تأكيد على الأدوار الهامة التي يلعبها فريق التقدم والاشتراكية على مستوى المعارضة الديمقراطية البناءة والمسؤولة

بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الرابعة للبرلمان، عقدت قيادة حزب التقدم والاشتراكية لقاء تحضيريا مشتركا مع فريق الحزب بمجلس النواب، تم خلاله الوقوف على مدى الاستعداد للدورة الخريفية ضمن السنة التشريعية الرابعة، وكذا أبرز الرهانات والتحديات المتعلقة بالمرحلة.
اللقاء الذي ترأسه محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يوم الخميس الماضي والذي احتضنه المقر الوطني للحزب بالرباط، عشية افتتاح الدورة الأولى من السنة الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، تطرق أيضًا إلى الدينامية المتصاعدة للفريق ونواب حزب التقدم والاشتراكية، وكذلك انخراطهم في مختلف القضايا ذات الطابع السياسي والمجتمعي الراهن.
وفي كلمة له، عبّر محمد نبيل بنعبد الله في اللقاء الذي حضره عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب وأعضاء من مجلس الرئاسة، بالإضافة إلى أعضاء وموظفي الإدارة الخاصة بالفريق، عن افتخار حزب التقدم والاشتراكية بالدينامية والروح التي يتمتع بها فريق الحزب بمجلس النواب.
وأعرب بنعبد الله عن شكره وتقديره للعمل الذي قام به الفريق خلال السنة التشريعية المنتهية بهدف تمثيل الحزب بشكل جيد، مشيدًا بالدور الكامل الذي يلعبه الفريق على مستوى المعارضة الوطنية الديمقراطية البناءة والمسؤولة.
وقال بنعبد الله إن أعضاء الفريق يؤدون مهامهم بشكل جيد من خلال التعبير والدفاع عن مواقف ومقترحات الحزب، خصوصًا من خلال أسئلتهم الشفوية والكتابية للحكومة ومداخلاتهم داخل اللجان البرلمانية حول جميع الأحداث التي يشهدها البلد، وخصوصًا القضايا الراهنة كالفيضانات وعدد من الأحداث الأخرى.
ولفت بنعبد الله إلى أن العمل الذي يقوم به الفريق أكسبه تقدير جميع الفاعلين الذين يشهدون بالأداء المتميز للفريق ولكل أعضائه، وكذلك بتقدير المواقف الشجاعة والمسؤولة والبدائل التي يقترحها، مستندًا في ذلك إلى العمل الدقيق والمنظم للهيئات القيادية للحزب، وعلى رأسها المكتب السياسي، الذي تشكل بياناته الدورية خارطة طريق لجميع هياكل ومنظمات الحزب.
كما نوه بنعبد الله بالمكانة التي يحتلها الفريق ضمن المعارضة الوطنية الديمقراطية والمسؤولة، وكذلك عمله الدائم من أجل تنسيق صفوف المعارضة وتقريب الرؤى بين فرق ومجموعات المعارضة، مؤكدًا أن عمل الفريق والحزب تحكمه المصلحة الوطنية، التي تدعم كل المبادرات والإجراءات المتخذة في مصلحة البلاد والفئات الشعبية، وفي الوقت نفسه، يعارض سياسة الصمت وما يمس بالعمل السياسي والنيابي وما يمس بالطبقات الشعبية والمكتسبات المحققة في مجالات مختلفة.
وأشار بنعبد الله إلى عدد من مواقف الفريق الشجاعة، والتي قال إنها تعكس عمله المستمر، خصوصًا في الدفاع عن الدستور وعن جوهر العمل السياسي، ومواجهة أي انحرافات في هذا المستوى.
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بعمل الحكومة، توقف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عند العديد من المستجدات التي تميز الساحة الوطنية، وعلى رأسها عدد من الملفات الاجتماعية التي قال إنها تعكس سياسة الحكومة الحالية، التي أثارت العديد من الأصوات المعارضة بسبب عدم التزامها بوعودها وشعاراتها التي رفعتها ضمن برنامجها، وفي مقدمتها شعار الدولة الاجتماعية.
وقال بنعبد الله إن فئات واسعة من المجتمع وفاعلين في قطاعات مختلفة يعبرون بشكل مستمر عن رفضهم لسياسة الحكومة، مستشهدًا بالعديد من الاحتجاجات التي شملت قطاعات حيوية مختلفة.
ونبه بنعبد الله إلى مخاطر استمرار الحكومة في صمتها إزاء عدد من الملفات والأوضاع التي تعيشها فئات واسعة من المجتمع، خصوصًا في ظل استمرار غلاء الأسعار الذي شمل مجموعة من المواد الأساسية، مشيرًا إلى أن هناك حاجة للتواصل مع المواطنات والمواطنين وتوضيح الأمور، وكذلك التدخل لحل مجموعة من المشاكل على هذا المستوى.
وأكد بنعبد الله أن هناك حاجة لاستعادة الثقة في العمل السياسي وإعادة الأمل للمواطنات والمواطنين، وخصوصًا الشباب، في المشاركة السياسية والفعل السياسي، مشددًا على أن ذلك يأتي من خلال التواصل وملء الساحة، وليس عبر تعديل وزاري بسيط.
وحذر بنعبد الله من استمرار ارتفاع منسوب الغضب وانعدام الثقة في العمل السياسي، والذي قال إنه برز بشدة في الانتخابات الجزئية الأخيرة التي سجلت بها نسب كارثية لم تتجاوز في مجملها 6.5 بالمئة، معتبرًا أن ذلك يهدد العملية السياسية ويزيد الفجوة بين المواطنات والمواطنين والأحزاب السياسية والمؤسسات والعملية الديمقراطية برمتها.
