الحزب يخلد عامه السبعين

دشن حزب التقدم والاشتراكية برنامج التظاهرات الاحتفائية المخلدة لعامه السبعين، بندوة أقيمت في الدار البيضاء حول « المجتمع المغربي بين الأمس واليوم»، أريد لها أن تكون مناسبة لتأمل جماعي في  الهياكل السوسيو اقتصادية والمؤسساتية لمجتمعنا، ودراسة بعض مميزات المواقف الحزبية في علاقتها بتطور مسارات المجتمع.
اللافت في البرنامج العام لاحتفالات التقدم والاشتراكية بسبعينية تأسيسه، أنها انبنت على انتظامها وسط الناس، أي أن الحوار والتفاعل والسجال يتم ليس بداخل الهياكل الحزبية الأحادية، وإنما وسط المجتمع، بين المتفقين والمختلفين مع آراء ومواقف الحزب، فضلا على أن تيمات البرنامج العام تتوزع بين المحاور السياسية والفكرية، وأيضا تلك المرتبطة بواقع الناس اليومي، أي بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، ولا تغفل الفعاليات التواصلية والفنية.
في ندوة الدار البيضاء، أعطيت الإشارة على أن الحزب يريد أن يقرأ اليوم مساره الممتد على سبعة عقود بمشاركة باحثين ودارسين لا يشاطرونه بالضرورة آراءه ومواقفه، ويحرص كذلك على إشراك فاعلين سياسيين من حساسيات أخرى تقترب أو تبتعد عن مدرسته، وكل هذا بغاية جعل المناسبة تفضي إلى حوار عقلاني وموضوعي حول مسار الحزب، باعتباره مدرسة سياسية وفكرية لها خصوصياتها ومميزاتها في السياق التاريخي والسياسي الوطني.
في ندوة الدار البيضاء، استهل الحزب برنامج أنشطته ببعث رسالة قوية مؤداها أن الأحزاب الحقيقية تهتم أولا بقضايا المجتمع والناس، وتحرص على تطوير فكرها وممارستها بهذا الخصوص، وذلك بما يفيد في فتح أبواب الأمل أمام شعبنا، وصياغة أفكار ومقترحات لها علاقة بالسياسات العمومية، ومن أجل تحسين شروط عيش الناس.
إن تخليد ذكرى ميلاد التقدم والاشتراكية يمثل اليوم فرصة للباحثين والأكاديميين من أجل التعبير عن آرائهم، وتقديم قراءاتهم وتحليلاتهم لتطور المسار العام لهذه التجربة المتميزة، وقراءتها من داخل التاريخ السياسي المغربي، وأيضا من داخل السياق التاريخي للتجارب المماثلة عربيا وعالميا، وبالتالي الحرص على استخراج الدروس وباقي الخلاصات.
سلسلة الفعاليات التي يرعاها التقدم والاشتراكية ستحتضنها عديد مناطق في البلاد، ما يجعلها مناسبات أيضا للتواصل والتفاعل مع الناس، ولبناء لحظات اللقاء السياسي الجماهيري، وأيضا لتجديد التأكيد على أن لشعبنا التاريخ والعراقة في السياسة وفي النضال.
[email protected]

Top