بين “تافوغالت” و”جابلانيكا”

“هل تعلم من أين أنحدر؟ إنني أنتمي لجابلانيكا، هي مدينة معروفة بصخر ‘الغرانيت’، لذلك فأنا مُكوَّن ومُشكّل من ‘غرانيت’ جابلانيكا .. وإذا كان علي الحديث إلى فوزي لقجع، بشأن المستقبل، عما علي أن أتحدث؟ هل عن التأهل إلى كأس العالم وتحقيق الانتصارات؟”.
التصريح للمدرب وحيد خاليلوزيتش، جاء من خلال حوار خص به موقع (sportske) الكرواتي، حاول من خلاله الرد على ما قاله رئيس الجامعة، خلال اجتماع المكتب الجامعي المنعقد الأسبوع الماضي، إذ أكَّد خلاله أن اجتماعا خاصا سيجمعه بالمدرب، للحديث عن قضية اللاعبين المُستبعدين، من بينهم حكيم زياش ونصير مزراوي وعبد الرزاق حمد الله.
لم يقف المدرب البوسني الأصل والفرنسي الجنسية، بالحديث عن صلابته، بل واصل عناده، بالتأكيد على أن ليس لديه ما يناقشه مع لقجع، وأن النتائج هي التي تتكلم عنه، مُبدياً في سياق آخر، رفضه الحديث عن مسألة عودة زياش، والتركيز بشدة على المجموعة الحالية فقط.
إنه تصعيد من طرف هذا المدرب، كان في غنى عنه، احتراما لشخص لرئيس الجامعة، والإبقاء على الأمور في إطار داخلي، نظرا لاختلاف موقع ومسؤوليات الرجلين، وبالتالي لم يكن في حاجة إلى بعث رسائل وإشارات، لا تعمل على حل الإشكال، بقدر ما تزيد في تعقيد الأمور داخل منتخب مقبل على المشاركة بأهم تظاهرة خاصة بكرة القدم، إلا وهي مونديال قطر 2022 .
ففوزي لقجع يتحمل مسؤولية منتخب يمثل شعبا بكامله، وعلى هذا الأساس فإنه مطالب باتخاذ القرارات والإجراءات التي يراها مناسبة، وأن يحيط الفريق الوطني كمؤسسة، بكل الضمانات الممكنة والضرورية.
فالمدرب وحيد هو مجرد أجير، يتلقى أجرا جد محترم، مقابل قيادة منتخب وليس فريق يمارس عليه عنتريته، والأكثر من ذلك الافتخار بصلابة شخصيته وعناده، حتى ولو أدى ذلك إلى التأثير على تماسك المجموعة، والزج بها وسط دوامة أزمة تبقى مفتعلة، فالأمور على ما يبدو لا تهمه بالمرة، أمام سلطته المطلقة، والتشدد في اتخاذ القرارات.
ما صرح به وحيد، وضع لقجع أمام الصورة كاملة، قبل انعقاد الاجتماع المنتظر، بل اختصر المسافة على مستوى النقاش، ووضع من الآن حدود التداول، خاصة عندما قال بأن النتائج معه، ولا يهمه زياش أو غيره.
فلقجع معروف بشخصيته، كمحاور لبق ومرن، له قدرة كبيرة على إدارة النقاش، وتقريب وجهات النظر، لكنه لا يتنازل عن المبادئ، ولا يساوم على حساب المصلحة العامة، وعلى هذا الأساس، فإن وحيد سيكون الخاسر الأكبر، تماما كما سبق أن خرج خاسرا في تجارب سابقة، ولعل أبرزها مع منتخب اليابان، وأيضا كوت ديفوار.
فالمواجهة إذن ستكون ساخنة بين رجلين، واحد ينتمي لمنطقة “جابلانيكا” البوسنية، والآخر ينحدر من منطقة “تافوغالت” ضواحي مدينة بركان، والتي يعرف عن أبنائها قوة الشخصية والحدة في ردود الفعل، وأيضا سرعة الغضب، وتوقع أي سلوك مفاجئ في حالة الإحساس بأي شكل من أشكال التلاعب والتحايل، وقلة الاحترام…

>محمد الروحلي

Related posts

Top