بنعبد الله: التحلي بروح الانضباط والمسؤولية والجدية والتركيز على دعم وترسيخ سياسة القرب من المواطن

في إطار اللقاءات التي تعقدها القيادة السياسية لحزب التقدم والاشتراكية مع الكتابات الإقليمية للحزب بمختلف مناطق المغرب، احتضن إقليم آسفي يوم السبت الماضي لقاء ترأسه الرفيق نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب إلى جانب الرفيق أنس الدكالي عضو الديوان السياسي للحزب، والكاتب الجهوي للحزب بجهة دكالة/عبدة عضو اللجنة الإدارية، وحضره عدد كبير من المنتخبين وممثلي الساكنة بالبرلمان وأعضاء الكتابة الإقليمية للحزب، ورفيقات ورفاق يمثلون المنظمات الموازية للحزب، بقطاع الشبيبة الاشتراكية ومنتدى المساواة والإنصاف، والشبيبة المدرسية وعدد من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية وممثلي المجتمع المدني بالمدينة والإقليم.
اللقاء الأول احتضنته جماعة “اثنين لَغْياتْ” التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 40 كلم، والتي استُقبل فيها الرفيق الأمين العام للحزب والوفد المرافق له، وعدد كبير من رؤساء الجماعات المحلية والقروية بالإقليم يتقدمهم عبد الله كريم رئيس المجلس الإقليمي والكاتب الإقليمي للحزب الرفيق رشيد محيب، ورئيس التعاونية الفلاحية الحاج عمر محيب، والعديد من ممثلي الساكنة بالمجالس والمؤسسات المنتخبة وممثلي المجتمع المدني ورفيقات ورفاق يمثلون مختلف الأجيال التي ناضلت ولا زالت تناضل في صفوف حزب التقدم والاشتراكية.
اللقاء افتتحه الحاج عمر محيب رئيس التعاونية الفلاحية بإقليم آسفي، بكلمة ترحيبية تجمع بين بساطة أهل البادية، وتجربة رجل يحمل وراءه تجربة سياسية طويلة من خلال المسؤوليات التي تحملها على المستوى الجماعي وعلى مستوى رئاسته لغرفة الفلاحة وتمثيليته للساكنة بغرفة البرلمان ومجلس المستشارين، كلمة جدد فيها الشكر للقيادة السياسية للحزب في شخص الأمين العام للحزب وكل الوفد المرافق له، معتبرا بأنه ورغم انشغالات الأمين العام بالعديد من المسؤوليات وحضوره للعديد من الأنشطة الحزبية في الأيام الأخيرة، ومسؤوليته الوزارية والتدبير اليومي للحزب على الصعيد الوطني، لبى دعوة الكتابة الإقليمية وحضر ليؤكد دعمه للانطلاقة الجديدة، وليقف شخصيا على مدى ما تم إنجازه منذ زيارته التاريخية للإقليم احتفالا بمرور سبعون سنة على نضالات حزب التقدم والاشتراكية بالمغرب، كما نوه بالحضور النوعي للعديد من رؤساء الجماعات والعديد من المنتخبين وممثلي بعض الهيئات السياسية، والذي يؤكد الثقة التي يتمتع بها الحزب لدى رجالات السياسة ولدى الشباب الذي انخرط بجدية في الحزب وأصبح يساهم في تلك الحركية التي يشهد لها الجميع، ليختم كلمته بتقديم مجموعة من المطالب والمعطيات والتأكيد على الاستعداد لخوض التجربة الانتخابية التي ستعرفها البلاد، والتي سيقول فيها حزب التقدم والاشتراكية كلمته تأكيدا لعمل قاعدي انخرط فيه الحزب بكل تراب الإقليم.
