استقبل محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يوم الجمعة الماضي بالرباط، وفدا صينيا رفيع المستوى يقوده “لي يونز” رئيس الهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي.
وناقش الطرفان، في اللقاء الذي جمعهما بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط، الآفاق الواعدة للعلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، وكذا متانة وعمق هذه العلاقات التاريخية بين البلدين.
ورصد الجانبان القضايا المشتركة بين البلدين وأبرز المجالات ذات الاهتمام المشترك، وكذا الآفاق الواعدة للتعاون بين الصين والمغرب في مستويات مختلفة، على المستوى العربي والإفريقي.
كما توقف الطرفان عند عمق العلاقات الثنائية التي تجمع حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني، والتبادل السياسي والفكري بين قيادات الحزبين، والعلاقات الرفاقية التي تجمع بينهما.
في هذا السياق، وبعدما قدم محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية التهاني للوفد الصيني بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، قال إن العلاقات المغربية – الصينية عميقة وعلاقات متجذرة في التاريخ.
وأضاف بنعبد الله، الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي للحزب وأعضاء من اللجنة المركزية، أن العلاقات المغربية الصينية عرفت محطة أساسية والتي تبلورت من خلال الزيارة الملكية السامية للصين عام 2017، حيث شكل اللقاء بين قائدي البلدين قفزة في العلاقات الثنائية التي تعززت بشكل كبير على مستويات وجوانب مختلفة.
وأكد بنعبد الله أن هناك فرصا كثيرة للتعاون بين البلدين على المستوى الاقتصادي وعلى مستويات أخرى، حيث أشار إلى الأوراش الكبرى التي يعرفها المغرب والتي تشارك فيها مجموعة من الشركات الصينية، خصوصا في تطوير السكك الحديدة ومشاريع القطار الفائق السرعة، وكذا في مجالات أخرى.
ونوه بنعبد الله بالعرض المقدم من قبل المسؤول الصيني بخصوص الاجتماع العشرين للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والأداء الاقتصادي المتنامي للصين الشعبية والتي تعزز مكانتها في الاقتصاد العالمي.
وعبر زعيم حزب التقدم والاشتراكية عن آماله في إقامة نظام دولي جديد أكثر عدالة وتلعب فيه الصين أدورا كبرى، بما يعيد للساحة الدولية التوازن ويحد من الهجمة الإمبريالية على مقدرات الشعوب وخيراتها ومصالحها، وكذا نظام دولي عادل يقوم على عدالة العلاقات الدولية واحترام سيادة الشعوب وتجاوز وتفادي النزاعات التي من شأنها أن تعترض هذا السبيل.
كما توقف بنعبد الله عند العلاقات الثنائية بين حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني ومدى متانتها وعمقها، منوها بالجرأة التي يحظى بها الحزب الشيوعي الصيني في مواجهة الإكراهات والتحديات الاقتصادية واتخاذ إجراءات وإصلاحات ناجعة لتعزيز مكانة البلاد الاقتصادية.
من جانبه، قدم “لي يونز” رئيس الهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي الذي كان مرفوقا بوفد عن إدارة العلاقات الدولية للهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي وعن إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا بدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وممثلين عن السفارة الصينية بالرباط، (قدم) عرضا مفصلا حول الأداء الاقتصادي الصيني والتطورات المرتبطة به، خصوصا الإجراءات الأخيرة التي أقرتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في اجتماعها العشرين.
وقال لي يونز إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أقرت في دورتها العشرين حزمة من الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت نتائجها تظهر وتنعكس بالإيجاب على الاقتصاد الصيني.
وأضاف يونز أن الصين تعمل على دعم توجه في إطار العمل المشترك والثنائي مع البلدان الصديقة والشقيقة وضمنها المغرب، مشيرا إلى أن الصين مستعدة لرفع التعاون مع المغرب ودعمه في إطار العلاقات الثنائية سواء على مستوى المنتدى الصيني – العربي أو على مستوى المنتدى الصيني – الإفريقي، مشيرا إلى أن المغرب رائد على الواجهتين والصين مستعدة لتطوير التعاون أكثر مع المملكة.
وعاد يونز للحديث عن العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين من خلال قائديهما، مشيرا إلى أن هناك توجها مشتركا في المسار التنموي من خلال السياسة التنموية التي أعلنت عنها الصين “الحزام والطريق”، وكذا “النموذج التنموي الجديد” بالنسبة للمغرب، مجددا التأكيد على أن هناك آفاقا واعدة للعمل المشترك، خصوصا وأن هذا العام يصادف، حسب المتحدث، تطوير العلاقات الصينية العربية والعلاقات الصينية الإفريقية.
وأعرب المسؤول الصيني عن آماله في الإقلاع أكثر بالعلاقات المغربية – الصينية والتعاون على واجهات مختلفة في الاقتصاد والطاقة المتجددة وغيرها من مجالات الاهتمام المشتركة، مشيرا إلى أن المغرب يعد البلد الأول عربيا الذي تفتتح فيه الصين ثلاث معاهد “كونفوشيوس” والتي تشتغل على تعليم اللغة والثقافة الصينية، مبرزا في هذا الصدد أن هناك إقبالا مهما على هذه المعاهد من قبل المغاربة، والتي تتيح للعديد من الطلبة لمتابعة دراستهم بالجامعات الصينية.
وجدد يونز تأكيده على أن هناك تبادلا ثقافيا مهما بين الشعب الصيني والمغربي، مردفا أن الصين والمغرب يفكران في وضع خطوط طيران مباشرة ومكثفة لرفع التبادل بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتيح لعدد أكبر من السياح الصينين زيارة المغرب، إذ قال إن وضع خطوط مباشرة للطيران ورفع وتيرتها سيرفع عدد السياح الصينيين للمغرب إلى 500 ألف.
وأوضح المسؤول الصيني أن الشعب الصيني يحب المغرب والمناظر الطبيعية التي يزخر بها، مشيرا إلى أن عدد السياح سيصل بسهولة إلى 500 ألف وأكثر في إطار رفع التعاون على المستوى السياحي ومستويات أخرى.
وإلى جانب العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين، توقف لي يونز عند متانة العلاقات التي تربط حزب التقدم والاشتراكية مع الحزب الشيوعي الصيني، والتي قال إنها تنبعث من توجهات فكرية ورؤية مشتركة.
ونوه لي يونز بالتطور الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين الحزبين، التي قال إنها تستمد قوتها من التشبع بنفس المبادئ وبالعمل المشترك للدفاع عن مصالح الوطن، مؤكدا على ضرورة الارتقاء بهذه العلاقات إلى آفاق جديد، حيث قدم في هذا الصدد، دعوة خاصة للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وقيادة الحزب لزيارة العاصمة الصينية بكين، وكذا دعوة أخرى لشباب للحزب للمشاركة في نشاط شبابي نونبر المقبل بالصين الشعبية.
ودعا يونز إلى ترسيخ أكبر للعلاقات الثنائية بين حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني، وتبادل الخبرات والزيارات بين هيئات الحزب، وتعزيز التواصل والتعاون في مستويات مختلفة.
هذا، وكان اللقاء قد عرف في ختامه، تبادل هدايا تذكارية بين الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ولي يونز رئيس الهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي، بالإضافة إلى تبادل وثائق اللجنة المركزية لكل من حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني.
< محمد توفيق أمزيان
< تصوير: رضوان موسى