يواجه الكثير من الناس صعوبات فيما يتعلق بالنوم، إلا أن هناك مجموعة من الأشياء التي يوصي الخبراء بالتوجه للطبيب لإيجاد حل لها، إذا تكررت خلال النوم.
“اللهاث” أثناء النوم
يعد اللهاث بحثا عن الهواء، علامة على الإصابة بمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب يتوقف فيه التنفس بشكل متكرر خلال النوم.
ويقول مدير معهد طب النوم في مركز ديبوراه للقلب والرئة في براونز ميلز بنيو جيرسي، زيشان خان: “أثناء النوم تسترخي العضلات ويضيق الحلق أو ينغلق”. ويرتبط توقف التنفس أثناء النوم أيضا بالشخير والاختناق أثناء النوم والاستيقاظ بفم جاف وصداع.
كما يعتبر التنقيط الأنفي الخلفي سببا آخر محتملا، فعندما يشق الكثير من المخاط طريقه إلى مؤخرة الحلق، يمكن أن يسد المسالك الهوائية، مما يتسبب في توقف الناس مؤقتا عن التنفس أثناء النوم.
ولعلاج الحالة، قال خان: “يمكن لأخصائي النوم أن يطلب (دراسة للنوم) لتحديد ما إذا كنت مصابا بانقطاع التنفس أثناء النوم، والذي يتم علاجه عادة بجهاز CPAP يعمل على فتح مجرى الهواء”.
ويساعد شرب السوائل كذلك على ترطيب المخاط وجعله يمر بسهولة أكبر، وكذلك استخدام المحلول الملحي لترقق المخاط وسوائل الأنف. ومن الضروري أيضا التحقق من الأسباب المحتملة الأخرى، مثل حالة الجيوب الأنفية.
الارتجاع الحمضي
يمكن أن يسبب ارتجاع الحمض أيضا اللهاث، وذلك بفضل الإفرازات الحمضية من المعدة إلى المريء. ولمواجهة هذه المشكلة أثناء النوم، ينصح الخبراء بالنوم على جانبك الأيسر، ورفع النصف العلوي من جسمك بوسادة، أو تناول مضادات الحموضة.
الشخير
الشخير هو عرض شائع آخر لانقطاع التنفس أثناء النوم. وقال خان: “عندما يكون هناك تضيق في مجرى الهواء، سواء في الأنف أو الحلق، يبدأ النسيج بالاهتزاز ويصدر صوت الشخير”، موضحا أنه يمكن أن يكون بسبب الحساسية أو نزلات البرد، فضلا عن زيادة الوزن.
ويمكن لأخصائي النوم أن يطلب دراسة النوم لتحديد ما إذا كنت تعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم، وإذا لم يكن هناك دليل على وجود تلك المتلازمة، فإن خيارات علاج الشخير تشمل النوم على جانبك، ورفع الرأس عن مستوى الجسم خلال النوم، واستخدام شرائط الأنف، وبخاخات الأنف.
المشي أثناء النوم
يعتبر المشي أثناء النوم “باراسومنيا”، من السلوكيات الخطيرة التي قد تحدث خلال النوم ودون وعي. ويمكن أن يكون سببه قلة النوم أو التوتر أو القلق أو الحمى.
ويمكن أن يكون تناول بعض الأدوية، مثل المنومات أو المهدئات أو بعض الأدوية المستخدمة للاضطرابات النفسية، عاملا مساهما أيضا، إلى جانب شرب الكحول.
ويمكن لاختصاصي النوم تشخيص هذا الاضطراب عن طريق أخذ تاريخ شامل وطلب دراسة النوم. وعادة يوصى باتخاذ تدابير وقائية مثل تعديل الأدوية والاستيقاظ قبل حوالي 15 دقيقة من الموعد الذي يتم فيه المشي خلال النوم عادة، وتجنب العوامل المسببة له، مثل قلة النوم والتوتر والكحول.
التحدث أثناء النوم
هو أحد أكثر أنواع “الباراسومنيا” شيوعا ولا يوجد سبب معروف له. وقال خان: “إنه أكثر شيوعا لدى الأشخاص المصابين بأمراض عقلية ويمكن أن يرتبط بالسير أثناء النوم والكوابيس”. وقد تشمل الأسباب الأخرى الإجهاد العاطفي والحمى وتعاطي المخدرات.
وبدورها، قالت كبيرة المسؤولين الطبيين في خطة الرعاية الصحية الأميركية “Redirect Health”، جانيس جونستون: “إذا لم يكن الحديث أثناء النوم أمرا طبيعيا ويسبب القلق، فمن المهم أن ترى أخصائيا”، وفق ما ذكر موقع “هافينغتون بوست”.
ويمكن تشخيص اضطراب التحدث أثناء النوم، عن طريق أخذ تاريخ شامل وطلب دراسة النوم، ويوصى باتخاذ تدابير وقائية، مثل تجنب المسببات كالإجهاد والحرمان من النوم والكحول. ويمكن لبعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، أن تحفز التحدث أثناء النوم، لذلك قد يقوم طبيبك بإجراء تعديلات على ما تتناوله أيضا.
