دعا الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الفاعلين المدنيين المغاربيين إلى عقد قمة مغاربية مَدنية من أجل تحقيق حلم الاتحاد المغاربي المُندمج، مشيرا خلال لقاء صبيحة يوم السبت 6 دجنبر 2014 بالرباط، نظمه المجلس المغربي للشؤون الخارجية، إلى أن الموضوع لا يرتبط بترف فكري أو بحاجة ثانوية، بل بمطلب ضروري، لا يحتاج التأجيل، محذرا من مغبة التماطل في القيام بذلك، لأن ذلك سيدق ناقوس مَخاطر حقيقية على المنطقة.
كما أبرز الشوباني، بأن أجيال اليوم وأجيال الغد، لا يمكنها الجلوس في قاعة الانتظار، مثلما انتظر أسلافها، ولهذا فالاندماج المَغاربي مُستقبل لا يحتمل سوى، أمرين، إما أن نمضي لتحقيقه كشعوب بإرادة واضحة وصلبة لتحقيقه، وإما أن نتتقاعس عن تحقيق ذلك، مما يتسبب في ظهور مصدر مخاطر حقيقية على المنطقة.
وفي سياق متصل، أوضح الشوباني، بأن التراكمات الرسمية التي تحققت في هذا المجال، لم تنجح في تقديم الجواب الشافي عن هذا الانشغالات المغاربية التي غايتها البسيطة «أن نعيش في وطن واحد مندمج، بشكل يليق بانتمائنا المشترك، دينا وثقافة وتاريخا، ومصيرا»، مُعربا عن أسفه من التعثر الذي حصل في طريق الوصول إلى تحقيق حلم الاندماج المغاربي.
وأرجع الشوباني، أسباب هذا التعثر إلى سلب الشعوب المغاربية إرادتها، فضلا عن كونها شعوب لم تتخلص من الاستعمار العسكري المباشر إلا في العقود الأخيرة من القرن الماضي، غير أنها لم تَتخلص من التأثيرات بين المعسكرين الشرقي والغربي، إبان الحرب الباردة وما يرتبط بها، من توترات.
وبَعْدَمَا أوْضَحَ الشوبَاني، بأن الشعُوب لَمْ تَكُن في صُلب تلك التجاذبات، بسبب تَهْميشها وعدم إشراكها، قال «إن الأنظمة فوجئت بانتفاضة الشعوب التي صارت اليوم قادرة على تحقيق أحلامها، وتقديم الجواب الشافي عن «فقرها وهشاشتها وتخلفها».
وتَابع الشوباني، «إن الأَجْيال الحَالية تُطَالب بالكَرَامَة، والحُرية والشغْل والمعْرفة، وتَتَطَلع إلى آفاق وَاسعَة، وهي تُفَكر
بمَنْطق يختلف عَنْ طريقة الأَجْيَال السابقَة، التي كانت تكتفي بتَدْبير الندْرَة والخصاص، بينما الأجيال الجديدة تتطلع إلى الأفضل، ولا يُمكنها قبول نخَب سياسية وفكرية عَاجزة عن تحقيق الحلم المغاربي، فإما أن تتغير هذه النخب أو فلتنظر الاندثار».
وأوضح الشوباني، بأن المَوْضُوع يتعَلق بإشْكال مَصيري،بإمكَانه تقديم جواب عن «فقرنا وهشاشتنا وتخلفنا»، مشيرا إلى أن إلصاق صفة «الشعبية» بالدبلوماسية، يكفي للاستدلال على أنها لم تعد نخبوية، وابتعدت عن مناقشة الملف
بأسلوب البيانات والمقالات والندوات، بل إنها تريد أنتاج فعل قادر على تحقيق الحلم، بسرعة قبل فوات الأوان، مشددا على أن الوحدة المغاربية أصبحت «واجب الوقت»، بلغة الفقهاء، ومَسؤولية يتحملها الجميع في أي موقع كان.
وكشف عن الشوباني، على أنه رغم المنغصات فـــــ»إننا في تواصل دائم في كل المناسبات مع أشقائنا المغاربيين، ونَعْمَل على لفت الانتباه لهذا المطلب»، غير أن الحاجة –يقول الشوباني- إلى حركية في المجتمع المدني، باتت ضرورية، تعمل على إنتاج وعي جديد، بعيدا عن الأنظمة السياسية والأحزاب».
إلى ذلك، طالب الشوباني، بتشكيل خلية مدنية مغاربية للتواصل من أجل بلورة لجنة تحضيرية مغاربية واسعة، تسهر على تنظيم مُؤتمر قمة مغاربي مَدَني، يُطالب بالتعجيل بتشكيل اتحاد مَغَاربي مُندمج بلا حُدود، أو حواجز.
إلى ذلك، اتحاد مغاربي مندمج يسمح بحركة سلسة بين دول المنطقة، وتحقيق هذا الحلم، يقول الشوباني بإمكانه تقديم نموذج وتشكل قاطرة للاندماج، فضلا عن تقديمه المثال الحي لباقي دول إفريقيا، وأيضا للمشرق العربي الذي يعيش أزمات بسبب محاولات إضعافه، مشيرا إلى أن المغاربيين يستطيعون تقديم جواب الوحدة والاندماج، وهو جواب الراشدين، يقول الوزير.