اكتفى الفريق الوطني المغربي لكرة القدم بنتيجة التعادل هدف لمثله في ثاني مباراة إعدادية، والتي جرت مساء أول أمس الثلاثاء أمام منتخب الكونغو الديمقراطية.
المباراة تدخل في إطار الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، من بينها تصفيات كأس أمم أفريقيا سنة 2022، والتي ستُقام جولتيها الثالثة والرابعة شهر نونبر القادم.
وبالرغم من أن “أسود الأطلس”، كانوا سباقين للتسجيل بهدف نصير المزراوي في الدقيقة 44، إلا أن الزوار تمكنوا من إدراك التعادل في الدقيقة 59 عبر اللاعب ويسا ماني، لينتهي بذلك المعسكر التدريبي للمنتخب، والذي دام أسبوعين، واحتضنه مركز محمد السادس لكرة القدم ضواحي مدينة سلا.
فوز في اللقاء الأول ضد المنتخب السنغالي بثلاثة أهداف لهدف واحد يوم الجمعة الماضي، وتعادل ضد الكونغو بهدف لمثله، هى حصيلة مباراتين إعداديتين كان المؤمل أن تنتهيا معا بنتيجة الفوز، على اعتبار أن مثل هذه المباريات التي تقام بتواريخ الفيفا، يحسب تنقيطها بالترتيب الدولي.
والأكيد أن الطاقم التقني بقيادة وحيد خاليلوفيتش، وقف على الكثير من المعطيات التقنية، بحضور العديد من العناصر الدولية، سواء التي تحضر لأول مرة، أو تلك العائدة بعد غياب غير قصير، خاصة وأن المنتخب يشهد إعادة بناء، في ظل ترتيب جديد للأوراق بمختلف الخطوط، باستثتاء حراسة المرمى، حيث لازال كل من ياسين بونو ومنير المحمدي يمنحان الكثير من إشارات الاطمئنان والضمانات الكافية.
إلا أن المباراتين الإعداديتين التي جرتا فوق أرضية مركب الرباط السيئة، والتي لم تساعد اللاعبين نهائيا على التحكم في الكرة، بل بالعكس شكلت عائقا كبيرا أمام تقديم عرضين مقبولين، إلا أن عامل أرضية لم يكن وحده عائقا، حيث شهدت المباراة الثانية تراجعا ملحوظا في الأداء، في اختلاف تام عن المباراة الأولى وعلى جميع المستويات.
فالاعتماد على لاعبين جدد أمام الكونغو، أحدث الكثير من الارتباك، ولم يسمح بتقديم نفس القناعات التي أفرزتها مباراة السنغال، رغم الاختلاف الكبير في إمكانيات كل فريق على حدا، ويعود الارتباك الذي حصل إلى عدم تمكن المدرب من ضمان توظيف جيد لكل العناصر، خاصة بوسط الميدان، حيث ظهر للأسف نوع من الفوضى غير المسموح بها تماما.
سليم أملاح تحول بقدرة قادر إلى جناح، أما عمر القادوري وأيمن برقوق، فالدور الأساسي المطلوب منهما غير محدد بالضبط، ليظل يوسف العربي معزولا، مع تراجع ملحوظ في أداء أشرف حكيمي، أما بعد إدخال لاعبين آخرين فازداد الأمر سوء وحدثت فوضى لا مثيل لها، وطغت الفرديات الزائدة على الأداء الجماعي، خاصة من طرف اللاعب أسامة طنان الذي يصر على تأكيد أحقيته، دون أن يقدم ما يشفع له بذلك.
ومع ذلك، فإن المباراتين معا سمحت بالوقوف على إمكانيات كل لاعب خاصة الجدد منهم، كسامي ماي وعصام الشباك في الدفاع، أيمن برقوق وسليم املاح في الوسط، وهذه الأسماء اعتبرت ربحا كبيرا، مع تسجيل إمكانية استعادة عمر القادوري لإمكانياته السابقة، وهنا يطرح التساؤل حول إبقاء كل من أشرف لزعر وإدريس الصديقي، خارج إطار التجريب، وعدم إعطائهما الفرصة المطلوبة، وهو خطأ غير مبرر، وإلا لماذا تمت المناداة عليها من الأساس؟
ظهر إذن فارق كبير في التعاطي التقني للمدرب وحيد بين مباراتي السينغال والكونغو، وهو معطي لا يمكن إلا أن نطرح معه التساؤل، حول أسباب هذا الارتباك الذي ظهر فجأة؟…
محمد الروحلي