سلوك غير مقبول ‎وحلم تبدد…

‎توقف الحلم مبكرا، ولم تتمكن الحمامة البيضاء من العبور نحو دور الربع، وهى التي كانت تمنى النفس بتحقيق نفس إنجاز النسر الأخضر النسخة الماضية، نسر أبهر الجميع بالتحليق بسمو، منافس بقوة وإلى آخر لحظة على اللقب، ولم يخفق إلا أمام ماكينة ألمانية لا يصبها أبدا الصدأ، تفوقت بكثير من الاستحقاق في كسب لقب تاريخي على أرض المغرب.
‎إقصاء المغرب التطواني أمام اوكلاند سيتي، وعن الطريق الضربات الترجيحية كانت نتيجة قاسية صعبة على الهضم، خصوص وأنه جاء في الدور الأول، وفي افتتاح عرس كروي يتطلب كالعادة استمرار المحليين، لمواصلة الاهتمام الجماهيري، كشرط من شروط النجاح المطلوب.
‎والملاحظ أن عرض فريق المغرب التطواني طيلة أشواط المباراة لم يعرف الاستقرار المطلوب، وكثيرا ما سمح للفريق النيوزلاندي بكسب الثقة وتهديد مرمى الحارس الشاب اليوسفي الذي كان جيدا في أغلب تدخلاته، مع وجود المدافع السينغالي مرتضى فال المتألق، والذي شكل حصنا منيعا في مواجهة هجومات الفريق الخصم.
‎وكان من الممكن أن يحقق المغرب التطواني نتيجة فوز في أكثر من مناسبة، إلا أن أخطاء قاتلة ارتكبت خاصة من طرف المدرب عزيز العامري، الذي قام بتغيير فاجأ الجميع، وذلك بإخراجه المهاجم الأوسط محسن ياجور مباشرة بعد نهاية الشوط الأول، وهو خطأ قاتل من طرف مدرب تصرف ـ حسب مجموعة من المصادر المتطابقة ـ بمزاجية كرد فعل في حق لاعب ربما أخطأ التصرف، لكن العقاب لا يجب أن يكون على هذا المستوى، في مباراة حاسمة تتطلب وجود مثل هذا اللاعب، نظرا لما يتوفر عليه من تجربة مهمة، وقدرة على خلق الفارق في أية لحظة.
‎غادر إذن فريق المغرب التطواني مبكرا المنافسات وهو الذي بذل الموسم الماضي مجهودا مضنيا من أجل الفوز بقلب البطولة المؤدي لكأس العالم للأندية، وكان مسؤولوه يطمحون للذهاب بعيدا، وقاموا بعدة انتدابات وخصصوا تحفيزات مهمة وعبئوا الجمهور، إلا أن الحلم تبدد، وضاعت فرصة سانحة قد لا تتحقق في الأمد القريب، مادام التواجد بالمندياليتو يتطلب أولا كسب اللقب على المستوى القاري، وهو أمر أصبح صعب التحقيق أمام الأندية المغربية.
‎وإذا كان إقصاء الفريق التطواني قد يطرح إشكالا على مستوى الإقبال الجماهيري، فإن المؤمل هو أن يواصل الاهتمام من طرف الجمهور المغربي عموما، كشرط من الشروط الأساسية الموضوعة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتكرار نفس النجاح الجماهيري الذي حققته النسخة الماضية، وهذه من بين المهام المستعجلة للجنة المنظمة المحلية، المفروض أن تتخذ التدابير والإجراءات اللازمة، تمكن من مواصلة الحضور الجماهيري بنسب مقبولة، خاصة في المقابلات التي لا يوجد الريال مدريد طرفا فيها.
‎    المنتظر هو أن لا يشكل الإقصاء نهاية العالم بالنسبة للمغرب التطواني، والمفروض أن يواصل مسؤولو الفريق بناء المشروع الكبير الذي طالما حلموا به، فالوصول إلى لعب الموندياليتو إنجاز لم يأت من فراغ، بقدر ما جاء بفضل عمل مبذول على جميع المستويات…
‎  فليواصل الحلم إذن. فبدونه لن تكون هناك انجازات تاريخية…        

[email protected]

Top