الكعبي يقدح شرارة انطلاقة متأخرة نحو نجومية مختلفة

خمسة أهداف في أسبوع واحد لأيوب الكعبي كانت كفيلة بجعل المهاجم المغربي يخطف الأضواء ويصبح كابوس أستون فيلا الانجليزي ومدربه المتخصص بإحراز الألقاب القارية الإسباني أوناي إيمري، بعد أن قاد ناديه أولمبياكوس اليوناني إلى تحقيق مفاجأة ببلوغ نهائي مسابقة المؤتمر الأوروبي “كونفرنس ليغ”.
ومع أن الكعبي لا يعد لاعبا صغير السن (30 عاما)، إلا أن ليلتيه الأوروبيتين قد تكونان شرارة انطلاقة متأخرة نحو نجومية مختلفة.
بالنظر إلى مسيرة الكعبي، لم يكن بالسهولة توقع بروزه على الساحة الأوروبية وفي مواجهة قوية كما حصل ضد أستون فيلا، فبعد أن دك مرمى الأخير بثلاثية نارية في لقاء الذهاب خارج قواعده في “فيلا بارك” (4-2)، في موسم يقدم فيه النادي الإنجليزي أفضل عروضه، عاد وسجل هدفين في مرمى إيميليانو مارتينيز حارس منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم 2022، والتي وللمفارقة غاب عنها الكعبي.
لم يحظ أيوب قبل وصوله إلى أولمبياكس بمسيرة مستقرة، فهو عانى الأمرين كي يفرض نفسه بطريقة تسمح له بالانضمام إلى ناد أوروبي كبير، رغم سجله التهديفي الرفيع في محطاته السابقة.
وعززت الأهداف الخمسة من رصيد مشجع نادي ريال مدريد الإسباني الذي يخوض مشاركته القارية الأولى هذا الموسم، إلى 10 أهداف في 8 مباريات بالمسابقة القارية.
كما سج ل هدفه الـ 15 في 18 مباراة في أوروبا هذا الموسم (من ضمنها الأدوار التمهيدية وصولا إلى دور المجموعات في الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” حيث احتل أولمبياكوس المركز الثالث في مجموعته)، ليصبح أكثر لاعب يسجل في مسابقة قارية هذا الموسم.
ولم يسبق لأي لاعب إفريقي أن سجل هذا العدد من الأهداف في موسم واحد ضمن أي من المسابقات القارية.
كما كان الكعبي قد أصبح أول لاعب يسجل ثلاثية (هاتريك) في الدور نصف النهائي لهذه المسابقة الذي حسمه أولمبياكوس 6-2 بمجموع المباراتين.
وضمن أولمبياكوس خوض المباراة النهائية في عاصمة بلاده في 29 ماي الحالي ضد فيورونتينا الإيطالي وصيف النسخة الأخيرة، والذي تعادل مع مضيفه كلوب بروج البلجيكي 1-1 الأربعاء بعدما فاز 3-2 ذهابا في فلورنسا.
وقال الدولي المغربي الكعبي بعد نهاية المباراة لقناة (كوسموت) “إنها لحظة كبيرة، لقد تغلبنا على العديد من الصعوبات للوصول إلى هذه المرحلة”.
وتابع “كنا مركزين للغاية في المباراتين. كنا نعلم أن أستون فيلا فريق عظيم، لكننا وثقنا في قدراتنا”.
وأردف الكعبي الذي قاد فريقه إلى نهائي مسابقة قارية للمر ة الأولى في تاريخه “أتمنى أن نلعب بشكل جيد في النهائي”.
قبل وصوله إلى أولمبياكوس صيف عام 2023، لعب الكعبي لموسمين مع هاتاي سبور التركي الذي كان فعليا محطته الأولى في أوروبا.
خلال هذه الفترة، نجح في تسجيل 26 هدفا في 55 مباراة، إلا ان موسمه الثاني مع الفريق وصل إلى نهاية مبكرة بعد أن انسحب من الدوري بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وأدى إلى تدمير مقر النادي.
ولإنقاذ موسمه، انضم الكعبي إلى نادي السد القطري حيث سجل معه 6 أهداف في 13 مباراة.
وفي الصيف الماضي، توصل الكعبي إلى اتفاق مع أولمبياكوس لينضم إليه في صفقة انتقال حر وهنا بدأت حكاية التألق، إذ يحتل حاليا صدارة هدافي الدوري اليوناني.
وهذا ليس بأمر غريب للاعب كان هداف الدوري المغربي في موسم 2020-2021 برصيد 18 هدفا.
سيكون الكعبي الذي يعتبر محمد التيمومي أفضل لاعب مغربي في التاريخ، على موعد بالغ الأهمية في حال تمكن من قيادة فريقه إلى لقبه القاري الأول على الإطلاق في المواجهة النهائية أمام فيورونتينا.
بعث برسائل متعددة الاتجاهات رفعت أسهمه على صعيدي الأندية والمنتخب المغربي الذي غاب عن مشاركته التاريخية في مونديال 2022 قبل استدعائه من المدرب وليد الركراكي لخوض كأس أمم إفريقيا 2023 الأخيرة بكوت ديفوار.

Top