أندري أزولاي.. مغربي بارز يمثل بمفرده تنوع بلاده

مؤسسة أنا ليندا تحتفي به في الصويرة
أكد عدد من الأعضاء الحاليين والقدامى بمؤسسة أنا ليند أن أندري أزولاي بانتمائه إلى المغرب، البلد المتعدد الثقافات والموحد والمنفتح، استطاع إعطاء دينامية متميزة لحوار الثقافات في بلدان الحوض المتوسطي خلال السنوات الست من ولايته على أرس هذه المؤسسة « 2008-2014».
وأوضح هؤلاء الأعضاء، على هامش حفل تكريمه السبت المنصرم، بمدينة الصويرة، أن أزولاي عمل على تحقيق تقارب بين مجتمعات منطقة متوسطية غنية ومركبة، قوته في ذلك هويته المغربية التي انبنت داخل مجتمع يؤمن بالتنوع وهو ما منحه مصداقية لدى مختلف محاوريه.
وقال سيرج تيل، السفير ممثل الحكومة الفرنسية بالمجلس الاداري لمؤسسة أنا ليند « 2008-2014»، في هذا السياق، إن «ا أندري أزولاي كان رئيسا استثنائيا ومتميزا، استثنائي لأنه مغربي بارز ويمثل بمفرده تنوع بلاده، أي تقريبا مجموع تنوع البلدان المجاورة للبحر الأبيض المتوسط. فالهويات التي ينتمي إليها متعددة، فهي، في الوقت ذاته، عربية وإسلامية ويهودية وأمازيغية ومغربية وأوربية وتجعل منه حلقة وصل بيننا جميعا».
وأضاف أنه «فرض، خلال فترة ولايته، رؤية فضاء سياسي وثقافي لا وجود له في الواقع، أعتقد أن هناك متوسطا أكثر من بلدان متوسطية . لقد فرض هذا النهج المثالي لمسلسل سياسي يفترض أن يتشكل فيه هذا المتوسط، من خلال الحوار والاعتراف بالآخر وإمكانية الحفاظ على الشخصية الذاتية، مع الانفتاح على جميع أوجه التعدد»، مضيفا أن السيد أزولاي سيترك بصمة بارزة على مستوى العمل المنجز وعلى الرؤية التي تحملها المؤسسة على حد سواء.
وأبرز تيل الجهود التي بذلها أزولاي من أجل وضع المؤسسة في مسارها الصحيح، وتحديد الخطوط العريضة لمهمتها والتقريب بين المجالين الجمعوي والسياسي.
وقال في هذا السياق إن « أزولاي كان رئيسا متميزا لأنه استطاع دوما إبراز أن المؤسسة لا تهتم بالثقافة فحسب، بل يتعلق الامر أيضا بمسلسل كفيل بنقل أصداء المجتمع المدني إلى أعلى مستوى على الصعيدين الأوربي والعربي.
وشدد على أن أزولاي «هو ذاك الوجه المتميز للفضاء المتوسطي، القادر على حمل مشروعه ورؤيته للمجتمع المدني وكذا للهيئات السياسية بالدول التي تشكل هذا الفضاء، مضيفا أن العدد الكبير من الزيارات التي قام بها للقاء رؤساء الهيئات والشبكات التي تمثل 4 آلاف جمعية تابعة لمؤسسة آنا ليند، وكذا وزراء الشؤون الخارجية ورؤساء الحكومات، في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، هو الذي مكن اليوم المؤسسة من تحقيق تواجدها ومواصلة عملها وتحركها وتقدمها، ما جعلها مؤسسة معترف بها وذات مصداقية».
من جانبه، أكد عضو المجلس الدستوري بلبنان وعضو المجلس الاستشاري لمؤسسة آنا ليند منذ ست سنوات، انطوان ميسرة، أن اشتغاله بجانب السيد أندري أزولاي، منحه الأمل من جديد في مجتمع مدني يشهد تراجعا من حيث تأثيره. وقال «باعتباري فاعلا مدنيا لأزيد من 50 سنة، عايش التحولات التي عرفها المجتمع المدني في العالم العربي، لاحظت أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي يتم بذلها وبسبب العولمة والنزعة التجارية والاستبداد بالرأي، وتراجع الالتزام على مستوى العالم، فإن الكثير من الجمعيات التي تواجه مشاكل على مستوى التمويل، تحولت الى مقاولات تتعاطى أنشطة تجارية، في وقت تنحو فيه المنظمات الدولية شيئا فشيئا نحو البيروقراطية.
وأوضح «أن التحديات الراهنة تستدعي من المجتمع المدني العمل بشكل هادف وبنوع من الوضوح، وهذا ما أعجبني بالخصوص في شخص السيد أندري أزولاي»، مضيفا أن هذا الأخير متشبع بالفكر الإنساني وعايش التراث العالمي والثقافي العربي والمتوسطي واستطاع ان يجعل من مؤسسة آنا ليند منظمة ذات روح وغايات واضحة.
وأضاف أن «الكثير من المفردات يتم تداولها بكثرة حاليا، لكنها فقدت مدلولها، كالحوار وصورة الآخر، وهي مفردات أصبحت للأسف شعارات فارغة من معناها، نحن بحاجة إلى هذه المعاني، والسيد أزولاي حمل المعنى الذي يحتاجه الشباب اليوم بشكل خاص».
ومن جهته، أكد إدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية ورئيس سابق للشبكة المغربية لمؤسسة آنا ليند، أن السيد أزولاي تم انتخابه كرئيس للمؤسسة لأنه يحظى بإجماع الجميع، سواء بشمال أو جنوب البحر الأبيض المتوسط، نظرا لثقافته الواسعة وإتقانه لعدة لغات ودرايته بتاريخ الأديان والحضارات وتكوينه العميق في الفلسفة، بالإضافة إلى كونه ملما بقضايا اقتصادية ومالية متعددة.
وقال «إنه رجل يهتم بفهم ثقافات الأديان الثلاثة «الإسلام واليهودية والمسيحية» وملم بكافة العناصر المرتبطة باللغات وبحركات السلام والحروب في أبعادها التاريخية والجيواستراتيجية. وقد عايش أيضا، كفاعل اقتصادي ومالي، التحولات التي شهدتها منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك مختلف الشراكات بين المغرب والاتحاد الأوروبي ومسلسلات السلام المختلفة بمنطقة الشرق الاوسط» .
وأكد أن أزولاي يعد أحد أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية، مذكرا بأن من بين الشخصيات الأوائل التي اقترحته لرئاسة المؤسسة نجد ليلى شهيد، ممثلة السلطة الفلسطينية في باريس.
وقد تميز حفل التكريم، الذي شكل لحظة مؤثرة أشاد خلالها الاعضاء القدامى والحاليين بمؤسسة آنا ليند، والفاعلين الجمعويين بمدينة الصويرة وخارجها، وكذا شخصيات أخرى بالالتزام الواضح للسيد أندري أزولاي، بتنظيم نقاش حول موضوع «مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط، 20 سنة بعد برشلونة».

Top