ندوة تسلط الضوء على راهن وآفاق المسرح السعودي

ناقشت ندوة “راهن وآفاق المسرح الخليجي: المسرح السعودي نموذجا”، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة (فيتاس)، يوم الأحد 29 شتنبر المنصرم بعاصمة سوس، مدينة أكادير التي احتضنت هذا الحدث الثقافي. وبما أن السعودية ضيفة شرف الدورة السابعة من المهرجان، شارك في الندوة كل من نوح الجمعان، محمد جميل، مساعد الزهراني وأطرها الإعلامي والمسرحي المغربي الحسين الشعبي.
أشار الحسين الشعبي إلى أن المغاربة لا يعرفون الكثير عن المسرح الخليجي، قبل أن يضيف: “ليس من المعقول أن نطلع على تجارب مسرحية عربية كثيرة في تونس والجزائر ومصر وسوريا والعراق ولبنان. ولكن نكاد لا نعرف شيئا عن المسرح الخليجي الذي عرف في السنوات الأخيرة تناميا ملحوظا، وصار يحتل الصدارة على مستوى الفرجة المسرحية العربية”. ووجه الشعبي دعوته ليكون هناك تلاقح لتقريب هاته التجارب، مشيرا إلى أنه لأول مرة في المغرب، هناك مهرجان يناقش المسرح السعودي.

منصة ندوة المنسرح السعودي

هذا وعبر نوح الجمعان في مداخلته عن سعادته للمشاركة في مهرجان فيتاس، ثم أردف قائلا: “بعد انطلاقة الرؤية الطموحة 30/20 للمملكة العربية السعودية، والتي كانت بداية لمستقبل أفضل لنا، بالضبط سنة 2016، حينها بدأت تشهد المملكة نشاطا اقتصاديا، واجتماعيا، وسياسيا، وثقافيا.. وتحقيقا لمرتكزات الرؤية، فقد تم تأسيس الهيئات الثقافية الجديدة، تولت مسؤولية القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، وكل هيئة تعنى بتطوير وإدارة القطاع الثقافي، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري (…) وتعنى هيئة المسرح والفنون الأدائية بالمسرح والعروض الفنية، والتي تأسست بقرار من مجلس الوزراء نهاية سنة 2018، وهدفها النهوض بالعمل المسرحي والفنون الأدائية ودعم وتشجيع التمويل والاستثمار فيه، واعتماد برامج مهنية في المجال. وأهم أهدافها صناعة المحتوى، الإنتاج، النشر، التوزيع وأيضا التلقي”.

تكريم الضيفين السعوديين نوح الجمعان ومساعد الزهراني

وأضاف المتحدث ذاته، أنه عام 2017 تم تأسيس هيئة الترفيه، وبدأت انطلاقة عملها في عام 2019؛ حيث “تقدم الهيئة أنشطتها الثقافية حاليا في مدينتين، العاصمة الرياض وجدة، وتكلفت بإنشاء مسارح وسط الرياض (…) وأطلقت أسماء مسارح على مجموعة من الأسماء الفنية، مثل مسرح الفنان محمد عبده الذي يتميز باتساعه، وتم تجهيزه بآخر التقنيات الحديثة ويستوعب 25000 متفرج”.
من جهته، قال مساعد الزهراني في مداخلته التي خصها في الحديث عن تجربة المسرح الجامعي في المملكة العربية السعودية: “نحتاج لمثل مهرجان فيتاس بأكادير في كل المدن العربية حتى يتطور المسرح في وطننا العربي (…) أعتقد أن جميع المسرحيين مارسوا المسرح في حياتهم الجامعية، حيث كانت تلك الانطلاقة الأولى، لأن المسرح الجامعي هو الركيزة الأساسية للمسرح في المملكة العربية السعودية. عرفت المسرح الجامعي ممثلا، وبعد فترة انضممت إلى المسرح الجامعي مخرجا ومشرفا على النشاط المسرحي الجامعي”.
كما تحدث المتدخل، عن تاريخ المسرح الجامعي بالسعودية، مشيرا إلى أنه جزء من نشاط تضعه الوزارة لكل الجامعات السعودية. موضحا أن كل جامعة تختلف درجة اهتمامها بهذا النشاط، والسبب يرجع إلى الإدارة التي تستلم هاته الأنشطة. “كل جامعة فيها مسرح، وكل جامعة كانت تنظم الكثير من المسابقات المختلفة حول كتابة النص والتمثيل.. ولكن مع الأسف هناك عدم اهتمام إعلامي بهاته الأنشطة. والجامعة، أيضا، لا تحاول أن تنقل هاته المعلومات، أي أنها لا تستدعي الإعلام، مبررة ذلك بأن الرسالة تهم الطلبة فقط، وليس من المهم أن تصل إلى المجتمع بأكمله، وهذا يعتبر تقصيرا من الإدارات الجامعية (…) أسسنا نادي المسرح بجامعة الطائف، ووضعنا الكثير من البرامج داخل السنة منها العروض المتنقلة، وفكرتها هي تقديم عرض مسرحي كل أسبوع في كلية مختلفة، كان الهدف الأساس هو نشر ثقافة المسرح داخل الحرم الجامعي، ونجحت هاته التجربة بفعل الإدارة التي كانت لديها رغبة”.
وأشار مساعد الزهراني إلى نقطة بالأهمية بما كان، وهي ضغط الأسرة على الطالب، ومنعه من المشاركة في العروض المسرحية، لأنهم يعتبرونه (المسرح) وسيلة لإبعاد الطالب عن الدراسة. واختتم الزهراني مداخلته بالحديث عن العقبات التي تواجه المسرح الجامعي قائلا: “أكثر العقبات هي الإدارة، لأنها من تستطيع دعم المسرحي أو قتله، الدولة دعمت المسرح بالميزانيات والإمكانيات ولكن الإدارة حنطت القاعات.. الطالب يجب أن يعرف حقوقه، وبأن لديه الحق في استخدام هاته القاعات. وأتمنى أن تبتعد الإدارات غير المرغوب فيها عن النشاط المسرحي الجامعي”.
أما المخرج المسرحي محمد جميل فقد قال في مداخلته: “بداياتي كانت سنة 2001، حينما انضممت إلى ورشة مسرح الطائف، وتعلمت من أساتذة يعشقون المسرح. وكنت أذهب مع أبي للعروض المسرحية، وتعلقت بالمسرح منذ تلك الفترة. قررت أن أدخل هذا المجال، وأستمتع فيه قدر الإمكان”.
وأضاف أن “النصوص التي تستهويني هي النصوص التي تتكلم باللغة العربية الفصحى، وفيها رسالة عميقة، ولدي هاجس في عقلي، وهو كسر أزمة العرض الواحد، لأنه يقال إن الجمهور لا يحب أن يشاهد المسرحيات الثقافية، فقررت خوض هاته التجربة في العرض المسرحي “السقوط من نص دافئ”، والحمد لله حققت المسرحية نجاحها في 30 عرضا في أماكن مختلفة، وإلى الآن هي مطلوبة”.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة (فيتاس) نظمت بأكادير في الفترة الممتدة من 28 شتنبر إلى غاية 2 أكتوبر الحالي، من طرف جمعية “يلاه للفن والمبادرة الثقافية”، وأقيمت بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، المجلس الجماعي لأكادير، مجلس جهة سوس ماسة، مسرح محمد الخامس، وأيضا بتعاون مع جهة سوس ماسة.

مبعوثة بيان اليوم إلى أكادير: سارة صبري < تصوير: محمد أوبلا

Top