العثماني: ملف الصحراء المغربية اتخذ منحى آخر

قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة إن ملف الصحراء المغربية اتخذ منحى آخر بعد العملية النوعية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية بالحدود المغربية – الموريتانية بالكركرات، بعدما تم طرد مليشيات البوليساريو التي عمدت إلى قطع طريق المعبر على مدى ثلاثة أسابيع.
وأضاف العثماني الذي كان يتحدث، أول أمس الاثنين، في الجلسة الشهرية بمجلس النواب، حول السياسة العامة، والتي خصصت للبرامج التنموية في الأقاليم الجنوبية للمملكة والآفاق المستقبلية، أن القضية الوطنية اتخذت منحى إيجابيا، حيث أن تعامل المغرب مع عرقلة ميلشيات البوليساريو، واختياره للحل السياسي لمدة طويلة، وكذا التدخل الاحترافي والسلمي للقوات المسلحة الملكية أبان للعالم نضج المغرب وقوة اختياراته السياسية، معتبرا أن عملية إعادة الحركة والأمن لمعبر الكركرات من قبل القوات المسلحة الملكية يشكل محطة مهمة في تاريخ قضية الوحدة الترابية للمغرب لكونه أحدث تحولا نوعيا واستراتيجيا على الأرض وفي الميدان.
وسجل العثماني أن المغرب ولسنوات تميز بضبط النفس أمام تحركات البوليساريو بالمعبر، حيث عمدت عبر عناصرها الانفصالية إلى عرقلة المرور بشكل متكرر، وآخرها إيقاف حركة التنقل وعبور الأشخاص والبضائع لما يزيد عن ثلاثة أسابيع، مبرزا أن جميع دول العالم شهدت على ضبط النفس الذي يتميز به المغرب واختياره القنوات الأممية والحل السياسي لإنهاء هذا المشكل، قبل أن يستنفذ جميع الحلول الممكنة ويلجأ للتدخل بأرض الميدان عبر عملية نوعية قامت بها القوات المسلحة الملكية، منوها في هذا الصدد بهذا التدخل وحنكة واحترافية الجيش المغربي.
وشدد العثماني على أن هذه المحطة أبانت عن مدى تشبث جميع المغاربة بأرضهم وترابهم، حيث عرفت العملية زخما جماعيا، حيث تصدى جميع المغاربة لمناورات خصوم وأعداء المملكة، كل من موقعه، مشيدا بهذه اللحمة الوطنية والتضحيات التي يقوم بها المغاربة في سبيل بلادهم تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، كما نوه بتحركات مغاربة العالم التي جاءت بشكل تلقائي وقوي في مواجهة الخصوم والتصدي لمناوراتهم الانفصالية بمختلف عواصم دول العالم.
وجدد رئيس الحكومة التأكيد على أن المغرب ملتزم بالحل السياسي وبالتعهدات والمواثيق الدولية، وهو ما أكدته العملية الأخيرة لتأمين الحدود المغربية – الموريتانية، التي عرت عن حقيقة ميلشيات البوليساريو التي وجدت نفسها في عزلة عن المجتمع الدولي وظهرت محدودية أطروحتها الانفصالية وفشلها، مشيرا إلى أن أحلام الانفصاليين أقبرت بشكل نهائي، وأن النهاية الحتمية لوهم الانفصال حتمية.
وأوضح العثماني، خلال حديثه أمام النواب، أن ما بعد عملية الكركرات ليس كما قبلها، خصوصا من حيث ضمان أمن وسلامة المنطقة وتنميتها بشكل أوسع، معتبرا أنها محطة تنضاف لقائمة الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب على مدى السنوات والأشهر الماضية، مشيدا في هذا الإطار بالدعم الذي حظي به المغرب من عدد من الدول والهيئات الدولية، وكذا الدول الصديقة والشقيقة للملكة المغربية التي قام بعضها بفتح قنصليات بالأقاليم الجنوبية للملكة، وهو ما اعتبره المتحدث “ترجمة عملية لقناعة هذه الدول بأن المغرب جدي في مبادرته للحل السياسي للنزاع المفتعل حول صحرائه وبتكريس حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية، وفي إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وتابع العثماني أن فتح القنصليات ودعم عملية الكركرات ينضاف إلى الانتصارات الدبلوماسية للمملكة المغربية، ويقبر المشروع الانفصالي، مسجلا أن المرحلة المقبلة تقتضي الانكباب على العمل التنموي الذي يقوده جلالة الملك بالأقاليم الجنوبية.
وأورد المتحدث أن المغرب وبتوجيهات ملكية سامية يعطي أولوية خاصة للمناطق الجنوبية من خلال استثمارات ومشاريع تنموية كبرى، والتي قال إنها تعد خير جواب على الأطروحة المتهالكة للانفصاليين التي تريد أن تفصل هذه الأقاليم عن الدينامية التنموية الهامة التي تشهدها كافة ربوع المملكة، مسجلا أنه تم تنفيذ البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية 2016 – 2021، يسير بشكل عام وفق الجدولة الزمنية المسطرة.
وأكد العثماني أن إنجاز جل المشاريع يسجل نسبا متقدمة تجاوزت 70 بالمائة، مشيرا إلى أن 179 مشروعا تم الانتهاء الفعلي من إنجازها ودخلت مرحلة الاستغلال بكلفة إجمالية تقدر بـ 13.2 مليار درهم، وأن 336 مشروعا في طور الإنجاز، في حين لم يتم الشروع بعد في إنجاز 236 مشروعا كلفتها الإجمالية 25 مليار درهم، مضيفا أن الحكومة تعتزم برسم سنة 2021، مواصلة مجهوداتها المبذولة في إطار البرنامج التنموي لتطوير البنيات التحتية والمرافق الضرورية بالجهات الجنوبية، حيث سيتم إعطاء الانطلاقة لمجموعة من الأوراش المهيكلة، مثل مشروع الميناء الأطلسي بالداخلة، ومشروع تحلية المياه وإمدادها لري 5 آلاف هكتار شمال مدينة الداخلة، بالإضافة إلى محطات الطاقة الريحية الجديدة في عدد من المناطق الجنوبية.
إلى ذلك، قال سعد الدين العثماني إن “هناك فرقا بين من يعتبر الأرض أرضه وساكنتها إخوانه، لذلك عمر الأرض واستثمر في حياة ساكنتها، وبين من يحتضن صحراويين ليستعملهم للضغط على المغرب ولا يمتعهم لا بشروط المواطنة ولا اللجوء”، لافتا إلى أنه “لا يستوي من يتحرق دفاعا عن قضية عادلة ومن يستفيد منها”.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top