أسعار اللحوم الحمراء تواصل الارتفاع والمهنيون يحملون المسؤولية لسوء التدبير الحكومي

عرفت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا صاروخيا في الآونة الأخيرة، مخلفة موجة امتعاض في صفوف المستهلكين، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم حوالي 115 درهما، مقابل 95 درهما للحم العجول على مستوى سوق الجملة.

وفي ظل هذا الارتفاع المهول لأسعار اللحوم الحمراء، ووصولها إلى مستويات قياسية، حمل الباعة الحكومة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، مؤكدين وجود ” خلل في طريقة تدبير الحوار مع مهنيي القطاع من أجل ايجا حل للأزمة التي تعصف به”.

وفي هذا السياق حذر رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، من أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب قد يستمر لحوالي 3 سنوات على الأقل، لكونه يرجع لأسباب بنيوية.

وأكد الخراطي في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن قطاع تربية المواشي يعاني من أزمة عسيرة، حيث أوضح أنه أصبح قطاعا غير مربح، مما اضطر بعض المنتجين لبيع مواشيهم وأدى ذلك إلى تراجع كبير في العرض مقارنة بالطلب.

وشدد الخراطي في حديثه على ضرورة إيجاد حلول، لفك قيود هذه الأزمة، حيث قال، “إن الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تقترح حلا ناجعا لتجاوز هذه الأزمة، ويتمثل هذا الحل في استيراد اللحوم المجمدة، مؤكدا أنها تكلف ما بين 25 و30 درهما للكيلوغرام الواحد، مقابل كلفة إنتاج لا تقل عن 75 درهما بالنسبة للإنتاج التقليدي.

وبرر المتحدث مقترحه بكون السجون والمطاعم والمستشفيات والداخليات تستهلك 50 في المئة من العرض الوطني، وأن استيراد اللحوم المجمدة سيقلص الضغط على هذا الأخير ويتيح متنفسا للإنتاج الوطني.

وطمأن لجودة اللحوم المجمدة وخضوعها لتأشيرة “الحلال” وللفحص الطبي، مؤكدا أنها تستهلك في مختلف أنحاء العالم.

وأشار إلى أن المشكل البنيوي الذي يعاني منه القطاع هو “التوالد عند الأبقار الذي يتم عبر عملية التلقيح الاصطناعي”، مبرزا أن وزارة الفلاحة، حين كانت تضطلع بهذه العملية، عمدت لسياسة تحسين نسل أبقار الحليب واللحم، “لكن حين تم تفويتها للخواص وقعت فوضى عارمة”.

واعتبر رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن الدعم الذي نهجته الحكومة عبر إعفاء المستوردين من الرسوم الجمركية يعد حلا “غير كاف ولن يعطي ثماره”، لأن العجول المستوردة “تحتاج من 3 إلى 4 أشهر قبل التوالد، فيؤدي ذلك لغياب استمرارية في الإنتاج والارتهان بالتالي للسوق الخارجية”.

واعتبر المتحدث أن الحكومة مطالبة بإشراك كل الفاعلين في تدبير هذه الأزمة التي قال إنها غير مسبوقة في قطاع اللحوم الحمراء، مشددا على أن ما “ما وصل إليه المغرب حاليا من غلاء لأسعار اللحوم الحمراء لم يسبق أن وصل إليه”.

وأوضح الخراطي، أن الأزمة التي تسجل الآن لقلة العرض الناتج عن توالي سنوات الجفاف، تدبرها حسب قوله الحكومة بطريقة مرتبكة، مؤكدا أنها قامت بإقصاء هيئات مهنية من الحوار، منها هيئات فاعلة بشكل أساسي في قطاع استيراد المواشي.

 هاجر العزوزي

Top