الأغنام المستوردة بدعم حكومي لا تؤثر على أسعار الأضاحي المشتعلة

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وتنامي الحديث عن ارتفاع الأسعار الذي تعرفه أسواق المملكة، تتجه الأنظار صوب الرؤوس المستوردة بدعم من المالية العامة التي يراهن عليها من أجل توفير الأضاحي للأسر محدودة الدخل بأثمنة مناسبة.
وتثير الكمية الضعيفة المستوردة مخاوف المواطنات والمواطنين الذين لم يلمسوا تغييرا يذكر في الأسواق المشتعلة. فأسعار الأضاحي لازالت تعرف زيادات تتراوح بين 700 و 1000 درهم في المتوسط، في الوقت الذي يطوح الشناقة بأثمنة الصردي والبركي عاليا، إذ يصل ثمن خروف بين المتوسط والكبير إلى ما بين 5000 و7000 درهم.
وفي جس بيان اليوم لنبض المواطنين، لمست غضبا عارما من استمرار الحكومة في تبني خطابها المعتاد الذي لا يمت للواقع بصلة. فالسوق يكذب مرة أخرى وعودها بإجراء تدابير لم تضمن استقرار أسعار الأغنام، بقدر ما أغنت خزينة عينة من المستوردين الذين يبيعون الأغنام الإسبانية والرومانية بأسعار تضمن لهم هوامش ربح مريحة، رغم استفادتهم من إعفاءات حاتمية على مستوى رسوم الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة، ناهيك عن الدعم المالي الذي يبلغ 500 درهم عن كل رأس ماشية مستورد.
وفي هذا السياق صرح عبد الرحمان مجدوبي رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز لبيان اليوم، أن الإنتاج الوطني هو الذي سيضمن للمواطن المغربي أضحية العيد، موضحا أن استيراد 600 ألف رأس مقارنة مع 7 ملايين «لا يمثل إلا 6 بالمائة، وهو رقم ضعيف جدا، مضيفا أن الأسعار لم تتأثر بالاستيراد»
وأفاد مجدوبي بأن الأسعار في السوق الأوروبية مرتفعة، إذ تصل إلى «6 يورو (للكيلوغرام)، وبالتالي لولا الدعم، لتجاوز سعرها سعر المنتوج الوطني، ويمكن ألا تباع»، معبرا عن أمله أن «تبقى أسعارها في حدود معقولة وتفيد الفئات التي تبحث عنها».
وفي سياق متصل صرح محمد جبلي رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي لبيان اليوم، أن عملية الاستيراد أسفرت عن إدخال 220 ألف رأس فقط وخلال اليومين المقبلين سنصل إلى 250 ألفا، في حين أن الهدف المنشود كان هو 600 ألف، وذلك بهدف الحفاظ على القطيع واستقرار الأسعار».
وبالتالي يظل المستهلك الضحية رقم واحد من غياب حكومة قادرة على تكييف سياساتها وفق الظرفيات المفروضة على البلاد. فقد تكالبت عليه ليس فقط سنوات الجفاف وما أفرزته من ارتفاع لأسعار العلف، بل أيضا عوامل ناجمة عن سوء تدبير الحكومة لملفات تهم مصالحه الحيوية وحقه الطبيعي في إحياء سنة العيد…

>هاجر العزوزي

Top