‎أخطاء أوزين…

‎تتوالى ردود الفعل الساخطة بعد الفضيحة المدوية التي شهدها مساء يوم السبت الماضي مركب الرباط، والتي كان لها تأثير كبير على صورة المغرب على الصعيد الدولي.
‎ففي الوقت الذي سعى فيه المغرب لاستغلال الحدث والاستفادة من الترويج الإعلامي المرافق له، جاءت الأخطاء القاتلة لتحدث العكس، بعدما تناقلت وسائل الإعلام الدولية صورا غير  ايجابية عن حالة الملعب، واعتماد وسائل بدائية لمعالجة أخطاء مرتكبة خلال عملية الإصلاح المكلفة ماديا، والتي أغلق على أساسها المركب طيلة ستة أشهر.
‎المسؤولية المباشرة في كل ما حدث، تتحملها وزارة الشباب والرياضة بصفتها أولا الجهة الوصية عن القطاع، وثانيا لكون المركب يوجد في ملكيتها، وثالثا لإشرافها المباشر على سير عملية الإصلاح، ورابعا لمصادقتها على انتهاء الأشغال.
‎كل هذا يؤكد أن الوزارة هي المسؤولة بالدرجة الأولى، خاصة وأن السيد الوزير كان في كل مرة يصدر فيها انتقاد بخصوص وضعية الملعب، يخرج بتصريح مستفز يرد فيه على المنتقدين ويصفهم بـ “الطابور الخامس”، مؤكدا في كل مرة أن كل شيء على ما يرام، وأن المنتقدين هم أعداء النجاح.
‎فعن أي نجاح يتحدث الوزير، والعالم كله وقف على” شوهة” دولة أنفقت الملايير من أجل احتضان الحدث دولي، وبحضور صفوة كرة القدم على مستوى القارات الخمس، كما وقف السنة الماضية على” شوهة” حفل افتتاح النسخة العاشرة بملعب أكادير…؟
‎   والواقع أن “شوهة” مركب الرباط الذي تحول بالمناسبة إلى مركب نقص، ليس الخطأ الأول للوزارة منذ تحمل محمد اوزين حقيبتها بداية سنة 2012.  
‎فبسبب تدخل طائش للوزارة فيما يخص القوانين العامة، ألغى الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال شهر نونبر 2013 نتائج الجمع العام لجامعة كرة القدم، مع توجيه إنذار للمغرب لعدم احترامه قوانينه.
بعد ذلك تابع الجميع كيف دبر الوزير ملف طلب تأجيل كأس إفريقيا للأمم، وكيف قاد المغرب إلى الباب المسدود، بسبب خرجات إعلامية غير محسوبة ومتناقضة، لا زالت تبعاتها لم تنته بعد، وتهدد جامعة كرة القدم بعقوبات صارمة من طرف جهاز الكاف.
‎وفي الوقت الذي تعيش فيه مجموعة من الجامعات الرياضية خصاصا ماليات فضيعا، بعد تأخر منحة الوزارة، على ضعفها، فضل الوزير تخصيص 22 مليار سنيتم من أجل إصلاح ملعب أصر على احتضانه مباريات الموندياليتو، رغم  وجود مركبات جاهزة لاحتضان المباريات الدولية خاصة اكادير وطنجة…
‎فقد تفتقت عبقرية السيد الوزير، وهو النازل للعالم الرياضي بالمظلة، على اختيار مركب الرباط، رغم التكلفة المالية الباهظة لعملية الإصلاح التي اكتفت رغم ذلك بالقشور دون أن تنفذ للعمق، والدليل على ذلك تملص الشركة من المسؤولية بتأكيدها أن الإصلاح الذي طلب منها هم العشب وليس الأرضية وقنوات تصريف المياه، وما خفي أعظم…
‎المشكل الكبير. والتحقيق في النازلة يجب أن يصل إلى مداه حتى يقف الرأي العام على الحقائق كاملة…
[email protected]

Top