بدوره اعتبر الرفيق نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب في كلمته بأنه ورغم انشغالات القيادة السياسية للحزب من خلال العديد من الأنشطة الحزبية المقامة بمختلف ربوع الوطن، أبى إلا أن يستجيب لدعوة من الكتابتين الإقليميتين للحزب بكل من آسفي واليوسفية، استجابة تأتي لممارسة سياسة القرب من الرفيقات والرفاق بمختلف مناطق المغرب، من أجل الإنصات لقضاياهم ومشاكلهم ودعمهم للسير بالحزب إلى الأمام، تأكيدا لسياسة القرب من هموم المواطنات والمواطنين، حتى نكون “يضيف الأمين العام للحزب” عند حسن ظن المواطنين بحزب تاريخي يشهد له الجميع بالكفاءة والنزاهة والاستمرارية، وتلك نقطة يؤكد الرفيق الأمين العام للحزب، هي ما يجعل القيادة السياسية للحزب في تنقل وسفر دائم لحضور أنشطة الحزب بأقصى المناطق وأبعدها، استمرارية تجعلنا نعتز اليوم كقيادة سياسية بالحركية الجديدة التي أصبحت عليها الكتابة الإقليمية الجديدة للحزب بمدينة وإقليم آسفي.
الأمين العام لم يُفَوِّت الفرصة لتقديم تحية شكر واعتراف لعائلة الحاج عمر محيب، من خلال دورها الذي لعبته في جمع شمل الحزب ومعها مكونات مجتمعية انخرطت في الحزب بفضل الدور الذي لعبته هذه العائلة التي تحمل سمات العائلات المغربية التي تفتح ذراعيها للجميع، معتبرا بأن التحول الذي عرفه المغرب ، ومستوى النضج والطموح السياسي لدى فئات عريضة من الشعب المغربي وجزء منه شباب يتطلع لتغيير ديمقراطي حقيقي، يحتم على حزب التقدم والاشتراكية مسايرة هذا التطور، حيث شدد الأمين العام في كلمته على أنه وقبل عشر سنوات لم نشهد اجتماعا بحضور نسائي في لقاء تواصلي كما هو الشأن اليوم، الناس لم تعد تخاف  لا من وزير ولا من رئيس وأصبحت تتطلع لخدمات عمومية في المستوى  بقطاعات شتى  من صحة وبنية تحتية وتعليم وتوفير للعمل، وهذه المطالب أصبحت مُعلنة، وأصبحت مشروعة ومتداولة، وبالتالي أصبحت الكثير من الناس ينظرون إلينا كوزراء وكمنتخبون، بأننا لا نشتغل كما ينبغي، ولا نؤدي الدور المنوط بنا، وهذه المسالة تتجلى بشكل كبير في المدن الكبرى، حيث لا تظهر  المجهودات المبذولة رغم وجودها، بينما في المدن الصغيرة والجماعات القروية، هنالك سياسة القرب والعمل الذي يمكن أن  يرى بالعين المجردة ويتم لمسه مباشرة من لدن المواطن، لذلك وجب التركيز على دعم وترسيخ سياسة القرب من المواطن، من أجل القيام بتوعية سياسية تساهم في التعريف بالمنجزات وبآفاق المستقبل الذي ينتظر بلادنا من خلال عشرات المشاريع العملاقة التي بدأت ترى النور في وطنني بفعل مجهودات حكومية وقيادة ملك البلاد نصره الله”.
