أسلوب حياة: علاقة الأم العاملة بأطفالها

الأطفال جميعا في جميع المراحل العمرية، سواء كانوا في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة أو الطفولة المتأخرة أو المراهقة، يحتاجون لأشياء معينة من أمهم سواء كانت تعمل أو ربة منزل.

طفلك يحتاج إلى.. أم سعيدة
الكثير منا لا يعطون للسعادة قدرها بل الكثير أيضا يعدون الشعور بالسعادة رفاهية. فلنغير مفهومنا، إذا كنت سعيدة بداخلك فسيظهر هذا الشعور على تصرفاتك مع الآخرين وسينعكس ذلك على طريقة تعاملهم معك أيضا بالتبعية. وإذا كنت سعيدة يشعر طفلك بذلك و سينمو شاعرا بالحب والسعادة لأنه تربى في كنف أبوين تملأهما السعادة. أما إذا كنت غير سعيدة في حياتك فالنتيجة ستكون العكس.
العديد من الأمهات يتخذن قرار “سأترك العمل لأعتني بأطفالي”، معتقدات أن هذا هو القرار الصائب. ولكن ليس بالضرورة أن يكون القرار الصائب لكل امرأه. فهناك سيدات بحاجة إلى إثبات أنفسهن وأن يشاركن في العمل في المجتمع الخارجي لكي يشعرن بالسعادة. لذا فإذا كانت مشاعرك ورغبتك تدفعك للذهاب إلى العمل في حين أن لديك أطفالا، فإتبعي مشاعرك لأن ذلك سيؤدي بك إلى حياة أسعد وأصح نفسيا وجسمانيا وسينعكس على أطفالك وصحتهم أيضا.

المثل الأعلى

أبناؤك في حاجة للمثل الأعلى في حياتهم، خاصة إذا  كانوا صغارا لأنهم وهم صغار ينطبع هذا المثل في ذهنهم ويكون هذا تصورهم عن مستقبلهم. أطفالك يحتاجون أن يروك أكثر من أم، فأنت إنسان أيضا ولديك أحلام وتطلعات وطموحات وتسعين جاهدة أن تحققيها مهما طال الوقت. ذلك سيعلم أبنائك قيما مهمة في حياتهم، من مثل ألا يتركوا أحلامهم أبدا ويعيشوا في سعي دائم لتحقيقها. ستسدين لأطفالك معروفا باستثمار مواهبك خارج المنزل ولكن في نفس الوقت يجب أن يعلموا ويشعروا أن كل شيء تحت السيطرة في المنزل.

تحمل المسئولية والاستقلال

يحتاج الطفل أن يتعلم تحمل المسئولية و الاستقلال ليساعده ذلك في حياته المستقبلية. أغلبية الأطفال الذين لا تعمل أمهم يعتمدون عليها اعتمادا كليا في شؤون المنزل وشؤونهم. وحتى إذا حاولت أن تكون صارمة معهم و تجبرهم على القيام بأعمال منزلية سيراوغون وسيتراخون في العمل طالما هي موجودة. يصبح الأمر أكثر سهولة مع الأم العاملة، فهي تربي أبناءها على أن يتدبروا أمرهم في غيابها. والأمر هنا يكون أن تعلمهم قبل أن تذهب إلى العمل وتحرص على تعليمهم المهارات الملائمة لأعمارهم لكي لا يحدث ما لا يحمد عقباه.

الدعم المادي والاقتصادي

تربية الأبناء أمر مكلف وكلنا نريد أن نمنح أبناءنا كل شيء، ولا يمنعنا من ذلك سوى أبسط قواعد الاقتصاد: الحاجة والموارد المحدودة. الأم العاملة تكون هي العامل الذي تحتاجه العائلة لكي تحقق التوازن الاقتصادي المطلوب. عندما تعملين تستطيعين أن توفري لطفلك الحضانة الجيدة التي تنمي وتزود مهاراته العقلية ومهاراته الاجتماعية و الراحة الاجتماعية و النفسية. وإذا كانا الأب والأم يعملان فستكون هناك فرصة أفضل للطفل للحصول على احتياجات في مراحله العمرية المختلفة.

الوقت المفيد

لكن طفلك يحتاج لوقتك أهم من أي شيء آخر في العالم.  فوقتك يعد الوقت المفيد الذي تستمعين فيه إليه. الوقت الذي تستمعين لإحتياجاته و مشكلاته و تخوفاته. الوقت الذي تخرجون فيه كأسرة وتقومون فيه بالأنشطة سويا. ببساطة الوقت الذي تكونين فيه حاضرة بحيث يشعر أنك موجودة من أجله ولأجله. العديد من الأمهات العاملات يشعرن بالتقصير تجاه أبنائهم مما يجعلهم أكثر تجاوبا مع الأطفال حين يكونون متواجدين معهم وأكثر إظهارا للأمومة. احرصي على أن تتركي حياتك المهنية ومشاكلك خارج منزلك حين تعودين إليه وتكوني مع أطفالك. ذلك الوقت المفيد الذي تقضونه معا سيجعلهم يدعمون عملك وحياتك المهنية أكثر لأنهم سيشعرون بأن ليس هناك جانبا سلبيا عليهم، بل بالعكس عملك ينعكس عليهم بالإيجاب.

هل أترك العمل؟

لا توجد إجابة صحيحة لهذا السؤال، فقط كوني صريحة مع قلبك واتبعي ما يمليه عليك. فإذا كنت تشعرين بأن مكانك هو المنزل فلا تجعلي أصدقاءك يؤثرون عليك لكي تجدي حياتك خارج المنزل. لكل شخص شخصية مختلفة وما يشعرهم بالراحة ليس بالضرورة هو ما يشعرك أنت أيضا بالراحة والعكس. أما إذا كان العمل جزء من هويتك فقومي ب هدوء كثير عناء في التفكير، فقط احرصي على مهامك تجاه أسرتك حتى لا تهملي زوجك وأبنائك.

Top