أكدت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن نفي الوزارة بخصوص الوثيقة المتداولة بشأن عدم مطابقة مياه معدنية طبيعية لمعايير الجودة مشكوك فيه، مبرزة أنه بعد تحليل مضامين الرسالة من طرف مختصين خلصوا إلى أن مضمونها إداري محض.
وشددت الجامعة في بلاغ لها، على أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ملزمة بتنوير المستهلك المغربي في هذه النازلة، شأنها شأن باقي القضايا التي تهم صحة المغاربة، وذلك عبر بلاغ رسمي، وليس نقلا عن مسؤولين بالوزارة دون ذكر اسمهم؛
وذكرت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك أن نفس الواقعة كانت قد حدثت سنة 2022 مع شركة أخرى وكانت الجامعة سباقة إلى تحذير عموم المستهلكين حولها، لتقر الشركة المنتجة بالمشكل، فيما لزمت وزارة الصحة حينها الصمت ولم تكلف نفسها عناء إصدار بلاغ للمواطنين.
وأكدت الجامعية على أن الخطر 0 “صفر” في استهلاك المياه المذكورة غير مضمون على غرار باقي الأنواع المنتجة والمسوقة ببلادنا/ طالما أن هناك تشجيعا على حماية الشركات عوض حماية صحة المواطن المغربي، مشيرة إلى أن ظروف نقل مياه الشرب المعبأة وتوزيعها والخطورة المحتملة لجزيئات البلاستيك microplastiques المماسة لهذه المياه قائمة.
ودعت الجامعة المواطنين وكافة المستهلكين إلى أخذ الحيطة والحذر عند استهلاك مياه الشرب المعلبة، داعية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في مراقبة إنتاج وتوزيع المياه المعدنية وجميع أنواع مياه الشرب ذات الاستهلاك الآدمي، معتبرة صحة المستهلك المغربي خطا أحمر، لا يمكن لأي كان التلاعب بها وجعلها مطية للربح السريع.
هذا، وأثارت “وثيقة” يفترض أنها صادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب، موجهة من المندوب الإقليمي للوزارة إلى المدير الجهوي في جهة الدار البيضاء – سطات، هلعا في نفوس مغاربة يستهلكون المياه المعدنية المعبأة، خاصة في ظل غياب أي توضيح رسمي من السلطات الصحية المعنية.
ويؤكد موضوع الوثيقة، التي انتشرت بشكل واسع عبر الوسائط الاجتماعية وتطبيقات التواصل الفوري، عدم مطابقة مياه معدنية طبيعية من علامة “عين أطلس” الدفعة Z4X6-PC09 g Z4X6-PBVR لمعايير الجودة المتبعة.
وتبرز الوثيقة المفترضة أن الفحص الصحي الذي أجراه قسم الصحة البيئية كشف أن عينة من المياه المعبأة المأخوذة من محلبة لا تتوافق مع المعايير المطلوبة، كما تم تأكيد هذه النتيجة من خلال فحص ثان لعينة من نفس الدفعة.
وبناء على هذه النتائج، تطلب الوثيقة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا الوضع.
وفي هذا الصدد، وبعد ساعات من انتشار الوثيقة، أفاد مصدر مسؤول بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن الوثيقة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل شعار مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، “غير رسمية وغير صحيحة بتاتا”، إلا أنه لم يصدر أي بيان أو بلاغ رسمي لتوضيح خلفيات الموضوع حتى الساعة.
وشدد المصدر ذاته، على أن المعلومات التي تحتوي عليها الوثيقة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص عدم مطابقة المياه المعدنية الطبيعية لشركة “عين أطلس” “ليست صحيحة ولا أساس لها من الصحة”.
وبين تحذير حماة المستهلك، واكتفاء وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بنفي صحة الوثيقة عبر أحد أطرها في تصريح صحفي، دون أي توضيح رسمي، يبقى المواطن “معلقا”، خاصة أن فئة واسعة من المغاربة تعتمد في استهلاكها للمياه على المياه المعبأة سواء منها المعدنية أو المصفاة.
عبد الصمد ادنيدن