سناء جزيري: فيلم “الأربعين” يحكي عن انغماس المرأة في الحياة وتخليها عن أحلامها

عبرت التونسية سناء الجزيري مخرجة الفيلم القصير “الأربعين” (14 دقيقة)، عن سعادتها باختيار عملها للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، هذا الأخير الذي اعتبرته فرصة، كذلك، للتعرف على أشخاص جدد، ومشاهدة أعمال المبدعين الأفارقة.
وكشفت سناء الجزيري في تصريح لجريدة بيان اليوم، أنها تلقت مجموعة من التنويهات عن فيلمها “الأربعين” (LA QUARANTAINE)، الذي عرض يوم الأحد الماضي، ونوقش صباح الاثنين مع النقاد وجمهور السينفليين.
ويعالج الفيلم، بحسب الجزيري، فكرة مرور العمر وتوالي الزمن لدى المرأة المتزوجة، التي تكون مسؤولة عن شؤون البيت وأفراد الأسرة في “روتين” يتكرر يوميا، وهو ما أثار انتباه الجمهور والنقاد، الذين قدموا قراءات متعددة للعمل من مختلف الزوايا، أغنت هذه القطعة السينمائية، على حد تعبير المخرجة التونسية.
وأوضحت المتحدثة ذاتها في حديثها مع بيان اليوم أن فكرة الفيلم هي من تثير الاهتمام بالنقاش، حيث يحلل الفرد العمل انطلاقا من تجربته الشخصية وكذا الفنية.
وأبرزت أن سيناريو الفيلم مقتبس من قصة “صباح الخير أيها الأربعون” للروائية التونسية آمال مختار، التي تحكي قصة امرأة في عيد ميلادها الأربعين، وهي في حالة عدم الوعي بما يحيط حولها في الحياة، حيث تخلت عن أحلامها وطموحاتها، وانغمست في الاهتمام بشؤون العائلة والواجبات المهنية.
وذكرت سناء الجزيري أن هذه الوضعية، توجد عليها الكثير من النساء اللائي تجدن أنفسهن في عالم مختلف وبعيد عن ما كن قد خططن له في بداياتهن.
وحول اختيار عنوان “الأربعين” الذي يحيل على مرحلة معينة من العمر، أوضحت الجزيري أن الأمر رمزي فقط، “لأن الأزمة التي تتحدث عنها القصة يمكن أن تكون قبل الأربعين أو بعده، والمهم هو السؤال الذي يطرح في وقته عن سبب التخلي عن الأحلام بفعل الانغماس في أشياء أخرى”.
وأفادت المخرجة التونسية التي تنافس على جائزة الفيلم القصير، أن تجربة الاقتباس من الرواية، كانت مهمة بالنسبة لها، لاسيما وأن آمال مختار رحبت بالفكرة، مشيرة إلى أنه تم عرض “الأربعين” لأول مرة في مهرجان قرطاج.
ونبهت سناء الجزيري إلى أنها اشتغلت على النص انطلاقا من وجهة نظرها السينمائية، والتي قد تبدو مختلفة عن الرواية لدى المتلقي لكنها حافظت على الفكرة الأساسية للكاتبة آمال مختار.
ويبين العمل في تصور المخرجة التونسية، لحظة وعي المرأة بالزمن واستقطاع وقت للوقوف والتأمل في شريط الحياة وإعطاء فرصة أخرى للذات، من أجل إعادة بناء نفسها والإمساك بالأحلام والآمال التي كانت لديها في البداية.
ولم تستبعد سناء الجزيري، إمكانية الاشتغال مستقبلا على نص روائي آخر، بحكم تعلقها بالروايات التي تقرأها بنهم وشغف كبير منذ صغرها، مبرزة أن الآداب والسينما قطعة واحدة، لهذا أثناء وجود أزمة في السيناريو تنصح المخرجة بالرجوع إلى الرواية.

Top