مناضلو ومناضلات حزب الكتاب يشجبون اعتداء الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني

تميزت الدورة الثالثة لاجتماع اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، التي التأمت أول أمس الأحد بالرباط، بتخصيص الجلسة الافتتاحية لتجسيد التضامن القوي لمناضلات ومناضلي حزب الكتاب مع الشعب الفلسطيني، حيث تم ترديد شعارات تدين الغطرسة الصهيونية وتستنكر التواطىء المكشوف للقوى الغربية التي يبدو أنها أعطت الضوء الأخضر من أجل إبادة الشعب الفلسطيني.

هذه الجلسة التضامنية التي وشح فيها رفاق نبيل بنعبد الله بالكوفية الفلسطينية، عرفت حضور سفير دولة فلسطين بالمغرب جمال الشوبكي الذي أثنى في كلمة له بالمناسبة على تضامن حزب التقدم والاشتراكية ومعه عموم الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني، وقال في هذا الصدد “نحن بينكم نشعر بالأمان، رغم الظروف الصعبة التي بفلسطين” مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية له موقف متقدم من القضية الفلسطينية، وأن المغاربة ملكا وشعبا يعتبرون القضية الفلسطينية، قضية وطنية بالدرجة الأولى.

 

وأعرب سفير دولة فلسطين، خلال هذه الجلسة التي أدارها اسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، (أعرب) عن استغرابه لموقف الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن الحرية وعن حقوق الإنسان، مؤكدا على أن الحرية هي قيمة إنسانية وأساسية لا يمكن أن نمحها لشعب وننزعها عن شعب آخر، مبرزا الانحياز التام للغرب لصالح العدوان الصهيوني.

وأضاف جمال الشوبكي، أن ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم، من خلال القصف والتجويع والحصار وفرض التهجير القسري الذي قال إن الأمة العربية ترفضه، كل ذلك يجري بحسبه، في إطار جريمة تطهير عرقي الذي لم يبدأ، يوم 7 أكتوبر، وإنما بدأ منذ سنة 1948، داعيا العالم والمنتظم الدولي ليتحمل مسؤولياته كاملة لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين، مؤكدا على أن إسرائيل تبقى دائما هي ذلك الطفل المدلل لأمريكا وللإمبريالية العالمية.

وفي سياق تفاعله مع كلمة سفير دولة فلسطين، والتي كانت تقاطع من قبل أعضاء اللجنة المركزية بشعارات منددة بالعدوان الصهيوني وبالصمت العالمي، جدد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على تضامن حزبه مع الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملة وغير منقوصة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما جدد إدانة وشجب مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية جرائم الكيان الصهيوني وحربه القذرة على فلسطين.

وبعد هذه الجلسة التضامنية، عاش عضوات وأعضاء اللجنة المركزية، وبعض فعاليات الحزب التي حضرت هذه الدورة، لحظة وفاء وعرفان، في إطار الشروع في أجرأة وتجسيد برنامج تخليد الذكرى 80 لتأسيس الحزب، بتكريم الرفيق اسماعيل العلوي رئيس هذه الدورة، ورئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، لحظة مؤثرة ومفعمة بحب متبادل بين مناضل أفنى حياته في نصرة قضايا الوطن والشعب، جيل من المناضلات والمناضلين أصروا على مواصلة الكفاح والنضال في سبيل نفس القيم التي أسس لها اسماعيل العلوي إلى جانب الرواد منهم من قضى نحبه ومنهم من لازال مفعما بالنضال.

كلمة محمد نبيل بنعبد الأمين العام للحزب، في حق المحتفى به اسماعيل العلوي كانت جد مؤثرة بالنظر إلى العلاقة القوية التي تجمع المناضلين، حيث وقف بنعبد الله على أهم مميزات اسماعيل العلوي الذي يعد واحدا من الرفاق الأفذاذ الذين اعتنقوا الفكر التحرري والفكر الشيوعي منذ وقت مبكر، حيث التحق بالحزب الشيوعي المغربي وهو في ريعان شبابه وكان له دور طلائعي في قيادته حيث كافح وناضل من مواقع مختلف لأزيد من ستين سنة، ومنذ أن التحق بالحزب الشيوعي، يضيف نبيل بنعبد الله، ظل يعمل ويناضل في جميع الواجهات السياسية والثقافية والنقابية والجمعوية.

وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “إن اسماعيل العلوي ظل يحظى باحترام أوساط عديد، وهو واحد من أبرز رجالات الحركة الوطنية الديمقراطية، عاصر الكبار وناضل إلى جانبهم إلى أن أصبح يذكر ضمن كبار رجالات السياسة في بلادنا”، مشيرا إلى أن الرفيق العلوي بصم مساره النضالي ببصمات المناضلين الكبار، وكان في كل ما تحمل من مسؤوليات محافظا على نظافة اليد وعلى النزاهة الفكرية والصرامة في المواقف والصراحة في التحليل، وهو بحق، يضيف نبيل بنعبد الله، من خيرة قادة هذا الحزب العتيد.

وبعد ذلك تناول الكلمة، إسماعيل العلوي، وعلامات التأثر الكبير بادية عليه، حيث بادله رفاقه ورفيقاته نفس المشاعر الجياشة، حيث رددوا شعارات تؤشر على المكانة الاعتبارية والنضالية التي يحظى بها الرجل بين رفاقه في حزب التقدم والاشتراكية، فقد قال إسماعيل العلوي بلغة تحيلك على تواضع الكبار “أشعر بنوع من الخجل لما سمعته حول شخصي المتواضع، فما قمت به هو ما تقومون به أنتم اليوم، وما سيقوم به الجيل الصاعد من مناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية، هو أمر طبيعي”.

وبمجرد أن انتهى من هذه الكلمة المقتضبة والمؤثرة، حتى تعالت التصفيقات، والشعارات التي اهتزت لها القاعة احتراما وتقديرا لعطاءات هذا المناضل الاستثنائي الذي تحمل مسؤوليات سياسية عديدة، منذ التحاقه بالحزب الشيوعي المغربي سنة 1961، والتحاقه بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية سنة ، ليظل عضوا كامل العضوية فيه.

وبعد وفاة السي علي يعته، رحمه الله، وقع الإجماع، بشكل تلقائي، حول مولاي اسماعيل. وتمت الخلافة، رغم ما شاب الأجواء من حزن على فقدان الزعيم التاريخي، بشكل سلس وعاد. وذلكم، لأن الشخصية الجذابة لمولاي اسماعيل كانت تفرض نفسها، وتجعل منه ملاذ الجميع، باعتباره كان على الدوام يسعى، وهذا من صميم شخصيته، إلى التجميع والتوحيد.

مولاي إسماعيل العلوي قدوة حقيقية في الاجتهاد الفكري المتواصل، والعمل السياسي الدؤوب، وكذلك في النشاط البرلماني الواسع، إلى جانب الرفيق المرحوم علي يعته، كنائب برلماني عن “دائرة بني حسن” بين 1984 إلى سنة 1992 ورئيس للمجموعة البرلمانية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب بين 1993 و1997. حيث أبان عن قدرة هائلة في الإنتاج التشريعي، واستعداد قل مثيله للاهتمام بقضايا الناس، وطاقة كبيرة على تحمل أعباء متابعة مشاكل المواطنين، والسعي الحثيث إلى تحقيق مطالبهم بما ينصفهم. وهذا كله، كان مثار إعجاب كبير به، كإنسان وسياسي ومنتخب. كما تميز باهتمامه الشديد بمسألة محاربة الأمية، حيث سبق له أن قدم اقتراح إحداث جيش المعرفة في إطار الأوراش الكبرى للنهوض بالمجتمع المغربي اقتصاديا واجتماعيا .

وهو أيضا من مؤسسي مؤسسة علي يعته، والرئيس المؤسس لجمعية تنمية عالم الأرياف (أدمر)، والرئيس المؤسس لجمعية سلا المستقبل، ورئيس اللجنة الوطنية للحوار الوطني حول المجتمع المدني، ووزير في حكومة التناوب التوافقي برئاسة المرحوم عبد الرحمان اليوسفي، وزيرا للفلاحة والتنمية القروية عام 2000، ووزيرا للتربية من عام 1998 إلى غاية 2002.

 محمد حجيوي

تصوير: رضوان موسى

Top