القسم الاحترافي الثاني في موسم جديد وإكراهات قديمة

انطلقت منافسات الدوري الاحترافي بالقسم الثاني في موسم جديد لكن بإكراهات وهموم قديمة، 14 فريقا من بين الـ 16، سبق أن مارسوا في القسم الأول وبعضهم أحرزوا ألقابا ويوجدون اليوم مضطرين في القسم الثاني لأسباب مختلفة، تتمثل في قلة الموارد وضعف الدعم المالي إضافة إلى مشكل البنية التحتية.
أولمبيك الدشيرة وشباب بنجرير وحدهما لم يلتحق بحظيرة الكبار ولم نعما باللعب في القسم الأول رغم سنهما، فريق الدشيرة تأسس سنة 1940 وخلال 84 سنة من الوجود فشلت اجتهاداته في تحقيق الصعود، ونفس الوضع يعيشه شباب بنجرير خلال 72 سنة منذ إحداثه سنة 1952.
وباقي الفرق تتأرجح بين الصعود والنزول والصراع من أجل الحفاظ على البقاء في مدار الاحتراف تفاديا للنزول إلى مجموعة الهواة، إذ تعتبر فرقا عريقة ثلاثة منها وقعت الميلاد منذ قرن من الزمن في عهد الحماية، أقدمها فريق الراك الذي تأسس سنة 1917 (107 سنة) برصيد لقب في البطولة 1972 وآخر سنة في كأس العرش 1968 إضافة ثلاثة ألقاب قبل الاستقلال 1935 و1945 و1954 وسطاد المغربي 1919 (105 سنة) بألقاب في زمن الحماية، كالبطولة ثلاث مرات 1928 و1931 و1944 وأولمبيك خريبكة 1923 (101 سنة) بلقب في البطولة 2007 ولقبين في كأس العرش 2006 و2015 إضافة إلى كأس العرب 1996.
فرق في القسم الإحترافي الثاني بـ 14 لقب في بطولة القسم الأول، كالنادي القنيطري بـ 4 ألقاب وكل من الراسينغ والكوكب المراكشي لقبان ولقب واحد لأولمبيك خريبكة، ورجاء بني ملال ومولودية وجدة و13 لقبا في كأس العرش للكوكب المراكشي 6 ألقاب و4 ألقاب لمولودية وجدة ولقبين لأولمبك خريبكة، ولقب واحد للراك وللكوكب لقب قاري وكأس الكاف، ولأولمبيك خريبكة كأس عربية.
وتعتمد فرق القسم الاحترافي الثاني مجموعة من اللاعبين من ذوي التجارب في القسم الأول وكذا المنتخبات الوطنية، وفي هذا القسم تعاقدت فرق مع لاعبين واستعصى عليها تأهيل بعضهم، بسبب المنع الذي يطالها جراء أحكام ملفات نزاعات وديون.
وإنطلق الدوري بالقسم الثاني متأخرا عن القسم الأول وشهدت الدورة الأولى توقيع 22 هدف، أكبر حصة دشن بها النادي القنيطري الموسم فائزا على أولمبيك خريبكة 5-1، ولم ينهزم أي فريق في ملعبه أربعة فرق أرغما على التعادل والموسم ينبئ بإيقاع تنافسي شرس، خاصة وأن فرصة الصعود ستمنح للفريقين المرتبين في الصفين الثالث و الرابع عبر مرحلة السد يواجهان فيها المرتبين في الصفين الـ 13 و الـ 14 في القسم الاحترافي الأول، مما يزيد التباري تشويقا و إثارة بداية من الموسم الحالي.
ويبقى الأمل أن يهتم مسؤولو فرق القسم الاحترافي الثاني بالتنقيب عن المواهب وصناعة الأجيال بهدف التوفر على الاكتفاء الذاتي وتدعيم المميزين للانتقال إلى دوريات أخرى وطنيا ودوليا، مع تغذية المنتخبات والمهمة ممكنة في مؤسسات تربوية بهيكلة متينة وحكامة جيدة.

< محمد أبو سهل

Top