزيز فرق ووسائل التدخل.
هذا، وقد دعت وزارة الداخلية السكان وزوار المناطق المعنية إلى” اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر وتجنب أي سلوك قد يعرض حياتهم للخطر، لاسيما وأن الحالة الجوية ما زالت غير مستقرة، مع الالتزام التام بتوجيهات وإرشادات السلطات”.

< سعيد ايت اومزيد

Top