مؤتمر الأمن الغذائي العربي يوصي بإنشاء بورصة زراعية عربية

 

أوصى مؤتمر الأمن الغذائي العربي، في ختام أشغاله الثلاثاء بمراكش، بإنشاء بورصة زراعية عربية لتنمية التبادل التجاري في السلع الزراعية بين مختلف الدول العربية. ودعا المشاركون من خلال التوصيات التي توجت أشغال المؤتمر المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى تطوير سلاسل الإمداد والنقل واللوجستيك والفرز والتعبئة والتخزين في كل دولة عربية، والاهتمام بموضوع المواصفات والمقاييس لصالح توريد الإنتاج الزراعي إلى دول العالم. وأكدوا على ضرورة تعزيز دور الحكومات العربية في دعم مبادرات الأمن الغذائي، من خلال الإرادة السياسية الواضحة، وتحول الدول بمختلف هيئاتها من المشغل الرئيسي إلى المنظم والداعم وممهد الطريق للقطاع الخاص، داعين إلى الاستفادة من مبادرات ودراسات الهيئات التابعة لجامعة الدول العربية والهيئات المتخصصة في مجال الزراعة والمبادرات التي تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية على مستوى الوطن العربي. كما أكدت التوصيات على الطابع الملح لتيسير تخصيص الأراضي، خاصة وأن استغلال أراضي كافة الدول العربية لا يتجاوز 10 في المائة، فضلا عن بناء التكامل اللازم بين الدول العربية بناء على خصوصيات كل دولة، لا سيما المتعلقة بخصوصيات التربة والمواسم والموارد المائية. كما أوصى المؤتمر بالعمل على “إزالة كافة المعوقات غير الجمركية لتنمية التبادل التجاري، خاصة في الصناعة الزراعية وتوحيد المواصفات”، والتركيز على البحث العلمي والابتكار ودعم رواد الأعمال في المجال الفلاحي، وخلق تعاونيات للجمع بين رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن التميز الزراعي في مجال الصناعات الغذائية لتعظيم القيمة المضافة. وتضمنت التوصيات أيضا، الدعوة إلى تسهيل التمويل للحصول على التكنولوجيا الذكية في المجال الزراعي والتصنيع الغذائي، بالإضافة إلى خلق سوق عمل منظم وربط برامج التعليم في الوطن العربي باحتياجات السوق. ودعا المؤتمر ، كذلك، الشركات الفلاحية وتلك العاملة في مجال الصناعات الغذائية إلى الاشتراك في منصة “سوق الغذاء العربي”، للاستفادة من شراكات واسعة مع جميع الشركات العربية ذات الصلة، وكذلك من تجربة المكتب العربي لرواد الأعمال الزراعيين بلبنان. وشكلت الدعوة إلى رفع هذه التوصيات إلى القمة العربية، التي ستعقد في الربع الأول من السنة المقبلة في مملكة البحرين، توصية من بين أهم التوصيات التي تمخضت عن مؤتمر الأمن الغذائي العربي ودور الصناعات الغذائية في تحقيقه. يشار إلى أن هذا المؤتمر، الذي نظم على مدى يومين، شكل مناسبة سانحة للمشاركين لمناقشة ملف الأمن الغذائي بالوطن العربي، وفرصة هامة لتبادل الرؤى والتجارب حول ما يواجهه من تحديات ورهانات مستقبلية في ظل تداعيات الأزمات الصحية والمناخية ومختلف المتغيرات الدولية. واستعرض المشاركون خلال ورشات المؤتمر الأهمية الكبرى لمسألة اعتماد الزراعة المستدامة وتقنيات الزراعة الذكية التي أتاحتها التكنولوجيا الزراعية والثورة الصناعية الرابعة من أجل التعاطي الناجع مع مختلف التحديات أهمها محدودية الموارد والنهوض بالإنتاج وكفاءته.

Top