إلى العمل

الإعلان عن تشكيلة النسخة الثانية لحكومة عبدالإله بنكيران، وبالتالي تكوين الأغلبية، بقدر ما أنه وضع حدا لشهور من الانتظارية، فهو يجب أن يؤسس لمرحلة جديدة فعلا عنوانها الكبير هو:… العمل. ليس مهما اليوم استعراض تفاصيل الجوانب التقنية والحسابية المرتبطة بالفريق الحكومي ومكوناته الحزبية أو غير الحزبية، وذلك لأن السياق العام الذي أفرز هذه النتيجة معروف، وإكراهاته أيضا معروفة، وبالتالي فالكل اليوم يكاد يتفق على أنه لم يكن في الإمكان أحسن مما كان، وفي المقابل، يجب الاستفادة من دروس التجربة، والعمل الجماعي من أجل تفادي تكرار ما حدث، أي العودة إلى إنتاج ذات الأسباب التي كانت قد أفرزت الوضع المعروف، وبالتالي، فالمطلوب اليوم هو الحرص على تأمين الاستقرار الحكومي والمؤسساتي بغاية تيسير العمل والانكباب على برامج وملفات الإصلاح بدل التيه في لوك الكلام العقيم وتبادل السباب و… التفاهة.
وتبقى المهمة الثانية هي توجيه جهود الجميع، داخل الحكومة وخارجها، من أجل إنجاز الإصلاحات الفعلية على أرض الواقع، وتطبيق ما تضمنه البرنامج الحكومي من إصلاحات اجتماعية واقتصادية وقانونية بمقدورها أن تستجيب لتطلعات شعبنا وطموح بلادنا في الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية.
من دون شك إن الوزراء الجدد الذين عززوا التشكيلة الحكومية لا تنقصهم الكفاءة، وبعضهم من الوجوه المعروفة في المجال السياسي والاقتصادي، ومنهم من كانت له أيضا تجارب سابقة في تدبير الشأن العمومي، ومن المؤكد أن هذا كله سيساعد على ضخ دم جديد في الجسد الحكومي، وسيمكن من الانتقال بالأداء إلى مستويات أحسن، ولكن لابد أيضا من استثمار هذا التعزيز من أجل تمتين الانسجام داخل الفريق، وتحسين أدائه الجماعي المتناغم ضمن مرجعيات مشتركة يلخصها البرنامج الحكومي والالتزامات المشتركة داخل تحالف الأغلبية.
ويعتبر الانسجام المشار إليه، وأيضا وضوح الرؤية والهدف هو ما سيمكن من تجاوز ما قد يظهر في الطريق من إكراهات عملية وعلائقية.
إن تزامن الإعلان عن تعيين الحكومة من لدن جلالة الملك مع افتتاح دورة أكتوبر البرلمانية يحيل على أهمية انخراط كافة الفرقاء السياسيين والاجتماعيين، أغلبية ومعارضة، في صيانة الاستقرار المؤسساتي العام في بلادنا، والمساهمة الجماعية في تفعيل مضمون الدستور الجديد، واستكمال مختلف الإصلاحات التشريعية والقانونية والسياسية ذات الصلة، بالإضافة إلى الانكباب على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي ينتظرها شعبنا لتحسين ظروف عيشه وتمكينه من العدالة الاجتماعية والتقدم والمساواة.
الحاجة إذن اليوم مستعجلة للخروج ببلادنا من الجمود و… الانتظارية، وبالتالي لم يعد مقبولا اليوم مواصلة تكبيل البلاد بسلاسل العبث والديماغوجية و… التفاهة.
إلى العمل.

Top