دروس وعبر للمغرب التطواني بعد الإقصاء من الموندياليتو

لم يُكتب للحمامة التطوانية أن تحلّق بعيداً في كأس العالم للأندية المغرب 2014 بعدما أسقطتها ضربات الحظ بالضربة القاضية موقفة طريقها في مباراة الإفتتاح في مشاركتها الأولى أمام صاحب الأرقام القياسية من حيث عدد المشاركات نادي أوكلاند سيتي النيوزيلاندي. قرّر مدافع المغرب المغرب التطواني مهدي خلاطي، الذي يخوض للمرة الأولى مباراة رسمية على هذا المستوى، التقدم لتنفيذ الركلة الترجيحية الرابعة، أملاً في أن يعادل النتيجة لكن القائم وقف سداً منيعاً أمام تحقيق حلم صاحب الثلاثة وعشرين ربيعاً، الذي كشف لموقع «فيفا» «لقد تقدمت وكنت واثقاً من التسجيل ولم أعط اهتماماً لتصرفات الحارس، لكن القائم منعني من ترجيح كفة فريقي، بعدما صد الكرة مكان الحارس الذي تحول إلى الوجهة الأخرى. لقد ولّت بلا رجعة تلك الضربة، فقد تسجل مائة مرة وتضيع مرة واحدة وهكذا هي ضربات الجزاء».

الحظ يبتسم للمحظوظين

لم تنفع أهازيج أنصار المغرب التطواني التي لم تتوقف عن تشجيع ممثل المغرب طيلة التسعين الدقيقة في قلب موازين المباراة، لأن أمراً آخر، كان يفتقده النادي المغربي، ويمتلكه النادي النيوزيلاندي وهو الحظ كما أجاب خلاطي قائلاً “كنا بحاجة إلى الحظ فلم يحالفنا هذه المرة، نحن نمارس رياضة يكون للحظ فيها نسبة كبيرة في تغير نتيجة المباراة، ولكن النيوزيلانديين كانوا محظوظين، بعدما ساعدهم القائم في بلوغ دور الربع النهائي”.
لن تمر التجربة الحالية إلا وستترك دروساً وعبر للخلاطي قد تنفعه في القادم من مباريات وهو الذي يتطلع يوماً ما إلى أن يصبح لاعباً دولياً في المنتخب المغربي الأول ومحترفاً بفريق أوروبي كبير، ومن هذه الدروس قال ابن مدينة طنجة المجاورة لمدينة تطوان “الدرس الأول الذي تعلمته الليلة هو المنطق. كرة القدم لا تقبل المنطق، فقد تكون الأفضل لكن قد تسقط بالضربة القاضية، لذا يجب عدم التفريط في أي فرصة سانحة للتسجيل، ثم اللعب والإقدام على الأرض.”
كانت مباراة مليئة بالدروس، أبرزها أننا فريق لم يغامر. ففي بطولة كهذه وفي مباراة يغادر فيها الخاسر ويتأهل فيها الفائز، كان من الأجدر فيها أن نغامر وأن نلعب الكل للكل.

الحلم قد يتحقق يوما

قد يكون حلم خلاطي الذي يتقن اللغة الأسبانية قد انجلى مع ليل أول أمس الأربعاء، وهو الذي حلم قبل المباراة بأن يلعب نهائي كأس العالم للأندية ضد ريال مدريد ويلتقي وقتها بقدوته في خط الدفاع الأسباني سيرجيو راموس. ولكن الحلم قد يتحقق يوماً ما، إذا ثابر خلاطي وحافظ على خطه مستقيماً، وعن هذا الأمر كشف عنه خلاطي مخططاً لمستقبله “كأس العالم للأندية صفحة ستمر بسلبياتها وإيجابياتها”.
وأضاف “أمامنا استحقاقات عديدة، وقد نكون طرفاً في كأس العالم للأندية يوماً من الأيام، ولم لا الموسم المقبل، إذا ما تمكنا من نيل لقب دوري أبطال إفريقيا التي سنشارك فيها مطلع العام القادم. سأحاول أن أطور مؤهلاتي حتى أكون المدافع الأول في المغرب التطواني، من ثم لاعباً دولياً ومحترفا في الآن ذاته”.

المغامرة تتوقف مبكراً

“لا يا زميلي لا تبكي” كانت الجملة التي هدّأ بها أحسن لاعب في المغرب التطواني المدافع السنغالي مرتضى فال، روع زملائه بعد توقف قاطرة الفريق في مباراة الإفتتاح، قائلاً “بوب مارلي غنى يوماً يا سيدة لا تبكي، لكن أنا قلت لزملائي لا تبكوا فالمستقبل أمامنا وبإمكاننا تحقيق أفضل مما قدم اليوم. لكن على الرغم من ذلك فأنا سأبكي، لأنني لم ألب طموح الأنصار الراغبين في المغرب التطواني عالمياً إلى أبعد حد”.
وقف فال كالصخرة أمام مهاجمي أوكلاند سيتي، فلم ينفع معه لا المراوغة ولا التوغل ولا التمريرات العالية، لكن زملائه في الهجوم، فشلوا بدورهم في التسجيل على النيوزيلانديين، لتحرمه الخسارة من جائزة أفضل لاعب في المباراة التي راحت لأكبر لاعب في البطولة مدافع أوكلاند سيتي إيفان فيسيليتش.
لكن في المقابل تعلّم فال الدرس جيداً إذ قال “كانت مباراة مليئة بالدروس، أبرزها أننا فريق لم يغامر. ففي بطولة كهذه وفي مباراة يغادر فيها الخاسر ويتأهل فيها الفائز، كان من الأجدر فيها أن نغامر وأن نلعب الكل للكل.”
قد يكون المغرب التطواني قد غادر مبكراً، دون أن ينقض على النهائي كالرجاء العام الماضي، لكنه ربح جيلاً من الشباب سيحلّق به عالياً في المستقبل القريب.

Top