عودة لمشكل دائم إسمه الشغب

إن الواقع شيء والحلم شيء آخر وسلوك لا يمكنه أن يلتقي بما يحدده ويبرزه الواقع اعتمادا على ملامسته لحقيقة الأوضاع المعيشية، أوضاع تقف عائقا أمام كل المحاولات  الهادفة الى التطور والتقدم. إن الغاية من ذكر هذا الكلام يعود بالأساس إلى ما وصلت إليه رياضة كرة القدم من تراجع بسبب العديد من الممارسات البعيدة كل البعد عن ما تفرضه المبادئ الأخلاقية الأساسية للرياضة كمجال واسع يحتم ضرورة حسن استغلاله حتى يتمكن من تحقيق مساعيه وأهدافه المتوخاة خدمة للمصلحة العامة وللمجتمع.

لسنا بصدد التذكير بالدور الذي تلعبه كرة القدم كرياضة شعبية بقدر ما سنحاول كشف الممارسات التي أصبحت تقف سدا منيعا أمام تطوير كرتنا في الوقت الذي نتحدث عن تأهيل كرتنا وعن الاحتراف كسبيل لإقلاع حقيقي.

إن ما أصبحنا نعانيه ونشاهده من ممارسات لبعض الجماهير الرياضية بولاية الدار البيضاء بعد إجراء كل مقابلة في كرة القدم بمركب محمد الخامس والمتمثلة في تهشيم زجاج الحافلات العمومية الذي يصبح متناثرا في جل أرجاء الشوارع التي تعبرها هذه الحافلات إضافة إلى ما تتعرض له بعض ممتلكات المواطنين (متاجر وسيارات) من جراء الرشق بالحجارة، رشق يخلف أحيانا جرحى ومصابين خصوصا أثناء لقاءات الديربي.

إن هذه الظاهرة ما فتئت تستفحل في صفوف بعض الجماهير البيضاوية وتخلق أحداثا تسيء للرياضة بصفة عامة وللمجتمع الرياضي البيضاوي بصفة خاصة، إذ تعتبر بمثابة مؤشر خطير ينعكس سلبا على مستقبل رياضتنا الشعبية في غياب توعية إعلامية حقيقية وانعدام التأطير السليم لجمعيات المحبين والأنصار والتعصب الأعمى لبعض المسيرين والمدرب الذين يساهمون في تأجيج الوضع.

فما يحدث بالدار البيضاء بعد كل لقاء يحتضنه مركب محمد الخامس مهما كانت نتيجة اللقاء لا يمكن أن يوصف سوى بـ”الهمجية”، وعلى هذا الأساس أصبح لزاما على مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمسؤولين الأمنيين بولاية الدار البيضاء الكبرى مواصلة البحث والتقصي في كل الأسباب ومسببي هذه التصرفات التي لا تعكس الصورة البراقة والمشرفة التي كنا نحظى بها سابقا.

فالجمهور الرياضي المتحمس لأنديته والمسير داخل ناديه يتحتم عليهم أن يكونوا مقتنعين بكل النتائج الرياضية بعيدين كل البعد عن التعصب الأعمى.

إن التعصب الأعمى لبعض المتفرجين والمسيرين واحتجاجاتهم المبالغ فيها تدفع أحيانا الى اتخاذ بعض من الجمهور الى نهج هذا السلوك في غياب الوعي بأن الرياضة أخلاق وأن التباري لابد وأن يفرز منتصرا ومنهزما.

إننا نناشد جميع المتدخلين والشركاء للعمل سويا من أجل التوعية كل من موقعه فالمدرس مسؤول ورب الأسرة مسؤول والمسير مسؤول وجمعيات الأنصار والمحبين مسؤولة.

والكل مسؤول، وعليه فمن الواجب اتخاذ اجراءات صارمة ورادعة في حق كل من ضبط في حالة تلبس بتهشيم زجاج حافلة عمومية أو الرشق بالحجارة أو الاعتداء على ممتلكات المواطنين.

نتمنى أن تصل الإجراءات مداها وذلك حفاظا على الأخلاق الرياضية التي يجب أن يتحلى بها بعض المسؤولين والتي من المفروض أن تنعكس على جمهور المتفرجين كذلك الجمعيات المنضوية تحت لواء الأندية،  فإذا كان رب البيت للطبل ضاربا.. فلا تلومن أهل البيت عند الرقص.

Top