الجزائر مرة أخرى

النظام الجزائري لا يفوت أية فرصة  للهجوم على المغرب، وفي كل مرة يبدو رموز هذا النظام كما لو أنهم لم يستوعبوا لا سياقات المرحلة ولا التحديات المطروحة على المنطقة وشعوبها.
آخر هؤلاء، كان هو وزير الخارجية مراد مدلسي الذي أطل أول أمس عبر شاشة تلفزيون بلاده، ليقدم لكل من شاهده وصفة عجيبة برع في إعدادها، وتتعلق بكيفية لي عنق الحقيقة وتغيير الوقائع بلا أدنى خجل.

برأي الوزير الجزائري، صار المغرب هو من يشن حملة إعلامية ضد الجزائر، وصارت(لاماب)هي التي تتزعم هذه الحملة التي يرى سيادته أنها(لا تخدم البلدين)، وقد نسي أن الإعلام المغربي ليس كثيبة تتحرك بأوامر، وبمجرد ما يتم الضغط على الزر تنخرط كافة المنابر في حملة لها لون واحد وصوت واحد، ولم ينتبه معاليه إلى أن هذا الأسلوب يمارس باستمرار ضد المملكة وليس العكس.
وعندما طرحت مثلا قضية عادية في المحكمة حول اعتداء جنسي ضد قاصر مغربي اتهم بارتكابه طفل جزائري اسمه إسلام خوالد، تابعنا كيف هاجمت الصحف الجزائرية المغرب بكثير من المبالغة والرعونة أيضا، والسيد مدلسي اليوم من دون أن يرف له جفن يقول بأن بلاده لم ترد تسييس هذه القضية.
وتابع الكل أيضا الاعتداءات التي تورط فيها جزائريون وعناصر من(البوليساريو)ضد مغاربة مشاركين في المنتدى الاجتماعي الأخير بتونس، ولم يسلم من ذلك أيضا صحفيون مغاربة…
وفي المجمل، فان النظام الجزائري لا يكتفي بالحملات العدائية في الإعلام ضد المغرب، ولا ببعض السلوكات البلطجية المتخلفة في المحافل الإقليمية والدولية، وإنما هو أساسا لم يغير أساليب معاداته للحقوق الوطنية المغربية.
لقد بات اليوم واضحا أن الجزائر لم تطرح أي موقف ملموس من أجل حل قضية الصحراء، فعندما تتم محاصرتها بمعطيات وحقائق الواقع تعمد إلى الهروب نحو…(مبدأ تقرير المصير)، وتعيد أسطوانة الاستفتاء الذي لم يعد أحد في العالم اليوم يقتنع بإمكانية تنظيمه.
لقد ذهب المغرب بعيدا، وعرض مقترحا للحل وصفه الكثيرون بالجدي والواقعي، وهو الوحيد الموجود اليوم فوق الطاولة، ويجسد تحديا حقيقيا أمام خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وما عليهم اليوم إلا أن ينكبوا على مناقشته، أو طرح تصورهم.
ولقد عرض المغرب أيضا، في أكثر من مرة، كثير مقترحات ومبادرات لتطوير العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية، ودعا، في أكثر من مناسبة كذلك، إلى فتح الحدود بين البلدين، والسعي المشترك إلى تحويل الجوار الجغرافي إلى دافع لتحقيق التنمية والتقدم لفائدة شعبي البلدين وشعوب المنطقة، لكن الطرف الآخر دائما يجد المبررات للتماطل.
الواقع اليوم في المنطقة يشهد كثير سخونة وتحول، والمرحلة تطرح تحديات كبيرة على المنطقة في مجالات الأمن والاستقرار والسلم والتنمية، ووحدها الجزائر تصر على شرودها الغريب، و تخفي رأسها في الرمال، كما لو أن الزمن جامد وبلا حركة.

 

Top