الشباب وإفريقيا.. التحديات والفرص

نظمت الرابطة المغربية للشباب من أجل التنمية والحداثة، أول أمس بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط، مائدة مستديرة حول موضوع “الشباب وأفريقيا” شارك فيه ثلة من رجالات الفكر والسياسة، بالإضافة إلى فعاليات شبابية. وتندرج هذه المبادرة التي تنظم بمناسبة اليوم الأفريقي للشباب، في إطار برنامج الرابطة  2014-2018 المتعلقة بدعم الشراكة الدولية من أجل التنمية والذي ينسجم والتصور الاستراتيجي للمغرب، والهادف إلى دعم الشراكة جنوب جنوب وتعزيز العمق الإفريقي للمملكة.
وتهدف هذه الندوة، بحسب محمد نوفل العمير رئيس الرابطة، في كلمة له بالمناسبة، إلى  إبراز أهمية دور الشباب الأفريقي في رفع التحديات الرئيسية التي تعيق تنمية بلدانهم، خاصة في سياق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية التي تشهدها القارة الإفريقية، بالإضافة إلى بلورة تصورات ومقترحات عملية من شأنها مساعدة الشباب الأفريقي وضمنه الشباب المغربي على الاندماج.   كما أن هذا الحدث يقترح على الشباب، المغربي خصوصا، فضاء للنقاش يمكنهم من تبادل الأفكار حول الإشكالات التي تعرفها القارة الإفريقية على المستوى الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
من جانبه، ذكر حكيم قرمان مستشار وزير الثقافة، بالبرامج التي تقوم بها هذه الأخيرة، والرامية إلى تثمين وتعميق الحضور المغربي في محيطه الطبيعي الإفريقي، مشيرا في هذا الصدد إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية التي يحضر فيها البعد الإفريقي بشكل كبير، كان آخرها يقول حكيم قرمان “المعرض الدولي للكتاب الذي خض 15 دولة من غرب أفريقيا كضيف شرف” وهي البادرة التي كان لها صدى قوي لدى المثقفين والكتاب والمبدعين الأفارقة.
من جانبها، اعتبرت أسماء الفلحي المكلفة ببرنامج الشباب في المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن أفريقيا تعد القارة التي تشهد أكبر نمو ديمغرافي لفئة الشباب، وتعرف كذلك تغيرات اجتماعية وديموغرافية مهمة توفر فرصا للتنمية، مؤكدة على أن موضوع هذا اللقاء ينسجم تماما مع انشغالات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يدعم هذا النوع من المبادرات الرامية إلى تعزيز المشاركة المواطنة للشباب وكذا خلق تقارب بينهم في الفضاء الإفريقي.
وبدوره، شدد عثمان ماخون عن وزارة الشباب والرياضة، على أهمية موضوع الندوة الذي يندرج في إطار  المقاربة التي انخرطت فيها بلادنا والرامية إلى دعم التعاون جنوب جنوب الذي يتأسس على قيم التضامن التي يجسدها الشباب، الذي يعتبر، بحسب عثمان ماخون، مفتاح بوابة الدبلوماسية الموازية.  
وأولى هذا اللقاء، الذي شهد مشاركة الشباب الأفريقي، وأساتذة في علم الاجتماع وباحثين وفاعلين من المجتمع المدني والسياسي أهمية خاصة لموضوع ولوج الشباب إلى التعليم، حيث أجمع المتدخلون في الجلسة الأولى المخصصة لموضوع “إفريقيا … التحديات المطروحة وفرص التنمية” على أهمية التعليم باعتباره عنصرا حاسما في التنمية المنشودة، وأيضا باعتباره عاملا أساسيا في إدماج الشباب الإفريقي في محيطه الاقتصادي والاجتماعي. وشدد المتدخلون على أن التربية والتكوين يعتبران ركيزة محورية في تقدم المجتمعات الإفريقية..
واستعرض المتدخلون أيضا نماذج التنمية التي أطلقها الشباب الإفريقي، والفرص المتاحة حاليا أمام الشباب، لاسيما على مستوى المسؤولية السياسية والمبادرات الثقافية والاقتصادية، مؤكدين على ضرورة خلق مراكز للبحوث والدراسات حول مشاركة الشباب في التنمية في أفريقيا.
وشكلت الجلسة الثانية التي خصصت لموضوع “دور الشباب والمنظمات الشبابية في مواجهة التحديات المطروحة وتعزيز فرص التنمية”، فضاء للحوار والنقاش الشبابي حول مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الشباب المغربي وفي مقدمتها، المنظمات الشبابية والدبلوماسية الموازية خاصة في بعدها الإفريقي، مع إبراز التحديات المطروحة التي تواجه القارة الإفريقية، وفي الوقت ذاته الإمكانات الهائلة للتنمية التي توفرها، والتي على الشباب الإفريقي أن يستغلها من أجل تحقيق التنمية والتقدم المجتمعي للبلدان الإفريقية.

Top