ودعا بنعبد الله إلى بذل جهود أكبر لتجاوز الوضع الراهن وإعادة الأمل للمغاربة في العمل السياسي وفي المؤسسات الوطنية، مشيرًا إلى أن بعض الأحزاب السياسية تسعى إلى الحفاظ على هذا الوضع القائم الذي قال إنه يصب في مصلحتها، خصوصًا أنها لا تمارس السياسة، على عكس الأحزاب الوطنية، وفي مقدمتها حزب التقدم والاشتراكية الذي يناضل من أجل تحسين تأطير المواطنات والمواطنين والنهوض بالمشهد السياسي والارتقاء به.
وجدد بنعبد الله التأكيد على أن مواصلة البناء الديمقراطي ومسار التنمية لا يمكن أن يتحقق إلا بأحزاب قوية ومؤسسات قوية، وبمشاركة مختلف الفاعلين، داعيًا إلى التفكير في صيغ للنهوض بالمشهد السياسي الوطني، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لعام 2026، التي قال إنها تتطلب تعبئة وتحضيرًا منذ اليوم.
إلى ذلك، توقف زعيم حزب التقدم والاشتراكية عند توجهات الحكومة، التي قال إنها بعيدة عن الوعود التي رفعتها وبكونها حكومة اجتماعية، موضحًا أن ما يتسرب من معطيات حول توجهات قانون المالية لسنة 2025 يكشف أن الحكومة مستمرة في نهجها ولا تأبه للعديد من المشاكل الاجتماعية، وفي مقدمتها أزمة غلاء الأسعار المتواصلة.
وتابع بنعبد الله أن الحكومة أبانت عن عجزها الواضح في مواجهة ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للمغاربة، مضيفًا أن ما يتبين من القراءة الأولية لبعض عناصر مشروع قانون المالية لعام 2025 هو استمرار الحكومة في نهجها، وكذلك استمرار الإخفاقات والاختلالات التي تميز تنفيذ التدابير المتعلقة، خصوصًا بورش الحماية الاجتماعية، وأوراش اجتماعية أخرى فشلت الحكومة في تدبيرها.
وبمناسبة الاجتماع التحضيري، جدد بنعبد الله التأكيد على التضامن المبدئي واللامشروط لحزب التقدم والاشتراكية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد الجرائم الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام مرأى ومسمع العالم.
وعبر بنعبد الله عن إدانة حزب التقدم والاشتراكية للجرائم الفظيعة والقذرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان وفي قطاع غزة، بدعم ومساندة غربية، مستنكرًا هذا الدعم والتواطؤ المخزي من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن التقدم والاشتراكية والشعب المغربي بأسره يقدمان دعمهما للشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما ضد العدوان الصهيوني، مشيرًا إلى أن الحزب وفريقه البرلماني يظلان في حالة تعبئة لمواصلة عملهما في التضامن ودعم الشعب الفلسطيني لمواجهة جميع المحاولات الرامية إلى إبادته وإسكات صوت الحق ودفن القضية الفلسطينية نهائيًا.
وأكد بنعبد الله التزام الحزب وجميع مناضليه بالدفاع والانتصار ومساندة الشعب الفلسطيني، وكذلك الشعب اللبناني ضد مطامع الكيان الصهيوني في الإبادة والتوسع على حساب البلدين الشقيقين، مجددًا التنديد بالصمت الدولي إزاء الجرائم الوحشية المرتكبة من قبل جيش الاحتلال.
من جانبه، وفي كلمة له، عبر رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، عن امتنانه للحزب والأمين العام على دعمهما المستمر للفريق وعلى هامش الحرية والثقة التي يتمتع بها في عمله.
وقال حموني إن فريق التقدم والاشتراكية يسترشد في عمله بتحليلات ومواقف المكتب السياسي التي يعبر عنها في بياناته، والتي تشكل خارطة طريق حقيقية لبرلمانيي الحزب والفريق.
وأشاد حموني في كلمته بالتماسك والأجواء الإيجابية التي تسود داخل الفريق، حيث يؤدي أعضاؤه مهامهم بكفاءة سواء خلال الجلسات العامة أو داخل اللجان البرلمانية وكذلك على مستوى الدوائر الانتخابية التي ينتمون إليها.
وبدوره، لفت حموني إلى الأدوار المتميزة والمتقدمة التي يلعبها فريق التقدم والاشتراكية على مستوى المعارضة البرلمانية، وكذلك التنسيق بين مختلف مكوناتها، وذلك لما فيه المصلحة والنهوض بالأداء السياسي في مواجهة الأغلبية العددية للحكومة.
في هذا السياق، أوضح حموني أن الفريق سجل سلسلة من المبادرات الناجحة التي تهدف إلى تنسيق العمل وتوحيد مواقف المعارضة البرلمانية، لمواجهة الأغلبية التي قال إنها ترتكن إلى خطاب الارتياح والاطمئنان المبالغ فيه، والذي لا يعكس عملها بقدر ما يعكس ارتكانها إلى المنطق العددي فقط.
وسجل حموني استمرار تقاعس الحكومة وغياب حضورها وإجابتها عن عدد من الملفات الهامة، خصوصًا على المستوى الاجتماعي، وعلى رأسها غلاء الأسعار الذي فشلت في تدبيره طيلة السنوات الثلاث الماضية.
إلى ذلك، شهد اللقاء، إلى جانب كلمتي الأمين العام للحزب ورئيس الفريق النيابي، متابعة عرض حول عمل الفريق للسنة الجديدة، وكذلك إستراتيجية التواصل التي يجب أن يعتمدها بهدف التعريف بأنشطته، وتحسين أدائه، والاستفادة من إنجازاته ورصيده.

محمد توفيق أمزيان

تصوير: رضوان موسى

Top