آلاء كويطع: ذخائر المكتبة ذاكرة نريد حفظها واقتسامها مع المواطنين حرصا منا على دمقرطة المعرفة والثقافة من أجل مستقبل مشترك

في إطار مشاركاتها السنوية في نسخ المعرض الدولي للنشر والكتاب، اختارت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية أن تشارك هده السنة بتيمة خاصة ومتميزة، من خلال عرض الدخائر التي تتوفر عليها أمام الجمهور الواسع وزوار المعرض الدولي للكتاب الذي يختتم فعالياته الأحد المقبل.

ومن خلال جولة في رواق المكتبة الوطنية، يجد زوار عرضا من المخطوطات التي تتوفر عليها المؤسسة، فضلا عروض وتوضيحات حول العديد من الذخائر المهمة من كتب ومنشورات ومخطوطات تاريخية، فضلا عن التعريف بها وتقديم دليل ثقافي وعلمي للراغبين في استكشاف تاريخ المكتبة، بالإضافة إلى عرض خاص لبعض النوادر والمنشورات أمام العموم، إلى جانب دليل حول العمل الذي تقوم به هذه المؤسسة في إبراز الثقافة المغربية المتنوعة وصيانة التراث الأدبي والثقافي.

ويقدم القائمون على رواق المكتبة الوطنية معلومات للوافدين على فضاء المكتبة من خلال التواصل والتوجيه والتوضيح، وذلك على اعتبار أدوار المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، التي إلى جانب كونها فضاء للبحث والقراءة، تعمل على صيانة الموروث الثقافي الوطني والانساني وتثمينه، لتجسير الماضي والمستقبل وترسيخ الهوية الثقافية المغربية عبر الأجيال.

مناسبة متجددة للتواصل مع  جمهور جديد

في هذا السياق، قالت آلاء كويطع المسؤولة عن فضاء المكتبة الوطنية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب إن المعرض يشكل حدثا رئيسيا في المشهد الثقافي المغربي، وهو فرصة سانحة  للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية كي تنفتح على جمهور أوسع و بالتالي تجدد لقاءها مع المهتمين بالقراءة و الشغوفين بالثقافة و المعرفة.

وأضافت كويطع أن مشاركة المكتبة الوطنية في المعرض يأتي انطلاقا من مكانتها كمؤسسة ثقافية في صلب مهن الكتاب، كما تعتبر المؤسسة هذا الحدث مناسبة متجددة للتواصل مع  جمهور جديد، والتفاعل مع مختلف  دور النشر المحلية والعربية والعالمية، وكذا الهيئات والجمعيات الثقافية.

وزادت المسؤولة بالمكتبة الوطنية والمشرفة على رواقها بالمعرض أن حضور هذا الحدث الثقافي الوطني البارز مناسبة أيضا، لتعريف زوار المعرض بمنجزات المكتبة، سواء على مستوى خدماتها أو على مستوى اختصاصاتها في تثمين الرصيد الوثائقي وكذا جمع وحفظ  التراث المكتوب.

وشددت المتحدثة على أن اختيار هذه التيمة، يأتي رغبة من المكتبة في صون الذاكرة، حيث قالت في هذا الصدد “إنها ذاكرة، نريد حفظها وفي الوقت ذاته اقتسامها مع المواطنات والمواطنين المغاربة حرصا منا على دمقرطة المعرفة والثقافة لأجل مستقبل مشترك، مبرزة أنه لهذه الغاية تشارك المكتبة الوطنية للمملكة المغربية في الدورة 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب تحت  شعار “ذخائر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ذاكرة مشتركة”.

صيانة التراث المكتوب

إلى ذلك، يقدم رواق المكتبة الوطنية توضيحات أكثر للزوار حول عمل المكتبة الرئيس في صون التراث، حيث توضح إدارة المكتبة أن جمع وحفظ ومعالجة ونشر التراث الوثائقي الوطني، من المهام الأساسية للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية.  حيث تضم أكثر من 34 ألف عنوان من المخطوطات؛ وما يزيد عن 382 ألفا من الكتب النادرة؛ بالإضافة إلى رصيد مهم من الدوريات، يزيد عددها عن 20 ألف عنوان، منها 14 ألف عنوان من المجلات، و6105 عنوان من الجرائد؛ إلى جانب الرصيد الإيكونوغرافي (خرائط، تصاميم، صور، مجموعات فنية وأثرية قديمة) الذي يضم ما يزيد عن 67 ألف وثيقة.

