‎جمهور الريال المنقذ…

خلق الجمهور المغربي، مساء أول أمس الثلاثاء، بملعب مراكش الكبير، الحدث باستقباله الباهر لريال مدريد الاسباني خلال لقاء نصف النهاية الأولى، والتي جمعته  بكروز أزول المكسيكي، جمهور كان في مستوى السمعة الطيبة التي يتمتع بها على الصعيد الدولي، سواء من حيث الحضور بأعداد كبيرة أو طريقة التشجيع، ووعززها بتيفو عملاق أبهر لاعبي الريال.
وطبيعي أن يبادل لاعبو الريال جمهورهم بتحية أكبر منها، عندما أصروا على تقديم عرض قوي توجوه بالتوقيع على أربعة أهداف كاملة، بمعدل هدفين في كل شوط، معلنين عن رغبتهم القوية في كسب اللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائن النادي الملكي الغنية بالبطولات والألقاب المحلية والقارية والعالمية.
الصحافة الدولية ووكالات الأنباء العالمية والمواقع الإليكترونية، وخاصة الإسبانية منها، خصصت حيزا هاما للحديث عن هذا الحضور المتميز للجمهور المغربي، خاصة جمعيات أنصار الريال، وكافة مشجعي النادي الملكي الذين حلوا بالمدينة الحمراء من مختلف أنحاء المغرب مرتدين الأقمصة البيضاء وحاملين شعارات الريال بمختلف تلويناتها.
عرض الريال عكس الانسجام الكبير الذي وصلته التشكيلة الرئيسية بمختلف الخطوط، والقوة الضاربة على مستوى الخط الأمامي المحطم لكل الأرقام القياسية، بفضل الثلاثي المرعب المتكون من كريستيانو رونالدو، غاريت بيل، وكريم بنزيمة. هذا الثلاثي الذي تلقبه الصحافة الأوروبية بـ  “B.B.C”، كحروف تختصر أسماء الخط الأمامي للريال، وسط تشكيلة يقودها باقتدار كبير المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
تصل القيمة المالية للفريق المتعددة الجنسيات إلى 673 مليون يورو، دون احتساب قيمة الحارس ايكر كاسياس باعتباره من خريجي مدرسة النادي الملكي، ويأتي على رأس القائمة البرتغالي رونالدو كريستيانو بـ 150 مليون يورو، يليه كل من الويلزي غاريث بايل والكولومبي خاميس رودريغيز في المركز الثاني بقيمة تعادل 80 مليون، ثم الإسباني سيرجيو راموس والألماني توني كروس والفرنسي كريم بنزيمة بقيمة تتراوح ما بين 40 و80 مليون يورو.
جمهور ملعب مراكش لم ينس، وهو يشجع فريق الريال، أن يعبر عن موقفه من مهزلة مركب الرباط، بمهاجمة محمد أوزين وزير الشباب والرياضة على خلفية صفقة الإصلاح المشبوهة التي فاقت 22 مليار سنتيم، دون أن تحقق المنتظر منها. رد فعل الجمهور تجاه  الوزير جاء كنوع من المحاسبة على الإساءة التي لحقت بصورة المغرب على الصعيد الدولي، مثلما جاءت انتقاداته للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الكرة في شخص رئيسها فوزي لقجع. كل هذا حدث أمام مرأى ومسمع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة الفرنسي ميشال بلاثيني.
وفي انتظار لقاء النهاية يوم السبت القادم على نفس الملعب، سيواصل الجمهور الرياضي لعب دور المنقذ على أمل محو الصورة السيئة التي رافقت اسم المغرب على الصعيد الدولي بسبب مهزلة الأرضية والعشب الفاسدين لمركب الرباط، مع التأكيد على  أن الكل ينتظر نتائج التحقيق في النازلة لإظهار الحقائق كاملة، والإفصاح عن أسماء المتورطين في صفقة تهم المال العام…   

[email protected]

Top