في زيارة ميدانية لأقاليم كلميم وتيزنيت وسيدي افني
انتقلت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، يومي الجمعة والسبت 5 و6 دجنب الجاري في زيارة ميدانية إلى كل من إقليم تزنيت، كلميم وسيدي إفني على إثر الفيضانات الأخيرة التي عرفتها المنطقة. حيث قامت الوزيرة، بمعية الوفد المرافق لها، بزيارة تفقدية لمجموعة من المنشآت، مكنت من الاطلاع عن كثب على مخلفات الأمطار القوية التي عرفتها المنطقة والوقوف على التدابير الاستعجالية الواجب إطلاقها.
تزنيت كانت أول محطة لهذه الزيارة. توجه الوفد بداية إلى سد يوسف بن تاشفين، الذي بلغت نسبة الملء فيه % 100 “بعدما لم تكن تتجاوز 20%” بحمولة كلية تتعدى 298 مليون متر مكعب. وتجدر الإشارة إلى أن سبعة من أصل تسعة سدود كبيرة المتواجدة بحوض سوس ماسة درعة قد سجلت، على إثر التساقطات الأخيرة، نسبة ملء 100% بحمولة مائية مخزنة تفوق 700 مليون متر مكعب.
بعدها، قام الوفد بتفقد المنشأة المائية التحويلية على مستوى واد سيدي عبد الرحمن وواد إيصوح، والتي خففت من وطأة الفيضانات التي طالت مدينة تيزنيت، قبل أن تنتقل إلى مجموعة من النقط المصنفة سوداء داخل المدينة، حيث ينتظر البدء في أشغال تعزيز الحماية. ثم توجهت إلى وادي أدودو ضواحي تيزنيت، واطلعت على حجم الأضرار التي طالت المباني المتواجدة على جنبات الوادي. كما عاينت المجهودات التي تقوم بها، بعين المكان، فرقة تابعة للوزارة المكلفة بالماء، مزودة بآليات مهمة لمساعدة السلطات المحلية في فك العزلة عن الساكنة.
وعقدت الوزيرة اجتماعا بمقر عمالة تيزنيت، ضم منتخبين وممثلين عن المصالح الخارجية، حيث تم التداول في آثار الفيضانات الأخيرة والدور الذي لعبته المنشآت المائية في التخفيف من حدتها. وفي عرض بالمناسبة، شدد عامل الإقليم على ضرورة وضع مخطط استعجالي للوقاية من الفيضانات. وفي نفس السياق أعلنت شرفات أفيلال على أن “البرنامج السنوي العام للوزارة برسم سنة 2015، سيعرف تعديلات مهمة، في ظل الوضعية الصعبة بالأقاليم الجنوبية، والتي تستدعي تحويل اعتمادات استثنائية. فما وقع هو كارثة وطنية تستوجب تضامنا وطنيا بين الجميع”.
وشددت الوزيرة على التزامها ببرمجة سدود تلية إضافية بالمنطقة، بصفة مستعجلة، وفق الإمكانيات المتوفرة لدى الوزارة، والتي يمكن تعبئتها بشكل إضافي. كما نوهت باستمرار الخدمات المتعلقة بتزويد ساكنة تيزنيت بالماء الشروب، طوال هذه الفترة العصيبة.
مباشرة بعد انتهاء الاجتماع، استأنف الوفد زياراته الميدانية. فكان أول توقف ببلدية الأخصاص، حيث اطلعت الوزيرة على الوضعية، عن كثب، وأعطت تعليمات فورية للأطقم المرافقة لها من أجل مباشرة الأشغال ذات الطابع الاستعجالي، والمتصلة بتقعير وتنقية الوادي المخترق للمدينة، بموازاة مع ما سيتم التقرير في شأنه من أشغال على المدى القريب والمتوسط حماية للأخصاص من الفيضانات.
وتوجه الوفد بعدها إلى جماعة بويزكارن، مرفوقا بوالي جهة كلميم السمارة، حيث تمت معاينة العديد من النقط السوداء، خاصة القنطرة المقامة على وادي تلمعدرت، ومثيلتها على وادي تامسورت. وبمناسبة توقف الوفد في إفران الأطلس الصغير، أعلنت الوزيرة عن انطلاق أشغال إنجاز سد أمسرا، خلال أسابيع قليلة. وهو السد الذي من المنتظر أن يساهم في تعزيز منظومة الإقليم الموجهة للحماية من الفيضانات. كما اطلعت على الجهود الحثيثة التي تبدلها فرقة ثانية ضمن أربعة فرق أرسلتها الوزارة إلى المناطق المنكوبة قصد فك العزلة عن الساكنة.
إثر ذلك، تم التوجه إلى مقر ولاية كلميم السمارة، حيث ترأست الوزيرة اجتماعا عمليا حضره ممثلو المصالح التقنية والأمنية، شددت خلاله على استعجالية تحيين جميع الدراسات، في أفق صياغة مخطط مديري لحماية كلميم من الفيضانات مستقبلا. ويجب بالموازاة مع ذلك، تؤكد المسؤولة الحكومية، “تعزيز وتسريع الإجراءات الاستعجالية الجارية، من أجل إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة، عبر إصلاح الطرق والمسالك وصيانة المنشآت المائية ومنشآت الحماية من الفيضانات”. كما أعلنت الوزيرة عن برمجة سدين تليين إضافيين في سنة 2015، بالإضافة إلى ضرورة برمجة منشأة مائية كبرى. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن الدراسة التفصيلية لسد الفاصك هي قيد الإنجاز وستكون جاهزة خلال 2015.
وفي اليوم الثاني من زيارتها للمنطقة، انتقلت شرفات أفيلال إلى سيدي إفني للوقوف على حجم الخسائر التي تكبدتها المدينة، وأقرت الوزيرة بأن “الخسائر ثقيلة وثقيلة جدا، وتستدعي التدخل المستعجل للجميع”. وكإجراء أول، تمت تعبئة فرقة من الوزارة للمساهمة في أشغال فك العزلة. كما تم الوقوف على عمل الوحدات المتنقلة المستقدمة من أجل معالجة وتصفية المياه لإمداد الساكنة بالماء الشروب في انتظار إصلاح القناة الرئيسية لتزويد المدينة، حيث الأشغال مستمرة من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء.
بالنسبة للتدابير التي سيتم اتخاذها على المديين القريب والمتوسط، أعلنت شرفات أفيلال عن انطلاق أشغال حماية جنبات وادي إفني بطريقة استعجالية في الأسابيع المقبلة. ولتعزيز منظومة حماية المدينة، وبالإضافة إلى سد كريمة والذي لعب دورا مهما في الحد من حجم الفيضانات، سيتم إطلاق أشغال تشييد سد أسيف إبودرارن سنة 2015 بالإضافة إلى إنجاز الدراسة التفصيلية لسد أسيف أوندر.