وعن عمل الحزب محليا وإقليما وجهويا ووطنيا، اعتبر الأمين العام للحزب، بأن على جميع الرفيقات والرفاق، المناضلات والمناضلين، التحلي بروح الانضباط والمسؤولية والجدية في التعامل مع قضايا المواطنين وقضايا الوطن، وترسيخ سياسة القرب من الساكنة، معتبرا بأن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ستفرز تنوعا سياسيا يزكي ذلك التنوع المتميز الذي يتميز به المغرب، من خلال تنوع ثقافي ومجتمعي، يجعلنا ندرك، يؤكد الأمين العام للحزب، بأن المغرب اليوم في حاجة إلى رجالات ونساء وشباب يمثلون النزاهة وفي نفس الوقت، التميز الذي يعرفه حزب التقدم والاشتراكية، والاستمرارية النوعية التي أبانت عنها مختلف التنظيمات الموازية للحزب، كمنتدى المساواة والإنصاف الذي يشكل قفزة نوعية لتكريم المرأة المغربية وإبراز طموحاتها ومطالبها ورمزيتها في النضال داخل حزب التقدم والاشتراكية، دون إغفال منظمة الشبيبة الاشتراكية التي تعقد جلسات مؤتمرها الوطني السابع في نفس اللحظة التي تتواجد فيها القيادة السياسية للحزب بإقليم آسفي، وقد أكد الأمين العام للحزب بأن المعركة الانتخابية قادمة وعلينا أن نكون في قلب الحدث، ومدينة آسفي بإقليمها، هي من بين المدن والأقاليم التي يتعين علينا أن ننهض بها، وذلك رهين بتضافر عمل المنتخبين وعلاقتهم بالساكنة، وأن التجربة بينت أن خدمة المدينة والجهة والوطن، يستلزم في كثير من الأوقات وضع الانتماءات السياسية جانبا، بل وتذويبها في سبيل خدمة قضايا المدن والأقاليم والجهات بساكنتها وطموحاتهم ومتطلباتهم التنموية الآنية والمستقبلية، عماد كل ذلك، الأخلاق السياسية التي يعتبرها حزب التقدم والاشتراكية شعاره لخدمة هذا الوطن، مختتما كلمته بالتأكيد على دعم القيادة السياسية للحركية الجديدة الممثلة في الكتابة الإقليمية للحزب، وكل التنظيمات الموازية، مشددا على أن أبواب القيادة والحزب ووزراءه الممثلين في حكومة صاحب الجلالة هي رهن إشارة الرفيقات والرفاق بإقليم آسفي وكل شرفاء هذا الإقليم من أجل النهوض به وبأوضاعه وفق التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس .
من جانبه اعتبر الرفيق رشيد محيب الكاتب الإقليمي للحزب على أن اللقاء الذي تحتضن فيه مدينة وإقليم آسفي الرفيق الأمين العام للحزب والوفد المرافق له، ليعتبر فرصة للتأكيد على أن النضال مستمر ليكون الحزب قريبا من كل ساكنة الإقليم، وكذا للرفع من مردوديته السياسية في الدفاع عن كل قضايا المواطن وطموحاته في التنمية والازدهار والرقي، معتبرا بأن الفرصة مواتية له ولرفيقاته ورفاقه بالكتابة الإقليمية للحزب بحضور القيادة السياسية لرفع الصوت بالتضامن مع ضحايا العمل الإرهابي الذي طال جريدة “شارلي أيبدو”، لأن في ذلك تأكيد على أن حزب التقدم والاشتراكية ضد التطرف والإرهاب أيا كان مصدره ونوعيته، لأنه حزب حداتي شعاره الحرية والتعددية والتسامح وخدمة قضايا الوطن والمواطن، والدفاع عن الإسلام الحقيقي المبني على قيم إنسانية نبيلة.
كما تحدث الرفيق الكاتب الإقليمي للحزب عن الانطلاقة الجديدة للحزب بالإقليم والمراحل التي قطعتها الكتابة الإقليمية منذ المؤتمر الإقليمي للحزب، وكذا العمل الكبير الذي تم بذله لهيكلة الكثير من المنظمات الموازية، كما تحدث عن نوعية الإلتحاقات التي عرفها الحزب على مستوى المدينة والإقليم، وعودة الكثير من الرفاق والرفيقات من مناضلات ومناضلي الحزب الذين ابتعدوا في فترة من الفترات، لكنهم جميعا عادوا لثقتهم في الحزب وفي قيادته السياسية وفي مناضلات ومناضلين يشكلون اليوم استمرارية حزب الراحل “علي يعتة ” ومناضلين ضحوا بأرواحهم ليستمر الحزب بإشعاعه لخدمة قضايا الوطن والمواطنين، كما تحدث عن الدعم والإنصات الدائم الذي لمسه من القيادة السياسية ومن وزراء الحزب في الحكومة.
