‎ملعب مراكش.. الكبير…

ما تزال تبعات فضيحة مركب الرباط تستأثر بالاهتمام، بعدما تحولت إلى قضية رأي عام على خلفية تداعياتها الكبيرة وطنيا ودوليا، تداعيات اكتشف الوزير المسؤول الأول عن الفضيحة، صداها خلال مباراة ريال مدريد ضد كروزا أزول المكسيكي، عندما هاجمه جمهور ملعب مراكش، شخصه متهما إياه بالاختلاس في صفقة كلفت ميزانية الدولة 22 مليار سنتيم، دون أن تحقق المنتظر منها…
وفي انتظار نتائج التحقيق الذي تباشره لجنة معينة لهذا الغرض، مكونة من ثلاث وزارات وهى الاقتصاد والمالية، الداخلية والشباب والرياضة، سيتواصل الجدل وردود الفعل المنتقدة إلى حين إظهار الحقيقة كاملة، مع العلم أن الحياد المفروض توفره في هذه اللجنة يقتضي إبعاد الوزارة المسؤولة مباشرة عن الفضيحة من تركيبة اللجنة المذكورة.
والملاحظ أن الإصلاحات التي عرفها مركب الرباط، سمحت بإحداث تغييرات إيجابية على بعض الجوانب المهمة، خاصة فيما يتعلق بالمحيط الخارجي، وخاصة الطرق المؤدية لمداخل الملعب، والتي تسهل عملية الدخول والخروج لفضائه الرياضي.
والملاحظ أن أغلب الملاعب الرئيسية بجل المدن المغربية تعاني من غياب اكتمال الصورة لحظة التصميم المنشأة، ومن بين هذه النقائص نجد المحيط المؤدي للأبواب، والتي لا تسهل عملية الولوج والمغادرة، أما الطامة الكبرى فتكمن في غياب الطرق السالكة من وإلى الملعب، ناهيك عن الممرات المؤدية إلى المدرجات بمختلف أصنافها، والتي تشبه المتاهات أكثر من كونها ممرات داخل ملعب.
فنقل كل المباريات إلى ملعب مراكش الكبير، والأجواء الرائعة التي عرفها لقاء الريال بنجومه الكبار وبقاعدته الجماهيرية التي يتمتع بها في جل المدن المغربية، والتصريحات الإيجابية التي عبر عنها لاعبو ومدرب النادي الملكي، ساهم نسبيا في التخفيف من وطأة الصورة السلبية التي رافقت فضيحة مركب الرباط، إلا أن الفضاء المحيط بملعب مراكش لا يعكس التسمية التي يحملها، ألا وهى ملعب مراكش.. الكبير…
فكل زائر لهذا الملعب يعاني الأمرين في كيفية الوصول إليه، نظرا لغياب وسائل النقل العمومي وفي غياب محطة خاصة بالقطار، مما يصعب عملية التنقل بدون التوفر على وسيلة نقل خاصة، وحتى إذا كنت تملك سيارة، فستعاني من ويلات اكتظاظ كبير قبل وبعد المباريات.
كما أن عدم توسيع الشبكة الطرقية المؤدية للملعب يخلق مشاكل تنظيمية كبيرة يصعب التعامل معها بسهولة، ولا يضمن السلاسة المطلوبة، خاصة بعد الخروج الجماعي للجمهور، مما يجعل العودة إلى مراكش مسألة غاية في الصعوبة، خصوصا خلال الساعات المتأخرة من الليل.
ملعب مراكش معلمة رياضية تشرف الرياضة المغربية عموما، كما يعد مفخرة للمدينة الحمراء، يمكن أن تساهم بنسبة أكبر مما هو حاصل الآن في ترويجها السياحي والاقتصادي، وعلى هذا الأساس من الضروري أن تعمل سلطات المدينة ومنتخبوها على إعطاء هذه المعلمة، القيمة التي تستحقها على جميع الأصعدة. إن تهيئ الفضاء المحيط بها من مسؤولية فعاليات المدينة بات من بين الأوليات، مع تخصيص أماكن ومحلات تجارية ستنعش الحركة الاقتصادية بالجهة ككل.
فالملاعب الرياضية بجل دول العالم تعد وحدة منتجة ورافدا اقتصاديا مهما وقيمة سياحية لا يستهان بها، لاسهامها في تحريك اقتصاد المدن بكاملها، أما ملاعبنا فهي جامدة صامدة أمام رياح التغيير، تصدمنا في كل مناسبة يتم الاعتماد عليها…
فرحم الله من عمل عملا فأتقنه…  

[email protected]

Top