عمدة «ليل سان دوني» يثير غضب المغاربة

أثار قرار عمدة «ليل سان دوني» الفرنسية، القاضي بإغلاق جناح المشجعين المغاربة في «محطة أفريقيا» المقامة على هامش الألعاب الأولمبية بباريس، (أثار) غضب الخارجية المغربية التي احتجت بقوة على القرار عبر بيان شديد اللهجة عممته القنصلية العامة للمملكة بفيل مومبل فس.
وجاء قرار عمدة «إيل سان دوني» محمد غنابالي المقرب من النظام الجزائري، على خلفية كلمة ألقتها الفنانة المغربية سعيدة شرف، شكرت فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقف فرنسا الداعم لمغربية الصحراء، وذلك خلال مشاركتها في حفل فني احتضنه جناح المشجعين المغاربة، وأدت فيه أغنية «العيون عينيا» التي تتغنى بمغربية الصحراء، وهو ما أثار حفيظة العمدة محمد غنابالي الذي اتهم القائمين على الجناح المغربي بخلط الثقافة بالسياسة، ومخالفة ما أسماها بـ»قواعد الحياد» ليأمر بعد ذلك بإغلاق الجناح المغربي.
ووصف بيان القنصلية العامة للمملكة بـ»فيل مومبل فس»، قرار العمدة غنابالي بـ «التعسفي»، مشيرا إلى أنه مجرد «تحرك معزول»، وأنه قرار يثير تساؤلات جدية كثيرة حول الدوافع الحقيقية لخلفية العمدة من اتخاذ هذا القرار الذي عارضه العديد من أعضاء مجلس بلدية «ليل سان دوني» والذين عبروا عن تضامنهم مع المغرب.
وذكر بيان القنصلية العامة أن قرار الإغلاق هو قرار اتخذ «بشكل انفرادي وفي حالة من الاضطراب الواضح، فسخ اتفاقية إتاحة المجال العمومي لموقع «محطة إفريقيا» التي تم توقيعها في 16 يوليوز الماضي. وأن بهذا القرار، حرم المغرب وجاليته المقيمة في المنطقة من لحظة احتفال هامة بالقارة الإفريقية خلال الألعاب الأولمبية في باريس، ومن فرصة الحصول على تمثيل عادل على غرار العشرين دولة الأخرى من بين 54 دولة في القارة التي لها جناح في الموقع».
وشددت القنصلية العامة للمملكة، التي طالبت باعتذار عن هذا التجاوز الذي وصفته بـ «الخطير» و»الغير مبرر» من رئيس البلدية، (شددت) على أن «التعبير التلقائي والعفوي عن الرأي من جانب السيدة سعيدة شرف لا يشكل بأي حال من الأحوال، تسييسا للألعاب، ولا يشكل عائقا أمام التزام الحياد، ولا حتى عائقا أمام التفاهم بين البلدان. بل على العكس من ذلك، فهو يبرز بوضوح حرية التعبير التي يتمتع بها فنان مغربي، أصله من الأقاليم الجنوبية، والذي سلط الضوء ببساطة على حدث له راهنيته، يهم فرنسا والفرنسيين، بأكبر قدر من الصداقة وبروح من الألفة والود التي رحب بها الجمهور».
وأورد المصدر ذاته، أن ردة فعل عمدة «ليل سان دوني» المؤسف هو الذي أدخل بعدا سياسيا غير مناسب، من خلال اتخاذ إجراءات تهدف إلى «قمع وتهميش آراء فنانة، استغل رئيس البلدية حدثاً كان ينبغي أن يركز على الاحتفال الرياضي والثقافي»، يضيف بيان القنصلية العامة التي اتهمت العمدة محمد غنابالي بـ «إظهار افتقار واضح لتقدير الجهود التي بذلتها الفرق المغربية من أجل إنجاح هذا الحدث من هذا الحجم» كما أنه «يقوض الغنى والتنوع الذي يعد جوهر الروح الشاملة للألعاب الأولمبية. إنه يمثل معاملة غير عادلة وتمييزية، تتعارض مع المبادئ الوحدة والأخوة التي تسعى «محطة إفريقيا» إلى تعزيزها والتي يتحمل رئيس البلدية مسؤولية حمايتها».
وأعربت القنصلية العامة للمملكة، في بيانها، بالنظر إلى العديد من الإشارات الخاصة بالجزائر في بيان عمدة ليل سان دوني، عن أملها في أن تكون نزاهة قرار العمدة غير متأثرة باعتبارات شخصية أو روابط عائلية معروفة أو قرب سياسي لم يخفيه أبدا، مؤكدة أن هذه الواقعة تتعلق بمصداقية التظاهرة، وثقة الأطراف المعنية، واحترام التنوع والشمولية والتعاون.
كما أثار قرار العمدة انتقادات واسعة للجالية المغربية بـ»ليل سان دوني»، التي عبرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائها واستنكارها لتصرف هذا العمدة المحسوب على النظام الجزائري، واتهموه بالخضوع لتوجيهات زوجته الجزائرية المعروفة بعدائها للمغرب والمغاربة.

>محمد حجيوي

Top