اللقاء عرف كذلك لحظة متميزة من خلال تقديم كُتَيِّبٍ تألق من خلاله الرفيق عبد الهادي احميمو أحد قيدومي المناضلين بآسفي، في جمع العديد من المحطات التاريخية لحزب التقدم والاشتراكية على مستوى مدينة وإقليم آسفي، الكتاب يحمل عنوان ” حزب التقدم والاشتراكية بآسفي الحصيلة والآفاق ” يلخص حصيلة عمل الحزب وأنشطة الحزب بالمدينة والإقليم،ورصد لحركية حزب التقدم والاشتراكية بإقليم آسفي , من خلال استقراء متابعات مجموعة من الصحف الوطنية والمواقع الالكترونية في تغطيتها لأنشطة الحزب محليا وإقليميا، والذي لقي استحسانا وتقديرا من الرفيق الأمين العام للحزب، والذي اعتبره مساهمة من رفيق في توثيق مرحلة مهمة من تاريخ الحزب على الصعيد الإقليمي.
اللقاء الثاني احتضنه مقر الحزب بمدينة آسفي، لقاء كان فيه الاستقبال متميزا من خلال باقات الورود، والشخصيات التي استقبلته ببوابة المقر، يتقدمهم الدكتور محمد كاريم رئيس المجلس البلدي لمدينة آسفي وعدد من رؤساء الجماعات وفعاليات من المجتمع المدني ورفيقات ورفاق يمثلون الكتابة الإقليمية للحزب والمنظمات الموازية، حيث كانت البداية بقص شريط التدشين الرسمي للمقر وزيارة لمرافق الحزب التي تتضمن سكرتارية الكتابة الإقليمية وقاعة للصحافة وقاعة للاجتماعات، ومكتب اجتماعات الكتابة الإقليمية وقاعة للاستراحة ومقصف للزوار ومناضلي الحزب، كما تضمنت الزيارة لقاء مصغر مع رئيس المجلس البلدي وبعض الفعاليات، حيث كان النقاش حول دعم الرفيق الأمين العام بصفته وزير في حكومة صاحب الجلالة لمشروع التهيئة الحضرية للمدينة ولكافة المشاريع التنموية الكبرى، كما اغتنم الرفيق الأمين العام تواجده رفقة رئيس المجلس البلدي ورئيس التعاونية الفلاحية وأعضاء فاعلين بالمجالس المنتخبة والمجلس الإقليمي ليجري مكالمة هاتفة مع السيد عبد الفتاح لبجيوي والي جهة دكالة/عبدة، عامل إقليم آسفي، ليؤكد له بحضور الجميع، دعم حزب التقدم والاشتراكية ودعم كل وزراء الحزب ودعمه شخصيا لكل المشاريع التنموية الكبرى التي يعرفها إقليم آسفي، لأن في ذلك خدمة للوطن، مشددا أمام الجميع على أن خدمة قضايا التنمية المحلية وتوجيهات ملك البلاد هي أولوية لكل مناضلات ومناضلي التقدم والاشتراكية رفقة كل شرفاء هذا الوطن من أحزاب ومنظمات وسلطات رسمية ومنتخبة، لينتهي اللقاء بجلسة بقاعة الاجتماعات وصور تذكارية مع أعضاء الكتابة الإقليمية للحزب بآسفي ومنظماته الموازية، لينطلق موكب الأمين العام باتجاه مدينة الشماعية التي ينتظره فيها لقاء مع المنتخبين، ويتبعه لقاء ثاني في نفس المساء مع الكتابة الإقليمية للحزب باليوسفية.

Top