أطلق التجاري وفا بنك صندوقا استثماريا هو الأول من نوعه لدعم المشاريع المبتكرة والمستدامة في الطاقة عبر القارة الأفريقية.
وتأتي الخطوة ارتباطا بالرؤية الإستراتيجية لتحول الطاقة بالمغرب الأكثر طموحا في أفريقيا، والتزامها بدعم هذا المجال من خلال تمويل العديد من المشاريع لإنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة.
ووفق بيان للبنك، فإن “الصندوق الأفريقي للنجاعة الطاقية يمثل خطوة إستراتيجية نحو تعزيز دور المجموعة في قيادة جهود انتقال الطاقة بالقارة الأفريقية”.
وأوضح أن هذا الكيان الجديد “سيدعم تشجيع الاستثمارات المستدامة وتعزيز الممارسات المالية المسؤولة التي تسهم في الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وأسس التجاري وفا بنك هذا الصندوق، الذي لم يتم الكشف عن قيمته الأولية، بالشراكة مع شركة إيكو نولر، الرائدة عالميا في تقديم الخدمات الاستشارية بمجال النجاعة الطاقية لأكثر من 40 عاما.
وتم الإعلان عن الصندوق خلال حدث نظم هذا الأسبوع تحت شعار “الابتكارات المالية من أجل انتقال طاقي مستدام في أفريقيا”، بمشاركة أكثر من 120 شخصية من القطاع المؤسسي والمالي والصناعي.
وناقش المشاركون التحديات التقنية والمالية والتنظيمية التي تواجه مشاريع النجاعة الطاقية في القارة، وشاركوا تجاربهم الدولية وأفضل الممارسات في هذا المجال، مع استعراض سبل تطبيق هذه التجارب على الواقع الأفريقي.
وفي مداخلته، أكد يوسف رويسي، المدير العام المسؤول عن قسم الشركات والاستثمار في التجاري وفا بنك، على دور القطاع الخاص والمؤسسات المصرفية في دعم التحول النظيف.
وأشار إلى أهمية توفير الموارد البشرية والمالية لضمان نجاح هذه الاستثمارات وتحقيق الأثر الاجتماعي المرجو.
وقال رويسي إن “الصندوق الأفريقي للنجاعة الطاقية يهدف إلى دعم وتسريع عملية تحول الطاقة وإزالة الكربون من الشركات المغربية والأفريقية، من خلال تقديم حلول متكاملة وجاهزة للتنفيذ”.
ويتماشى طموح التجاري وفا بنك في دعم وتسريع عملية التحول الأخضر مع العروض التي أطلقتها الحكومة لتمكين المستثمرين من التحفيزات التي يتيحها الميثاق الجديد للاسـتثمار، بالإضافة إلى التحفيزات الضريبية والجمركية وفق القوانين الجاري بها العمل.
ومن شأن ذلك المساهمة في تمكين المغرب من تبوء مكانة بارزة على المستويين القاري والعالمي في مجال تطوير الطاقات المتجددة.
وأتاح حدث إطلاق الصندوق الذي أداره عبدالعزيز لحلو، مدير الشؤون الاقتصادية في مركز التجاري للأبحاث، الفرصة لمعالجة التحديات التقنية والمالية والتنظيمية التي تواجه مشاريع كفاءة الطاقة في القارة، ومناقشة تفعيل النموذج في مواجهة الواقع الأفريقي.
وخلال هذا الحدث وقع الصندوق الجديد مذكرة تفاهم مع شركة فينشي إنيرجيز غرب أفريقيا، أحد الشركاء الفنيين الذين يلعبون دورا رئيسيا في تنفيذ مشاريع كفاءة الطاقة.
وتتمتع إيكو نولر بخبرة طويلة في مجال تصميم وتنفيذ وتقييم وتمويل برامج ومشاريع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وشاركت في تطوير وتنفيذ ما يقرب من 4 آلاف مشروع في أكثر من 160 دولة.
ويعمل القطاع الخاص إلى جانب مؤسسات عمومية في إطار تشاركي مع الحكومة على تنفيذ توجهات الملك محمد السادس بشأن تسريع وتيرة إنجـاز المشاريع الثلاثة للطاقة الشمسية نور ميدلت.
وعلاوة على ذلك، تسريع وتيرة إنجاز باقي المشاريع التي توجد قيد التطوير، واستقطاب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع الطاقات المتجددة.
البنك المغربي أسس الصندوق الأفريقي للنجاعة الطاقية بالشراكة مع شركة إيكو نولر، ولم يتم الكشف عن قيمته
وقال محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة التجار وفا بنك، إن “التحول الاقتصادي في أفريقيا يتعين أن ينبني على سياسات مندمجة وهادفة، وإستراتيجيات استثمارية تتيح استغلالا أمثل للموارد”.
وأكد أن الحكومات في الدول الأفريقية مطالبة بإعادة النظر في المفاهيم ونماذج العمل لغاية تحقيق نمو اقتصادي متوازن. كما شدد على تطوير القدرات الصناعية وتشجيع استخدام الموارد الطاقية بشكل أمثل، وأهمية القطاع الخاص في قيادة التحول الاقتصادي وتسهيل تحويل الاستثمارات بين بلدان القارة.
ويعتبر التجاري وفا بنك لاعبا أساسيا في الأسواق الأفريقية، بالإضافة إلى النشاط المصرفي، وتعمل المجموعة من خلال شركات تابعة متخصصة في مختلف المهن المالية مثل التأمين والائتمان العقاري والائتمان الاستهلاكي والتأجير وإدارة الأصول.
كما لديه أنشطة أخرى في مقدمتها الوساطة في سوق الأوراق المالية والخدمات المصرفية الخاصة والاستشارات والتأجير طويل الأجل. ويتطلع البنك المغربي، الموجود حاليا في 26 بلدا في العالم، إلى توسيع استثماراته والتي تضم مجال الطاقة بأسواق جديدة في شرق أفريقيا لأول مرة.
ويعد البنك إحدى نقاط القوة بالنسبة للاقتصاد المغربي وأحد عوامل القوة المالية الناعمة، من خلال شراكاته مع مجموعة من الحكومات، وتوفير التمويل للعديد من المشاريع والمبادرات المحلية وداخل القارة الأفريقية.
وأكدت منى قادري، مديرة نادي أفريقيا والتنمية التابع للتجاري وفا بنك، على الدور المهم الذي تلعبه المجموعة في تسهيل ضخ وتنقل التمويلات الخاصة بالمشاريع الاستثمارية، بفضل شبكتها الأفريقية المهمة التي تستفيد من التطور والرقمنة.
وحقق البنك العام الماضي، أرباحا صافية بقيمة 7.5 مليار درهم (750 مليون دولار)، بنمو بلغ 23 في المئة بمقارنة سنوية، مع تسجيل ارتفاع في صافي الدخل بقيمة 15.5 في المئة، ليصل إلى حوالي 3 مليارات دولار.