قوة بطولة القسم الثاني…

أنهت بطولة القسم الثاني من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، مرحلة الذهاب، لتدخل مرحلة التوقف التي تصل لشهر كامل.
وتتخلل فترة الراحة، فترة الانتقالات الشتوية، استعدادا للإياب الذي يبدو من الآن، أنه سيكون حارقا بدرجة غير مسبوقة على الأقل في السنوات الأخيرة…
وأفرز الشطر الأول لهذا الموسم، تنافسا قويا بين مجموعة من الأندية الطامحة، لاستعادة مكانها الطبيعي والعادي، بحظيرة الدرجة الأولى…
وأغلب هذه الأندية أظهرت رغبة قوية، في التنافس على كسب ورقتي الصعود، سبق لها أن مارس ضمن بطولة القسم الأول، وتحظى بشعبية كبيرة، لا تتوفر عليها الكثير من الفرق، تمارس حاليا بالقسم الأول.
فحسب الترتيب العام بعد الـ15 دورة، فإن هناك تقاربا بالصفوف الأولى؛ فارق نقطة أو نقطتين، يفصل بين المتبارين، ليبقى صراع الصعود مفتوحا، ويمكن أن يمتد إلى آخر الدورات، وهذا ما يعطي المباريات ندية كبيرة، وإثارة ملحوظة…
أنهى النادي المكناسي المرحلة في المقدمة بما مجموعه 30 نقطة، بفارق نقطتين عن الكوكب المراكشي، وثلاث نقط عن سطاد المغربي، وأربع عن الدفاع الحسني الجديدي، وكل هذا يؤكد أن هناك رغبة جامحة، تمتلك هذا الرباعي المتفاوت في الإمكانيات، والتنافس إلى آخر رمق.
بالإضافة إلى هذا الرباعي، هناك فرق أخرى تبدو قادرة على الالتحاق بالمقدمة، من بينها الاتحاد الوجدي، رجاء بني ملال وأولمبيك خريبكة، مما يعطي القسم الثاني أهمية خاصة، لا تتوفر حاليا ببطولة القسم الأول…
كل هذه المعطيات الملموسة، جعلت الكثير من المتتبعين يؤكدون بدون أدنى تردد، أن المستوى التقني لمباريات القسم الثاني أفضل بكثير من بعض مباريات الدرجة الأولى.
والمثير للاهتمام أنه بين الأندية الـ16 التي تلعب حاليا بهذا القسم، هناك 3 فرق لم يسبق لها أن حققت صعودها للقسم الأول، وهي أولمبيك الدشيرة، شباب بنجرير، واتفاق مراكش، بينما كان للأغلبية الساحقة صولات وجولات، بقسم الأضواء، بل هناك من فاز بلقب الدوري، وحتى توج بلقب كأس العرش.
نفس الملاحظة تسترعي الانتباه على مستوى الصفوف الأخيرة، إذ تتواجد فرق عريقة مهددة بالنزول إلى قسم الهواة، كجمعية سلا، الراك، وبنسبة أقل سريع وادي زم، وكل هذا يؤكد بالفعل أن بطولة هذا الموسم تعد استثنائية، وتعد بصراع ضار، يمتد إلى نهاية الموسم…
بقي أن نسترعي انتباه العصبة الاحترافية لكرة القدم، وأيضا الجامعة المشرفة إلى ضرورة الحرص على ضمان منافسة عادلة؛ وتكافؤ في الفرص، وتحكيم عادل، وبرمجة متوازنة، ومراقبة مستمرة تفاديا لحدوث ممارسات غير سليمة…

محمد الروحلي

Top