سيداكسيون 2014

مساء اليوم الجمعة، ستبث القناة الثانية “تيليطون”، يعتبر من أهم لحظات الحملة الوطنية لمحاربة السيدا “سيداكسيون المغرب 2014” التي تضمنت العديد من الأنشطة التوعوية والتحسيسية بمختلف جهات المملكة ومن خلال دعامات تواصلية مختلفة.
هذا العام اختارت الجمعية المغربية لمحاربة السيدا تركيز الحملة الوطنية حول الشباب، باعتبار هذه الفئة العمرية هي الأكثر عرضة للإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة “السيدا”، كما أن الحملة الحالية تصادف إعداد الجمعية لخطة إستراتيجية للفترة ما بين 2014 و2017، وتركز من خلالها على الفئات الجديدة المستهدفة بعملية الوقاية من الفيروس، وأيضا على التكفل بالأشخاص حاملي الفيروس، والاستمرار في مواجهة ما يتعرضون له من تمييز، بالإضافة إلى تحسين التغطية الوقائية للفئات الأكثر عرضة للإصابة.
صحيح أن منظمات مدنية غير حكومية وأطباء ونشطاء حقوقيين صمدوا خلال سنوات طويلة وواجهوا كل العراقيل إلى أن كرسوا عملا حقيقيا في الميدان للتعريف بفيروس السيدا ولمساندة المصابين وحاملي الفيروس والتكفل بعلاجهم وتفعيل مبادرات وقائية وتحسيسية عديدة، وهم يستحقون الاحتفاء بهم وتكريمهم والتنويه بنضاليتهم العالية، ولكن أيضا هناك جهد حكومي بذل في بلادنا بشراكة بين وزارة الصحة وقطاعات أخرى وبين الجمعيات والخبراء، ما جعل المغرب يمتلك تجربة متميزة ورصيدا من الخبرة والإنجاز في هذا المجال.
وكانت وزارة الصحة قد نظمت في مستهل الشهر الجاري، بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، الحملة الوطنية الخامسة للكشف، وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا للفترة ما بين 2012 و2016.
وجاءت هذه الحملة في وقت يقدر فيه عدد الأشخاص المتعايشين مع مرض السيدا في المغرب، حسب آخر الإحصائيات، بـ 32000 شخصا منذ ظهور هذا المرض بالمغرب سنة 1986، في حين بلغ عدد الأشخاص الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة إلى غاية 31 أكتوبر المنصرم، 9378 شخصا، كما أنها تندرج في إطار إستراتيجية توسيع الولوج إلى خدمات الكشف، وذلك بالزيادة في عدد مراكز الكشف عن الفيروس وتعزيز قاعدة المستفيدين على مستوى الفحص لفائدة الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
“التيليطون” الذي ستبثه دوزيم، مساء اليوم، يروم تكثيف التوعية والتحسيس، ولكن أيضا وأساسا جمع التبرعات والمساهمات لفائدة تقوية برامج التكفل بالمصابين ومساعدتهم، ومواصلة مبادرات التحسيس والوقاية، ولهذا يجب أن ينخرط الجميع، وخصوصا من يمتلكون الإمكانيات ومؤسسات القطاع الخاص والفاعلين الاقتصاديين في دعم هذا المجهود الوطني المتعلق بالصحة العمومية.
إن مبادرة من هذا النوع لها كذلك أهمية على صعيد رفع منسوب الوعي وسط الناس، ومواجهة التمييز والإقصاء في حق المصابين بالفيروس أو الحاملين له، ولهذا هي تستحق التشجيع من لدن مختلف صناع الرأي، من فنانين وكتاب وصحفيين وفقهاء وعلماء وسياسيين وغيرهم.

[email protected]

Top