الأكل أثناء النوم
تحدث اضطرابات الأكل المرتبطة بالنوم عندما يستهلك الأفراد الطعام أثناء نومهم ولا يكونون على دراية بأفعالهم. ومن المخاطر التي يواجهونها، الاكتئاب وزيادة الوزن، كما أنهم معرضون لخطر حرق أو جرح أنفسهم عند إعدادهم للطعام أثناء نومهم، أو التسمم بسبب تناول مواد غير قابلة للأكل.
يمكن أن يكون سبب الحالة هو أدوية معينة أو اضطرابات النوم الأخرى، لذا من المهم مراجعة أخصائي.
كوابيس مزمنة
يمكن أن تحدث الكوابيس المستمرة بسبب عدد من المحفزات النفسية المختلفة، وأكثرها شيوعا القلق والاكتئاب. وقد يكون إيجاد حل لها ضروريا، إذا تسببت في الشعور بالضيق أو العبث بنومك أو تعطيل أدائك الوظيفي أثناء النهار.
وقالت جونستون: “يمكن للكوابيس المزمنة أن تسبب آثارا صحية ضارة، مثل زيادة خطر الانتحار وأمراض القلب والسمنة. لذا على أولئك الذين يعانون منها أن يطلبوا العلاج والمشورة من أخصائي طبي”.
ولفتت كذلك إلى إن الكوابيس المستمرة قد تكون أثرا جانبيا لدواء تتناوله، وفي هذه الحالة قد يغير طبيبك الجرعة أو الوصفة الطبية للتخفيف من كوابيسك.
كما يعد العثور على مهارات إدارة الوقت وتحديد الأولويات والحد من التوتر، التي تناسب حالتك، ميسألة ضرورية إذا كانت الكوابيس لديك ناتجة عن القلق والاكتئاب. ومن العلاجات المتبعة كذلك، التدرب على تغيير نهاية الكابوس الذي تتذكره بعد الاستيقاظ، ثم التمرن على النهاية الجديدة في عقلك.
كثرة الاستيقاظ للتبول
التبول الليلي، أو الاستيقاظ للتبول في منتصف الليل، يصبح أكثر شيوعا مع تقدمك في العمر، لكن يمكن أن يكون أيضا علامة على حدوث شيء آخر.
وقال خان: “يمكن أن يكون سببه عملية الشيخوخة الطبيعية للمثانة أو بسبب مشكلة طبية”، مثل التهاب المثانة أو المسالك البولية أو مرض السكري أو تضخم غدة البروستاتا أو الفشل الكلوي المزمن. كما تشمل الأسباب الأخرى شرب الكثير من السوائل قبل موعد النوم”.
ولرصد سبب المشكلة، قالت جونستون: “يمكنك البدء بالحد من كمية السوائل التي تتناولها قبل النوم، واحتفظ بمفكرة عن المثانة لبضعة أيام توضح مقدار ما تشربه وعدد مرات الذهاب إلى الحمام ومقدار التبول، ويجب عليك أيضا تسجيل أي أدوية تتناولها وأي عدوى في المسالك البولية وأي أعراض ذات صلة”.
ويمكن لطبيبك بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتحديد الأسباب المحتملة والعلاج.
صرير الأسنان
صرير الأسنان يعرف بأنه عملية إطباق الأسنان على بعضها البعض أو احتكاكها ببعضها البعض بشدة، مما قد يسبب ألما أو تلفا بالأسنان. ويؤدي ذلك أثناء النهار إلى صداع خفيف أو التهاب في الفك.
وأوضحت جونستون أن صرير الأسنان يمكن أن يكون بسبب التوتر والقلق. ويمكن لطبيب الأسنان فحص الفم والفك بحثا عن علامات وأعراض، مثل تآكل الأسنان أو تخلخلها، وإعطاء المريض واقي الأسنان لحمايتها ليلا.
النوم بسرعة كبيرة
أوضحت جونستون أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 إلى 9 ساعات ليلا، ويرهقون أنفسهم بشدة خلال اليوم، فإنهم ينامون فور أن يلمس رأسهم الوسادة، وهذه الطريقة التي يخبر فيها الجسم صاحبه أنه بحاجة إلى مزيد من الراحة.
تشمل العلامات الأخرى للحرمان من النوم، النعاس المفرط أثناء النهار وصعوبة تنظيم المشاعر أو التركيز على المهام البسيطة، والشعور بالنعاس عند القيام بأنشطة عادية، مثل مشاهدة التلفزيون أو القيادة.
ويمكن أن يكون كذلك علامة على اضطراب النوم، مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو النوم القهري، لذا من المهم مراجعة أخصائي نوم.
وبشكل عام، ينصح خبراء النوم بأن يقوم الأشخاص بالتعرف على عاداتهم أثناء النوم، إما بسؤال الشريك أو من يسكن معك في المنزل، أو باستخدام كاميرا، أو الأجهزة الخاصة بمراقبة النوم، بما في ذلك مراقبة التنفيس ودقات القلب وغيرها.