البحث العلمي والابتكار في الميدان الزراعي يجمع مسؤليين دوليين بالملتقى الدولي للفلاحة بمكناس

انطلقت أشغال الدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي تحتضنه مدينة مكناس، أمس الثلاثاء 23 أبريل الجاري، بعد أن ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أول أمس الاثنين بمشور الستينية – صهريج السواني بمكناس، حفل افتتاح الدورة الـ 16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 22 إلى 28 أبريل الجاري، تحت شعار “المناخ والفلاحة.. من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”.

وعرفت الندوة رفيعة المستوى للبحوث الزراعية، الجلسة الافتتاحية من خلال مشاركة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، وكذا مفوضة الاقتصاد الريفي والزراعة في الاتحاد الإفريقي جوزيفا ساكو، ووزير الزراعة والثروة السمكية والأغذية الإسباني لويس بلاناس، ثم نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ماري هيلين سيميدو.

في الإطار ذاته، قال وزير الفلاحة المغربي، إن المحاضرة رفيعة المستوى حول الموضوع المهم جدا حول دور البحث الزراعي لمواجهة التحديات المناخية، فالمعادة في هذه الظريفة والصدمات المناخية هي معادة الإنتاجية أكثر وتنوع المنتوجات ولكن بأقل ما يمكن من الموارد الطبية وخاصة الماء والتربة، فهذه المعادلة لا يمكن حلها إلا بالبحث والابتكار وطرق ممارسة جديدة مستدامة التنمية الزراعية والفلاحية، وه موضوع الندوة العالمية بفعل مشاركة مسؤوليين دوليين ووزراء خاصة من دول الإفريقية، وهذا موضوع يهم إفريقيا خاصة والبحر الأبيض المتوسط أيضا، كما تعرف مشاركة خبراء من العديد من دول العالم.

وأكد صديقي، أن هذه المحاضرة ستعطي مخرجات وأسس لأجل التوجيه برامج البحث والتدبير برامج البحث الزراعي العلمي وكذلك أسس التعاون الدولي لأن البحث العلمي والابتكار ليس له حدود، فيجب التعاون حول هذه الإشكالية والمعضلة الكبيرة ويدخل في إطار دور المملكة المغربية في التعاون الدولي جنوب جنوب والتعاون مع البحر الأبيض المتوسط واسبانيا مثلا وهو شريك وضيف شرف والتي سيتم تقاسم الخبرات معها والمشاكل.

وأشار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى أن حضور إسبانيا كضيف شرف، سيشكل قفزة نوعية ستكون فيما يخص البحث العلمي بصفة عامة لإيجاد حلول فيما يخص الفلاحة التي يجب أن تكون فعالة ايكولوجيا ومستدامة.

من جانبها، نبهت جوزيفا ساكو، مفوضة الاقتصاد الريفي والزراعي في الاتحاد الإفريقي، إلى أن المجاعة تفاقمت خاصة في إفريقيا، مؤكدة أنه يجب العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأيضا أجندة الاتحاد الإفريقي 2060.

وأضافات ساكو، أن الإنتاجية الزراعية لم تواكب صيرورة النمو الديموغرافي السريع والاقتصادي، على الرغم من تغير المناخ والري والمعارف والتمويل والأسواق والنزاعات خاصة بين روسيا وأكورانيا والأمراض التي تصيب النباتات والقدرات المحدودة للمزارعين، مضيفة أن مضاعفة الإنتاج والاستدامة مهمة لضمان الزراعة المستدامة ومضاعفة الأمن الغذائي والموارد وخلق فرص العمل لشباب.

وقالت المسؤولة الإفريقية، “نحن دائما ما نفقد مناصب العمل اللائقة، فالبحث والابتكار هي أدوات أساسية من أجل الزيادة في الإنتاج وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في القارة الإفريقية”، مضيفة أن “البلدان التي استطاعت الاستجابة لأمنها الغذائية من خلال قاعدة البحوث العلمية لمواجهة التحديات وتقوية منظومة البحوث والابتكار، أدى إلى إطلاق الاتحاد الإفريقي أنشطة موجهة للزراعة وهي في طور الانتماء في البحث والابتكار من بعد أجندة ملابو والتي تنتهي في 2025 .

من جهته شكر ووزير الزراعة والثروة السمكية والأغذية الإسباني لويس بلاناس، جلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية على الدعوة التي وجهة لإسبانيا لحضور المعرض الدولي واعتبارها ضيف هذه السنة.

وأبرز بلاناس، أن إسبانيا تركز على البحث العلمي والابتكار في مجال الفلاحة لمواجة تحديات تغير المناخ، مشيرا إلى أن هذا “ما يجمع إسبانيا والمغرب، ويجب أن يكون هناك رد فعل للجميع اتجاه هذه التحديات المشتركة”.

وأضاف الوزير الإسباني، أن الأمن الغذائي هو نقطة عالمية مبرزا أن العالم في لحظة مهمة حول مستقبل الفلاحة وتغيير المناخ وهو ما يؤثر على المزارعين، كما أكد على أهمية تقليص نتائج التغيرات المناخية من خلال البحث عن حلول في الفلاحة المستدامة وأيضا البحث العلمي والابتكار للوصول إلى أنظمة صامدة في مواجهة التغيرات المنتاخية.

وأوضوح المتحدث ذاته، أنه من هلال هذه الأفكار وأفكار أخرى سيتم خلق مناصب شغل جديدة والحفاظ على المناصب الأخرى، مشيرا إلى أهمية الحفاظ أيضا على المواد الطبيعية بالتركيز على البحث العلمي كرافعة أساسية في الميدان الفلاحي والزراعي.

 أنس معطى الله

Top