سافر رواد المسرح المغربي والفلكلور الشعبي بالجالية المغربية المقيمة باسبانيا خاصة مدينة ليريدا، إلى الوطن، عبر برنامج حافل بالتراث والتقاليد المغربية الخالصة، خلال فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان السنوي للفنون الحية وفنون الشارع “Festival Enre9” الذي أسدل الستار عتى فعاليته مساء أمس الأحد.
وتفاعلت الجالية المغربية وضيوف المهرجان من جنسيات مختلفة مع البرنامج المغربي المتنوع، بشكل ملفت، إذ عملت جمعية نوستالجيا العائلية بليريدا على تسطير برنامج بطعم مغربي خالص، بدءا من الفلكلور المغربي الشعبي مع فرقة جواهر وصولا إلى تنظيم أنشطة ترفيهية مستوحاة من الهوية الثقافية المغربية داخل خيمة تقليدية بتصميم مغربي (خزانة) من قبيل النقش بالحناء.
ومن أبرز الأنشطة التي تدخل في إطار البرنامج المغربي، والتي عرفت تفاعلا كبيرا من قبل زوار المهرجان، العرض الذي قدمه رواد المسرح الصامت، المنضوون تحت لواء جمعية فضالة أكروبات لفنون السيرك والمسرح، الذين قدموا من مدينة المحمدية للمشاركة في هذه التظاهرة الكبيرة قصد التعريف بالمنتج الفني التقليدي وفنون السيرك والألعاب البهلوانية.
وقد شهدت شوارع ماريولا وتورو دي غارديني ومباني جوان كارليس، على مدى ثلاثة أيام، عروضا احترافية ومجتمعية وتقليدية وشعبية، شاركت في إنجاحها جمعية نوستالجيا العائلية التي تجمع مغاربة العالم بليريدا إلى جانب جمعيات أخرى بالمنطقة.
هذا وعرف المهرجان، في نسخته الثالثة، أزيد من خمسين عرضا احترافيا ومجتمعيا، إضافة إلى فقرات من الثقافة الشعبية والتقليدية، إذ يعد “Enre9” مهرجانا للفنون المسرحية في Zona9 de Lleida، يتم تنظيمه نهاية كل أسبوع ثالث من شهر ماي، حيث تمتلئ الساحات والشوارع بالسيرك والمسرح والرقص والألعاب وورش العمل والموسيقى والثقافة الشعبية وغير ذلك.
وفي هذا الصدد، قال زكرياء سروري، رئيس جمعية نوستالجيا العائلية بليريدا، إن فكرة مهرجان Enre9 ولدت من عمل شبكات مجتمع Zona9 المختلفة (لا ماريولا، تورو دي غارديني وبلوكس جوان كارليس)، بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي، وإنشاء الروابط وتنفيذ المشاريع الملهمة، مضيفا أنه “لذلك فهو مشروع ثقافي واجتماعي ولد من العمل الذي قامت به نفس الشبكات المجتمعية في المنطقة والذي يتمتع أيضا بمشاركة وتعاون قويين من نسيجها الجمعوي والجوار”.
وأبرز رئيس الجمعية المشاركة في تنظيم هذا المهرجان، في تصريح صحفي لجريدة بيان اليوم، أن المهرجان يرحب بالشركات المهنية من جميع أنحاء العالم، والعروض المجتمعية والشاملة من العمل مع السكان المحليين، بالإضافة إلى الأعمال ذات الطابع الشعبي والتقليدي، مؤكدا أن النتيجة هي مهرجان تتقاطع فيه الفنون والثقافة وأصولنا والتنوع والشمول والمساعدة المتبادلة والمشاركة المجتمعية.
وأشار زكرياء سروري إلى أن برنامج المهرجان بأكمله مجاني ويجمع بين العروض الاحترافية والعروض المجتمعية (الناشئة عن الأعمال السابقة التي تم إنجازها مع المجموعات الجماعية في المنطقة)، والعروض ذات الطبيعة الشعبية والتقليدية من كل مكان، مبرزا أن هناك أيضا برمجة ومساحات شاملة، وفعاليات وأنشطة موازية متنوعة، سواء خلال أيام المهرجان أو في الأشهر السابقة.
*****************
لإنريك بلاسي: مشاركة الفرق المغربية مهمة جدا والفن يساعدنا على بناء مجتمعات أكثر عدلا
قال إنريك بلاسي، مدير مهرجان Enre9، عضو في فرقة الكوميديين LaBaldufa، إنه “من المهم جدا أن تشارك الجالية المغربية في المهرجان لعدة أسباب، أهمها أنهم حاضرة عدديا بشكل كبير. وهو أمر طبيعي، فمدينة Lleida تعتبرمن أكثر المدن الأوروبية التي تضم أكبر حضور لذوي الأصول المغربية”.