وللحفاظ على هذا الرصيد الوثائقي النادر، تؤكد إدارة المكتبة الوطنية أنها خصصت برج المعرفة بالمكتبة لحمايته وفق شروط بيئية وتقنية ملائمة. كما تتوفر المؤسسة على مختبرات الترميم والتصوير والتسفير.

وأبرزت إدارة المكتبة أنه قصد تثمين هذا التراث الوثائقي، تمت رقمنته، حسب القيمة التاريخية والمعرفية، بفضل الشراكات الناجحة مع دول صديقة كاليابان، وأيضا بعض المؤسسات والشركات الوطنية.

المكتبة الرقمية.. واجهة على المعرفة والتراث

وفي إطار ديناميتها ومواكبتها لمختلف المستجدات الرقمية والتكنولوجيا، اشتغلت المكتبة الوطنية على وضع مكتبة رقمية، تتيح للجمهور الواسع الاضطلاع والولوج إلى عالم الثقافة والقراءة والتراث، حيث يرى القائمون على المؤسسة أن هذا العامل أساسي لتطوير مجتمع المعرفة،  لذا تعتبر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية الرقمنة إحدى أولوياتها وأوراشها الأساسية.

وحسب إدارة المكتبة فمشروع رقمنة الرصيد الوثائقي النادر المتوفر في المكتبة الوطنية هو مشروع استراتيجي، يروم تثمين هذا الرصيد والحفاظ عليه، حيث يبلغ الرصيد الوثائقي المرقمن بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية ما يزيد عن 6 مليون و110 ألف صفحة من مختلف الحوامل الوثائقية ومن أبرزها المخطوطات.

الايداع القانوني.. شاهد على ذاكرة النشر بالمغرب

وتستعرض المكتبة الوطنية إلى جانب رصيدها الآخر، الايداع القانوني الذي يعد مرفقا استثنائيا بهذه المؤسسة، كما يعتبر عنصرا أساسيا في جمع وحفظ وتنظيم الرصيد الوثائقي الوطني.

وتعد المكتبة الوطنية للمملكة المغربية الهيأة الرسمية المكلفة بمهمة تسلم وتدبير الإيداع القانوني والترقيم الدولي(ISSN / ISBN)، من خلال الوكالة الببليوغرافية الوطنية، والتي أوكلت إليها مهمة أساسية، تتمثل في إعداد البيبليوغرافيا الوطنية، التي تضم كل ما يصدر بالتراب الوطني، من كتب ودوريات، كما ينص على ذلك القانون المنظم لها، والصادر بالجريدة الرسمية.

المجموعات المهداة.. ذخائر هامة

إلى جانب ما سبق، تتوفر المكتبة الوطنية على ذخائر خاصة ومتميزة والتي تتمثل في المجموعات المهداة، وهي تلك المكتبات الخاصة، لشخصيات وعائلات، تم إهداؤها الى المكتبة الوطنية. وهي عبارة أيضا ن  مجموعات من الكتب والمخطوطات ومختلف الحوامل الوثائقية، ذات القيمة المعرفية والتاريخية. 

وتشرف المكتبة الوطنية للمملكة المغربية على تثمين هذا التراث الأدبي الهام، وتعمل على احتضان مكتبات خاصة لشخصيات وطنية وأجنبية، ساهمت في التاريخ المعاصر، لتشكل هذه المكتبات الخاصة إضافة نوعية لذخائر المكتبة الوطنية التي تعد كنزا ثقافيا إلى جانب المكتبة الكبيرة من الكتب والمنشورات الفلسفية والفكرية والثقافية والأدبية، والإصدارات التي تهم مختلف المجالات.

محمد توفيق أمزيان
تصوير: رضوان موسى

Top