تاريخ الحركة النسائية بالمغرب.. مناضلات يقاربن 8 مارس بين المكتسبات والرهانات

في إطار سلسلة من لقاءاته التي تخلد ذكرى 8 مارس، نظم حزب التقدم والاشتراكية مساء أول أمس الاثنين بالمقر الوطني للحزب بالرباط لقاء حول “نشأة وتطور الحركة النسائية بالمغرب”.
وهم اللقاء، الذي أدارته فوزية الحرشاوي عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والذي ساهمت فيه عدد من النساء المناضلات في صفوف الحركة النسائية، الوقوف عند أبرز محطات تاريخ هذه الحركة منذ تأسيسها وكذا النضالات التي تمت على هذا المستوى.
في هذا السياق، قالت رشيدة الطاهري، عضوة مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية والخبيرة الدولية في مقاربة النوع، إن هناك أجيالا صاعدة من المدافعين والمدافعات عن حقوق المرأة، تعتبر امتدادا لتاريخ الحركة النسائية أو ما وصفتها بالحركة من أجل الحقوق النسائية.
وأضافت الطاهري أن النضال من أجل حقوق المرأة ليس وليد اللحظة ولا حديث العهد وإنما له جذور تاريخية، مشيرة إلى أن هناك استفادة من الممارسات الجيدة والتراكمات واستخلاص الدروس من أجل تطوير العمل لمزيد من تحقيق المكتسبات في طريق المساواة.
وأكدت الطاهري أن نشأة الحركة النسائية كانت من رحم الأحزاب السياسية، وضمنها بشكل اساسي حزب التقدم والاشتراكية الذي لعب دورا كبيرا على هذا المستوى، خصوصا في سبعينيات القرن الماضي وما تلاها من سنوات، والتي كانت تعرف بالمنع والقمع أو ما يسمى بسنوات الرصاص.
وشددت عضوة مجلس رئاسة الحزب والخبيرة الدولية في مقاربة النوع أنه من الأساسي معرفة الماضي والحاضر من أجل استشراف المستقبل، ومن أجل التمكن من الأدوات التي تسمح بالنضال وبالممارسات الجيدة التي ستمكن من السير قدما نحو تحقيق متكسبات أخرى في درب تحقيق المساواة وضمان حقوق النساء.
ونبهت المتحدثة إلى أن الاحتفال بـ 8 مارس تعرض للتمييع، في الوقت الذي كان يعد موعدا لتقييم المنجزات والمكتسبات التي يجري تحقيقها بفضل نضالات الأحزاب، وفي مقدمتها حزب التقدم والاشتراكية وكذا الحركة من أجل الحقوق النسائية.
وشددت الطاهري على أن الاحتفاء ب 8 مارس كان له طعم خاص من خلال النقاش الجدي والرصين، عكس ما يعرفه اليوم من أساليب أفقدته جوهره وساهمت في تمييعه، مذكرة بأن حزب التقدم والاشتراكية كان من بين الفاعلين الأوائل الذي احتفوا بهذه الذكرى من خلال نقاش عميق وجدي حول حقوق المرأة والترافع عنها، حيث كان الاحتفاء يأخذ طابعا ترافعيا ونضالا كبيرا ضد كل أنواع القمع والسلطوية وغير ذلك.
بدورها، أكدت الناشطة الحقوقية سارة سوجار أن حقوق المرأة شكلت على الدوام موضوعا مؤرقا لجميع الأجيال ممن المناضلات والمناضلين في الحركة النسائية والحركة التقدمية، مشيرة إلى أن النضال من أجل هذه الحقوق مستمر.
وأضافت سوجار أنه لا يمكن تحقيق أي ديمقراطية ولا عدالة اجتماعية بدون مساواة حقيقية وبدون ضمان حقوق المرأة، مشيرة إلى أن هناك مبادرات تمت منذ 2011 إلى اليوم فيما يعرف بالربيع الديمقراطي الذي عرفته مجموعة من الدول العربية، وكذا ما جاء به دستور 2011، والذي قالت إنه تحقق بفضل الحركة النسائية.
وشددت المتحدثة على أن الاستراتيجيات تغيرت من الماضي إلى الحاضر من خلال الاعتماد على ميكانزمات واستراتيجيات جديدة، مبرزة أن جميع الفاعلات في الحركة النسائية سواء من داخل الأحزاب أو من خارجها، أو من خلال جمعيات، أو من خلال الشارع، لهن دورهن، وتأثيرهن وقوتهن، انطلاقا من مكانتهن في الدفاع والنضال عن حقوق النساء في مختلف أبعادها، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية وغيرها.


من جانبها، قالت يسرى البراد، المكلفة بمشروع لدى فيدرالية رابطة حقوق النساء، إن الحركة النسائية والتي تأسست قبل عقود عرفت مجموعة من المتغيرات والمراحل انطلاقا من أجيال مختلفة.
وأضافت البراد أن هناك جيل التأسيس الذي ضحى وقدم مسارا نضاليا كبيرا نتج عنه تحقيق عدد من المكتسبات، والتي استمرت مع جيل التسعينات وبعده، وصولا إلى جيل المناضلات في 20 فبراير واللواتي أسهمن بدورهن في تغيير آليات النضال، واستطعن تحقيق عدد من المكاسب للحركة النسائية.
إلى ذلك، عادت لمياء بن مالك الناشطة الحقوقية والمستشارة في الشؤون العمومية للحديث بدورها عن مسار النضال التي خاضته أجيال من النساء على مدى عقود طويلة، والتي أخذت أشكال مختلفة، قبل أن تتمأسس وتتطور في إطار سياقات مختلفة، مرورا بسنوات الثمانيات ثم ما تبعها من نضالات، وكذا بنضالات حركة 20 فبراير، وصولا إلى المرحلة الحالية التي تنضاف إليها النضال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي ساهمت بدورها في تحقيق كطتسبات وساهمت في إغناء آليات النضال لدى الحركة النسائية.
وأضافت بن مالك أن المناضلات والمناضلين الذين لم يعايشوا مراحل سابقة، أصبحوا اليوم فاعلين بفضل نضالاتهم وترافعاهم انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن لكل مرحلة آلياتها وميكانزماتها، مشيرة إلى أن المشترك يبقى هو تحقيق المكتسبات ومواصلة حمل مشعل النضال في سبيل صون حقوق المرأة والنضال من أجل قضايا النساء.
يشار إلى أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي ينظمها حزب التقدم والاشتراكية بجهات ومدن مختلفة، احتفاء بمناسبة 8 مارس الذي يحتفي كل سنة بحقوق النساء.

بيان اليوم

Top