وأضاف بلسي في حوار مع جريدة بيان اليوم، إن المغاربة باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى، من المهم أن يشاركوا أيضا في جميع الفعاليات الثقافية التي تقام في مدينتنا.
واعتبر بلاسي أن الشباب هم دائما أصعب جمهور يمكن الوصول إليه، لأنهم في سن يشعرون فيه بأنهم لا يريدون الانتماء إلى المجتمع الذي بنيناه نحن الكبار، وهم دائما أصعب جمهور يمكن الوصول إليه.
وشدد بلاسي على أن مهرجان Enre9 يعد محفزا يولد روابط جيدة جدًا بين مختلف الجنسيات والأعراق في الحي، ويتماشى مع فكرة تحويل الحي الذي يعاني من العديد من التعقيدات واستخدام الثقافة كأداة للتحول الاجتماعي.
وهذا نص الحوار:
*ما هي أهمية الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص في حياة الإنسان ؟
* لقد كانت الثقافة دائما تهدف إلى تشكيل جزء أقل ماديا، وأكثر من الروح. لقد كانت لدينا أيضا وظيفة الروح النقدية، المتمثلة في جعل المواطنين، في لحظة معينة، بفضل الثقافة، قادرين على التفكير في شكل العالم الذي نعيش فيه والعالم الذي نتجه إليه.
والفن بشكل عام يساعدنا على بناء مجتمعات أكثر عدلا ويساهم في صنع أشخاص أفضل، لأنه يزيد من التعاطف، والنظر إلى بعضنا البعض في وجه المجموعات المختلفة.
وبالحديث بشكل خاص عن مهرجان Enre9، فإن المهرجان يقام بمنطقة مهمشة للغاية في مدينة ليريدا، حيث توجد مجموعات مختلفة تعيش حياة ليست سهلة مثل بقية المدينة، وهنا تساعدنا الثقافة أيضا على نسج التواطؤ بين المجموعات المختلفة وتقديم حل للأولاد والبنات في الحي، وهو حي موصوم حيث لم يكن لديهم ذلك دائمًا.
يعد مهرجان Enre9 مهرجانا محفزا يولد روابط جيدة جدًا بين مختلف الجنسيات والأعراق في الحي، ويتماشى مع فكرة تحويل الحي الذي يعاني من العديد من التعقيدات واستخدام الثقافة كأداة للتحول الاجتماعي.
*ما هي سبل تحفيز وتشجيع الشباب على المشاركة في الفن بكافة أشكاله ؟
*الشباب هم دائماً أصعب جمهور يمكن الوصول إليه، لأنهم في سن يشعرون فيه بأنهم لا يريدون الانتماء إلى المجتمع الذي بنيناه نحن الكبار، وهم دائماً أصعب جمهور يمكن الوصول إليه.
والطريقة للوصول إليهم هي محاولة القيام بأشياء محفزة يشعرون فيها أنهم جزء من مشروع، وفي النهاية هناك استماع بحيث تكون المقترحات التي يتم طرحها محفزة ويمكن أن تساعدهم على المشاركة في هذا المجتمع الذي يشعرون بسبب سنهم أنه يستبعدهم وأنهم ليسوا جزءا منه.
لهذا السبب، كما قلت من قبل، فإن أهم شيء هو الاستماع إليهم، ومحاولة إيجاد أوقات للعمل معا، والقدرة على تقديم مقترحات تحفزهم، وفي الوقت نفسه المشاركة في المقترحات والفعاليات الفنية المختلفة.
*ما أهمية المشاركة المغربية في مثل هذه المهرجانات؟
*من المهم جدا أن تشارك الجالية المغربية في المهرجان لعدة أسباب، أهمها أنهم حاضرون بشكل كبير، في الواقع تعتبر مدينة Lleida من أكثر المدن الأوروبية التي تضم أكبر حضور لذوي الأصول المغربية.
وباعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى، فمن المهم أن يشاركوا أيضا في جميع الفعاليات الثقافية التي تقام في مدينتنا.
وهنا لا شك أن الدور الذي تلعبه جمعية نوستالجيا العائلية بليريدا التي تجمع الأشخاص من أصل مغربي مهم للغاية، حيث تساعد على إشراكهم في المهرجان، وإشعارهم بأن المهرجان هو مهرجانهم وأن يشعروا بأن البلد الذي احتضنهم هو بلدهم وأنهم مهمون.
لهذا السبب، نحاول أن نحرص على أن يكون هناك حضور متزايد للفنانين المغاربة في برنامج المهرجان، وذلك تحديدا كدعوة لهذه الفئة وهذه الجالية لكي ترى المهرجان كوسيلة للتقرب ومشاهدة العروض ذات الأصل المغربي.
عبد الصمد ادنيدن