بودريقة “الرئيس” الأبدي للرجاء…

كان الرئيس الحالي لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، عزيز البدراوي دقيقا في وصف الحالة النفسية المزمنة التي يعيشها الرئيس السابق محمد بودريقة، منذ هروبه من الجمع العام سنة 2016.
حالة لم تعد مظاهرها خافية على أحد، سواء من حيث السلوك أو التصريحات أو التدوينات، وحتى ردود الفعل المختلفة، إلى درجة يتخيل للمتتبع أن الشغل الشاغل والخبز اليومي لصاحبنا، هو التدخل المستمر في شؤون الرجاء…
قال البدرواي أثناء استضافته من طرف قناة (أبوظبي) الإماراتية: “مشكلته (بودريقة) أنه يشوش ويرفض الاقتناع بأنه لم يعد رئيسا للرجاء، وأقول الآن إنه عمل وما زال يعمل، على مضايقتي والتشويش على مهامي بالرجاء”.
وواصل: “لديه صفحات في منصات التواصل الاجتماعي، يسخرها للتشويش، وأنا على دراية بذلك، ومتأكد بأنه يقف وراء كل محاولات إعاقتي”، انتهى كلام البدراوي.
ما أدلى به الرئيس الحالي للرجاء في حق سلفه، يدخل في إطار جرأة الرجل، والتعبير عن شجاعة عجز عن التعامل بها كل الرؤساء السابقين، سواء القدامى أو الذين جاؤوا بعد مغادرة “الشاب” للمنصب، بل يمكن القول إنه هرب من المسؤولية، تاركا الرجاء غارقة في أزمة غير مسبوقة في التاريخ، مهددة بالسكتة القلبية، من جراء الأخطاء الفظيعة ارتكبها أثناء الانفراد بكل السلط…
كل التفاصيل التي أدلى بها البدراوي خلال برنامج “مان تو مان” كانت دقيقة، تلخص ما يقوم به بودريقة من تشويش وترويج وشحن وحملات، والأكثر من ذلك تسخير صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، مهمتها مهاجمة هذا أو ذاك، والترويج لتصريحاته وتدوينات معينة، وغيرها من السلوكات التي لم تعد خافية على أحد، تساهم في خلق أجواء غير صحية داخل الرجاء…
فكل الرؤساء الذين جاؤوا بعده لم يسلموا من شرارة هذه الحملات، انطلاقا من لافتة “Basta” وصولا إلى ما يتعرض له حاليا البدراوي، هذا الأخير يبدو أنه ضاق ذرعا ولم يعد بإمكانه السكوت، واختار قناة أجنبية تحظى بمتابعة مهمة، ليضع الأوساط الرجاوية في صورة ما يعانيه النادي من سلوكات غير سليمة تضر بمصالحه…
الإيجابي أن نسبة كبيرة من المناصرين الحقيقيين، تيقنوا بأن  بودريقة وراء مجموعة من المشاكل، وأن ما يقوم به شيء غير مقبول تماما، إلى درجة بدأ البعض يتساءل ما إذا كان الرئيس السابق يعد رجاويا حقيقيا، أو مجرد ادعاء الغرض منه الاستفادة من الشعبية الجارفة، قصد البقاء في واجهة الأحداث…
المؤكد أن بودريقة أخطأ كرئيس في حق الرجاء، ولا زال يشكل مصدر إزعاج دائم، بل صداع رأس يكاد لا ينتهي…
فإلى متى يستمر بودريقة في الاعتقاد أنه رئيس أبدي، ووصي من المفروض أن يخضع الجميع لرغباته، وتصوراته، حتى لو كانت خاطئة ومتجاوزة؟…

>محمد الروحلي

Top