علي أنوزلا

قرر قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا  تمتيع الزميل علي أنوزلا الصحافي والمسؤول عن الموقع الإلكتروني»لكم»بالسراح المؤقت، وذلك استجابة لطلب الدفاع، وبعد أن قضى 39 يوما من الاعتقال، على خلفية نشر الرابط المتضمن لشريط منسوب لتنظيم» القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».
الزميل علي أنوزلا الآن خارج أسوار السجن، وقد عانق والدته وأهله و…حريته، ونهنئه على ذلك، لكنه لازال تحت المتابعة، وسيعود للمثول أمام القاضي بعد أيام، ونأمل أن ينجح القضاء  في طي هذه الصفحة بشكل كامل انتصارا لبلادنا ولأفقها الديمقراطي.
لقد كشفت محنة زميلنا علي من جديد عن دروس لابد من تأملها، ومنها غرابة بعض المواقف المعبر عنها، فقد تابعنا من يقيم المؤتمرات الصحفية داخل البلاد وخارجها، ومن يطرق هذا الباب أو ذاك في عواصم غربية بالخصوص، ومن لا يتردد أيضا في المزايدة حتى على المعني الأول بالقضية، أي علي أنوزلا، ويطالبه بهذا الموقف أو ذاك، وباعتماد هذه الخطة الدفاعية أو تلك، فقط لأنه يريد للأضواء أن تسلط عليه هو لا على القابع في السجن.
وحتى عندما بدأت مؤشرات انفراج تلوح في الأفق، كان هناك من أرغد وأزبد وكال الاتهامات للصحفي المعتقل تلميحا وتصريحا، وتمنى أن يطول اعتقاله كي لا تضيع عليه هو… «الفرصة».
الإفراج اليوم عن علي أنوزلا، وأيضا الطي النهائي لصفحة هذه القضية، سيضع حدا كذلك لكل الرعونة التي برزت هنا  وهناك في … الصحف ومواقع الانترنيت.
من جهة أخرى، تأتي قضية أنوزلا لتعيد التأكيد مرة أخرى على حاجة بلادنا إلى تطوير منظومتها التشريعية ذات الصلة بالصحافة والنشر، بما في ذلك ما يتعلق بالإعلام الالكتروني، وجعل كامل الترسانة، قانونا وممارسة وآليات، تنتصر لقيم الحرية وحقوق الإنسان أولا.
إن تحدي إنجاح المسار الديمقراطي والتنموي لبلادنا، وتحدي تقوية الاستقرار المجتمعي العام، وتحدي صيانة نموذجنا الديمقراطي، كلها تستوجب اليوم تعزيز حرية الصحافة في بلادنا وتمتين مهنيتها، وأيضا جعل علاقة الصحافة بالسلطة وبالسياسة تنتظم ضمن دائرة الوضوح والقانون كما هو معمول به في كل البلدان الديمقراطية، ومن ثم فقد صار لزاما على الدولة أن تعيد صياغة علاقتها بالإعلام، وتمتلك أدوات ومنظومات التفاعل معه بما يقوي سيرنا الديمقراطي والحقوقي ولا يسيء له.
في الخلاصة، لقد قدمت لنا قضية أنوزلا دروسا لابد من تأملها، ويبقى الأساس اليوم هو أن علي غادر السجن، ونهنئه على ذلك، ونأمل الطي النهائي لهذه القضية كي يعود إلى مهنته وقرائه وعائلته.
[email protected]

Top