بيت الصحافة

في طنجة أشرف جلالة الملك على تدشين «بيت الصحافة»، وهو مركب سوسيو – ثقافي، وفضاء تواصل وبحث ولقاء وتكوين لمهنيي الإعلام والصحافة المغاربة، ومن شأنه تمكينهم من الانفتاح والتفاعل مع محيطهم المهني العربي والمتوسطي…
«بيت الصحافة» يجسد مبادرة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية عملت عليها منذ سنوات، وتم التوقيع على اتفاقية شراكة للتمويل بتاريخ 25 مارس2010 من لدن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ووالي جهة طنجة تطوان والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية ورؤساء الهيئات المنتخبة بطنجة، بالإضافة إلى كاتب فرع طنجة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وبقيت نقابة الصحفيين، وخصوصا فرعها في طنجة، قابضة على هذا الحلم، ومدافعة عنه وعن ضرورة إخراجه إلى حيز الوجود.
أول أمس الاثنين أعلن عن ميلاده، وكان الإعلان إشارة قوية من أعلى سلطة في البلاد، ومثل الفعل احتضانا ملكيا لهذه الدينامية المجسدة لانفتاح مدينة طنجة، وتثمينا لإشعاعها المتوسطي والعالمي، ودعما لتطلع النقابة الوطنية للصحافة المغربية كي تعزز دورها الإقليمي والمتوسطي، بما يثري التجارب المهنية للصحفيين المغاربة، ويقوي التواصل والحوار بين بلدان ونخب المنطقة المتوسطية.
«بيت الصحافة» في طنجة، وهو الأول من نوعه ليس فقط وطنيا وإنما أيضا على الصعيدين العربي والإفريقي، يراد منه تفعيل واحتضان برامج للتكوين والتكوين المستمر لفائدة الصحفيين المغاربة، وأيضا تعزيز مشاريع البحث والتفكير، وإنضاج الأفكار بغاية تطوير الإعلام الوطني والنهوض بأخلاقيات المهنة وتأهيل الممارسة المهنية في بلادنا، وذلك في تفاعل مستمر مع تجارب إقليمية ودولية.
ولهذا يجب أن يحرص كل الشركاء المعنيين بهذه المؤسسة ومستقبلها على صيانتها وتمويلها وديمومتها، كما يجب اعتبار الإشارة الملكية مقدمة لتنكب السلطات العمومية على تحقيق بنيات تحتية وبرامج بهذا الخصوص من شأنها تحسين الخدمات الاجتماعية وفضاءات الاصطياف والأندية الموجهة لمهنيي الصحافة وأسرهم بمدن مختلفة، وبالتالي النهوض بالأوضاع الاجتماعية لهذه الفئة التي لا تتوفر اليوم على خدمات من هذا النوع.
من جهة أخرى يعيد التدشين الملكي لـ «بيت الصحافة» بطنجة التذكير بمحورية الإعلام ودوره في إشعاع صورة المملكة والدفاع عن قضاياها الوطنية المشروعة ومصالحها الحيوية، وأيضا في تمتين الاستقرار المجتمعي وترسيخ الخيارات الديمقراطية والتنموية في البلاد، ومن ثم لابد للمغرب أن يطور اليوم تميزه الديمقراطي بحضور قوي على الواجهة الإعلامية داخل البلاد وخارجها، وخصوصا في محيطه العربي والمتوسطي.
إن صورة جلالة الملك وهو يشرف على تدشين «بيت الصحافة» في طنجة، ثم وهو يتحدث إلى مسؤولين ومهنيين في ميدان الإعلام، وأيضا وهو يحتضن هذا المولود الأول من نوعه في بلادنا والمنطقة، ترمز إلى حرص ملكي واضح على التفاعل مع انتظارات مهنيي الإعلام الوطني، وإلى تطلع المجتمع برمته إلى امتلاك إعلام مغربي قوي وأكثر إشعاعا ومهنية و… تميزا.
[email protected]

Top